أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية: بين المؤسسات ودور الرئيس














المزيد.....

صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية: بين المؤسسات ودور الرئيس


ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري

(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)


الحوار المتمدن-العدد: 8364 - 2025 / 6 / 5 - 18:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دفعنى الفضول لدراسة استشراف دور الرئيس الامريكي في صنع القرار فمعرفة ذلك يساهم بشكل كبير في رسم السياسات للتعامل مع أمريكا وقد خلصت انه في النظام السياسي للولايات المتحدة الأمريكية، تُعد عملية صنع القرار عملية معقدة ومتعددة المستويات، يشترك فيها عدد من الفاعلين السياسيين والمؤسسات، يأتي في مقدمتهم الرئيس الأمريكي. يتجلى هذا التعقيد في طبيعة النظام الفيدرالي القائم على مبدأ الفصل بين السلطات، حيث تتداخل صلاحيات السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، مما يفرض على الرئيس التنسيق والتفاوض المستمر مع مختلف الأطراف.

أولاً: هيكلية صنع القرار في الولايات المتحدة
تعتمد عملية صنع القرار في الولايات المتحدة على عدد من المؤسسات التي تعمل ضمن نظام الضوابط والتوازنات (Checks and Balances)، وهي:
1. الكونغرس الأمريكي: يتكون من مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويمتلك صلاحيات تشريعية أساسية تشمل إصدار القوانين، وإقرار الميزانية، والموافقة على التعيينات الرئاسية، والمصادقة على المعاهدات الدولية.
2. السلطة التنفيذية: يقودها الرئيس، وتشمل أيضًا الوزارات والوكالات الفيدرالية. تقوم هذه السلطة بتنفيذ القوانين وصياغة السياسات العامة.
3. السلطة القضائية: ممثلة بالمحكمة العليا والمحاكم الفيدرالية، وتعمل على تفسير القوانين وضمان توافقها مع الدستور.

ثانياً: دور الرئيس في صنع القرار
رغم تعدد الجهات المؤثرة، يتمتع الرئيس الأمريكي بدور محوري في عملية صنع القرار، وخاصة في القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع والاقتصاد. ويمكن تلخيص أبرز أدوار الرئيس كالتالي:
1. رسم السياسات العامة: من خلال ما يعرف بـ"أجندة الرئيس"، يحدد أولويات إدارته ويقدم مقترحات تشريعية إلى الكونغرس.
2. القرارات التنفيذية: يمتلك الرئيس صلاحية إصدار أوامر تنفيذية (Executive Orders) تُستخدم لتوجيه عمل الأجهزة الحكومية دون الحاجة إلى موافقة الكونغرس.
3. الفيتو الرئاسي: يحق للرئيس رفض القوانين التي يصدرها الكونغرس، ويمكن للكونغرس تجاوز الفيتو بأغلبية الثلثين فقط.
4. القيادة في السياسة الخارجية: الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وله صلاحيات واسعة في عقد المعاهدات (بموافقة مجلس الشيوخ) والتعامل مع الأزمات الدولية.
5. التعيينات: يرشح الرئيس كبار المسؤولين في الحكومة، بمن فيهم الوزراء والسفراء والقضاة الفيدراليون، مع ضرورة موافقة مجلس الشيوخ على التعيينات.

ثالثاً: قيود على سلطات الرئيس
رغم الصلاحيات الواسعة التي يتمتع بها، فإن سلطات الرئيس ليست مطلقة، إذ يواجه قيوداً قانونية وسياسية، من أبرزها:
• رقابة الكونغرس: عبر لجانه المختلفة، يستطيع الكونغرس التحقيق في قرارات الرئيس ومساءلته سياسياً.
• القضاء: يمكن للمحكمة العليا إلغاء أي إجراء رئاسي يتعارض مع الدستور.
• الرأي العام والإعلام: يعتبران عاملين مهمين في الضغط على الرئيس وتوجيه سياساته.

خاتمة
وإن كان يمثل الرئيس الأمريكي عنصرًا حاسمًا في عملية صنع القرار، ولكن ضمن نظام سياسي محكم التوازنات يضمن عدم تمركز السلطة في يد جهة واحدة. وبينما يمنح الدستور للرئيس أدوات قوية لتوجيه السياسات، فإن نجاحه يعتمد بدرجة كبيرة على قدرته على التفاوض، وبناء التحالفات، والتفاعل مع ديناميكيات الكونغرس والرأي العام. فالرئاسة الأمريكية، وإن بدت قوية، إلا أنها تظل مقيدة بالديمقراطية الدستورية التي تُعد جوهر النظام السياسي الأمريكى.
ولعل استخدام حق الفيتو من قبل الولايات المتحدة ضد قرار مجلس الأمن الاخير بوقف اطلاق النار فى غزة مؤشر على محدودية دور الرئيس في صنع القرار فقد كان من المتوقع أن تمتنع أمريكا عن التصويت بعد صفقة ترامب صفقة الـ 5 ترليون دولار مع العرب، بالاضافة الى وعد ترامب بالاعتراف بالدولة الفلسطينية والذى لم يلتزم به.

هذا ويضخم العرب كثيرا من دور الرئيس الامريكي في صنع القرار ،وكنت أتصور أنهم سيكونون أكثر تماسكا مع دولة تنهار. إن أمريكا دولة مؤسسات ويلعب الراى العام الداخلى دورا هاما في صنع القرار وقد تنبه زعماء الغرب مبكرا الى تلك الحقيقة وهو ما دفعهم للتماسك وعدم قبول ابتزاز ترامب بل واتخاذ مواقف مضادة لسياساته كما فعلت الصين وروسيا ولعل استصدار حكم قضائي أمريكى ببطلان قرار ترامب بفرض الرسوك الجمركية يشير الى محدودية دوره؛ وكان هذا دافعى لكتابة مقال يشرح طبيعة دور الرئيس الأمريكى في صنع القرار.



#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا كما أنا
- الحبّ.. لعبة القدر
- في المنتصف
- ما سيكون
- قلب لا يُخبره أحد
- قلبٌ يُنادِي على نغمِهِ
- البدايات
- لأنكِ لم تري
- الأفق الجديد
- في مارستان
- رقصة الوداع
- نصف الطريق الآخر
- ما أحلى القدر
- الهزيمة المرسومة على الجدران
- قبلة الذهب
- العهد الأبدي
- طريقي... وطريقك
- نور المدينة
- أحلام بسيطة
- رحيم الرائع


المزيد.....




- -وعود مبالغ فيها-.. خبراء يشككون في خطة ستارمر لوقف الهجرة غ ...
- 3 هزائم لنتنياهو ستطارده وتقضي عليه
- مبعوث ترامب سيزور الشرق الأوسط بشأن غزة.. والخارجية الأمريكي ...
- مشروع استيطاني جديد.. خطة إسرائيلية لتحويل غزة إلى وجهة سياح ...
- محادثات محفوفة بالتوتر بين إيران والترويكا الأوروبية في إسطن ...
- سوريا تشكل لجنة تحقيق في إعدامات بالسويداء
- بريطانيا تهدد إسرائيل.. تحول حقيقي أم مجرد رسائل إعلامية؟
- براك لرويترز: لا بديل للنظام الحالي بسوريا وفظائع السويداء ل ...
- مستشفى الشفاء يعلن وفاة 21 طفلا جراء التجويع في غزة
- ما دلالات التصعيد البريطاني ضد إسرائيل؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياءالدين محمود عبدالرحيم - صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية: بين المؤسسات ودور الرئيس