ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 02:27
المحور:
الادب والفن
في أحد الأيام المشمسة، قرر "أدهم" أن يغير روتين حياته الرتيب. كان يعيش في حي شعبي مزدحم، حيث تصطدم الأصوات بأحلام الناس البسيطة. توجه إلى متجر الدراجات البخارية القديم في وسط المدينة، وهو يحمل في جيبه كل ما ادخره من مال. قال لنفسه: "لم لا؟" ودخل المتجر بخطوات واثقة.
صاح به البائع وهو يفرك يديه بابتسامة عريضة: "أهلاً بك! ما ميزانيتك؟"
أجاب أدهم بصراحة: "لا أعرف شيئاً عن الدراجات، لكنني أريد شيئاً مميزاً."
أومأ البائع برأسه وأرشده إلى دراجة بخارية قديمة، لامعة كالمرآة، بمقعد أصفر يشبه الموز، وعجلات بيضاء ناصعة. قال البائع: "ثمانمئة فقط، وهذه صفقة لن تتكرر!"
اشترى أدهم الدراجة دون تردد. شعر وكأنه يمتلك العالم بين يديه. انطلق في شوارع المدينة الضيقة، يتمايل بين السيارات وكأنه يؤدي رقصة باليه. توقف أمام مقهى قديم، حيث لاحظت "ياسمين" وجوده. كانت ترتدي جينزاً واسعاً، وتضع شعرها مجعداً كنجمة الثمانينيات. نظرت إليه بابتسامة غامضة.
تتبعها وعرف بيتها، وتزوجا. وبعد عدة أسابيع دعاها لتركب خلفه.
قالت ياسمين وهي تضم خصره: "أين تذهب بهذه السرعة؟"
أجاب أدهم: "إلى حيث لا يصلح إلا الدراجات العتيقة!"
انطلقا معاً، يتجاوزان سيارات الأثرياء الفاخرة، ويضحكان على من يسخرون من دراجته البسيطة. مرّا بسوق السمك، حيث ألقى البائعون الأسماك الطازجة في الهواء، وكأن المدينة بأكملها تحيي مغامرتهما.
وفي الليل، بينما كانت الأضواء تضيء شوارع المدينة، توقفا عند نهر صغير. قالت ياسمين: "هل تعتقد أن هذه الدراجة ستستمر إلى الأبد؟"
نظر أدهم إلى الدراجة ثم إلى ياسمين، وقال: "الأبدية ليست في الأشياء، بل في اللحظات التي نعيشها."
أكملا طريقهما، بينما تتعالى أصوات الجيران: "اخفض سرعتك يا أدهم!" لكنه كان يعرف أن بعض الأشياء لا تُقاس بالسرعة، بل بالحرية التي تمنحها.
نهاية القصة.
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟