خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 00:02
المحور:
الادب والفن
في البدء،
لم يكن هناك صوتٌ يسمع،
ولا سكوتٌ يُحتمل،
بل رعشةٌ في قلب الغيب،
تبتهل لتتحوّل إلى شيءٍ… يمكن الإشارة إليه.
كان الوجودُ حُلمًا يدور في مدارٍ بلا جهة،
وكان الضوءُ يتهجّى أسماءه الأولى
على صفحةٍ لم تُخلَق بعد.
•
كلُّ ما في الخلق يشير،
ولا يقول.
وكلّ ما في الروح…
يرتجفُ من فرطِ التذكّر.
من نحن؟
عُشبةٌ نبتت على حافّة الوعي،
خطوةٌ وُضعت بالخطأ في سجّل الزمن،
أو ربما قصيدةٌ نُسيت في جيب ملاكٍ عابر.
•
لا تسأل عن المعنى،
المعنى لا يُجاب، بل يُذاق.
وكلّ من تكلَّم عنه،
أغلق بابًا كان الله قد تركه مواربًا كي نتنفّس.
المعرفة؟
ستارٌ كثيفٌ على نورٍ لا يُحتمل،
وكلّ حرفٍ يُكتَب،
هو مسمارٌ آخر في نعش الدهشة.
•
الجهلُ المقدّس:
أن تنحني دون أن تسأل،
أن تبكي لأنك رأيت ظلالًا لا تُشبه شيئًا،
أن تسير في المتاهة دون توقّعٍ للخروج،
وتغنّي للريح، كأنها تعرف اسمك السرّي.
•
الحقيقة لا تُدرك،
لأنها تمشي على قدمين من محو،
وكلّ من قال: وجدتها،
فاته أن الحقيقة لا تُلتقط،
بل تمرّ.
•
في لحظةٍ من التأمل،
رأيتُ نفسي تتضاءل حتى صرتُ نقطة،
ثم طارت،
ولم يبقَ منّي سوى الإشارة.
ولمّا سجدتُ،
لم يكن في الأرض أحد،
لكنني شعرتُ أن كل شيء ينحني معي،
حتى الحجر،
حتى الصمت.
•
الزمنُ؟
ريحٌ تدور في قارورة الروح،
تارةً تصرخ،
وتارةً تهمس،
وفي الحالتين،
لا تقول شيئًا.
•
وحين ظننتُ أنّني اقتربتُ،
ابتعدتُ أكثر.
وحين ظننتُ أنني غبت،
ابتدأتُ.
فالطريق ليس خطوة،
بل خلعٌ متواصلٌ للذات،
حتى تصير شفافًا بما يكفي
لتُرى…
ولا تبقى.
•
وفي النهاية،
لم أصل.
لكنني رأيت بابًا،
وكان كافيًا
لأعبد المسافة.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟