ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8345 - 2025 / 5 / 17 - 19:51
المحور:
الادب والفن
في زمنٍ غابر، حيث كانت الثروات تُقاس بلمعان الذهب، ظهر رجلٌ يُدعى عصمت الذهبي، كان يملك لمسةً سحريةً تحوّل كل ما تلمسه إلى ذهبٍ خالص. لكن وراء تلك اللمسة البرّاقة، اختبأ قلبٌ باردٌ كالثلج، ونفسٌ تعشق الذهب أكثر من أي شيءٍ آخر.
كان عصمت يجوب المدن بحُلّةٍ ذهبيةٍ تخطف الأنظار، وكلماته كانت كالعسل الذهبي، تنساب في الآذان فتسحر العقول. لكن الفتيات اللاتي اقتربن منه عرفن الحقيقة المريرة: فقبلته كانت قبلة الموت، وحبّه كان كالذهب — برّاقًا من الخارج، لكنه باردٌ لا حياة فيه.
ذات يوم، قابل ندى، الفتاة التي لم تكن كباقي الفتيات. كانت ذكيةً وحذرة، وعندما همّ عصمت بإغرائها بوعوده الذهبية، نظرت في عينيه فرأت الفراغ الذي يُخفيانه. قالت له بثقة: "قلبك كالذهب، يلمع لكنه لا ينبض." حاول أن يقنعها بكلماته الذهبية، لكنها عرفت الحقيقة. فما كان منه إلا أن ابتعد، غاضبًا، لأنه لم يجد فيها ضحيّةً أخرى.
أدرك أهل المدينة أخيرًا أن عصمت الذهبي لا يحب سوى الذهب، وأنه مستعدٌ لابتلاع أي روحٍ في سبيله. فطردوه إلى الأبد، بينما تعلموا أن الذهب الحقيقي ليس في القطع البرّاقة، بل في القلوب النابضة بالحياة والحب.
________________________________________
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟