ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8335 - 2025 / 5 / 7 - 12:27
المحور:
الادب والفن
في شقة صغيرة بوسط المدينة، حيث تتراكم الفواتير غير المدفوعة على الطاولة، وتعلو رفوف الكتب قصائد شعرية بالية، جلس خالد يقلب ألبوم صور قديم بين يديه. كل صورة كانت بوابة إلى زمن مضى، إلى ذكريات جمعته بـ ليلى، المرأة التي ملأت حياته بتناقضات جميلة: ضحكات مرحة تحت المطر، وجدالات ساخنة على أشياء تافهة، وحب لم يستطع الصمود أمام رياح الحياة.
"شكرًا لهذه الذكريات..." همس خالد وهو يمر بإصبعه على صورة لهما في حفل زفاف صديقهما، حيث ضحكا حتى البكاء عندما أخطأ المأذون في اسم الزوجة، بينما كانا يعرفان أن علاقتهما لن تصل إلى يوم الفراق.
تذكر ليلى وهي تهديه أحجار اليشم الصغيرة من رحلتهما إلى الصين، وكيف ضحكا على نفسهما وهما عالقان في زحام مروري لمدة ثلاث ساعات. تذكر ألغاز الكلمات المتقاطعة التي كانا يحلانها معًا، والفواتير التي تجنبّا دفعها لشهور، وكيف كان يجد جواربها في الحوض كلما ذهب ليحلق ذقنه.
لكن الذكرى الأقسى كانت تلك الليلة التى علما فيها انهما لن يستطيعا انجاب طفل معا، عندما شربا كوكتيل الوداع في فندقهم المفضل. قالا إنهما "أذكياء جدًا" لتبديل الدموع بابتسامة، ورفعا عينهما معلنين: "عاش الحب الذي كان!" بينما كان قلبهما ينزف.
بعد عشر سنوات، التقيا مصادفة في مقهى. نظر إليها خالد وهي ترتدي الفستان الأزرق الذي أحبه، وسألها ببرود مزيف:
"كيف حالك؟ وماذا عن أحلامنا الصغيرة التي لم تتحقق؟"
أجابت ليلى بابتسامة حزينة:
"بعض الذكريات جميلة لأنها بقيت ذكريات... شكرًا لك."
غادرا المقهى في اتجاهين متعاكسين، بينما كانت كلمات أغنية الحب اللى كان لميادة الحناوى تتردد في رأسه:
"شكرًا لهذه الذكريات... كم كانت جميلة." قالها وهو يبكى
النهاية.
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟