خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 22:13
المحور:
الادب والفن
في الليلةِ التي انتحرتْ فيها اللغةُ من فرطِ الوضوح،
كنتُ أُرتِّقُ ظِلِّي بخيوطٍ من غبارِ المجرّات.
كلُّ كلمةٍ كانت حفرةً في الذاكرة،
وكلُّ جملةٍ سُلَّمًا مكسورًا ينقلكَ من جحيمٍ إلى آخر.
الزمنُ، ذاك الكائنُ الشفاف،
كان يلعقُ وجهي بأسنانِ الندم،
ويضحكُ حينَ أصفِّرُ للعدم كأنَّه كلبٌ ضالٌّ يعودُ كلّ مساء.
مشيتُ على سطحِ القمر،
لا كبطلٍ في أسطورة، بل كحشرةٍ ترتّبُ أرشيفَ الضوء.
زرعتُ قلبي في أرضٍ مهجورة،
فنبتَ على حوافّه حليبُ الأمهاتِ المفقودات في الحروب.
•
كأنني آخرُ مَنْ تذكَّرَ البداية:
حينَ كانتِ النارُ أختَ الهمس،
والأجسادُ طيورًا مهاجرةً في جلدٍ واحد.
رأيتُ إلهًا يعزفُ على عظامي،
ثم يغفو من فرطِ الموسيقى،
فأحمله إلى فراشٍ من الريحِ والذباب،
وأعتذر له عن كلّ صلاةٍ خُتمتْ باسمه دون سؤال.
•
أنا حفيدُ العدمِ الذي لم يولد،
أحملُ وصيّةً مكتوبةً على جناحِ بعوضةٍ:
“لا تبحثْ عن المعنى…
المعنى يبحثُ عنك في هيئةِ كابوس.”
•
وفي آخرِ الحلم،
ظهرتْ لي المدنُ كجثثٍ نائمة،
والسماءُ كمرآةٍ انكسرتْ من التطلّع.
فصرختُ:
“يا مَنْ تبني القصائدَ من ترابِ الأموات…
خذ حنجرتي، واترك لي الصمتَ لأعبده.”
#خالد_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟