ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 21:30
المحور:
الادب والفن
في قصرٍ رخاميٍّ تتناثر فيه تحفٌ فاخرةٌ وأساطيرُ العائلات العريقة، نشأ "خالد" بين أنغام الموسيقى الكلاسيكية وقصائد الأدب الرفيع. كان والده سفيراً سابقاً، وأمّه ابنة عائلةٍ عُرفت بصالوناتها الأدبية الراقية. لكن بين جدران ذلك القصر، كان قلب خالد يخفق على إيقاعٍ آخر—إيقاعِ الغيتار الكهربائي وصخبِ الحياة خارج القفص الذهبي.
في أحد الأيام، بينما كان يهرب من حفلةٍ مملةٍ رتّبتها أمه، التقى "سلمى" في حفلٍ موسيقيٍّ تحت الأرض. كانت ترتدي جينزاً ممزقاً، وقميصاً يلمع تحت الأضواء، وشعراً أرجوانياً يتطاير مع كل حركة. صوتها كان كالعاصفة حين تغني، وعيناها تشعان بشرارٍ جعلت خالداً ينسى كلّ قواعد "اللياقة" التي علّمته إياها عائلته.
"هذه ليست البيئة المناسبة لك!" قالها والده بغضبٍ حين رآه معها في المقهى الشعبيّ ذات مساء.
"بل هي بالضبط ما كنت أبحث عنه طوال عمري"، أجاب خالد بينما كانت أصابع سلمى تتشابك مع أصابعه بثقة.
لم تكن سلمى "الفتاة المناسبة" في عيون العالم، لكنها كانت العالم كلّه في عينيه. كانت تضع أحمر شفاهٍ يلمع كالبرق، وتضحك بصراحةٍ تزعج المُتكلّفين. وراء مظهرها "المُبتذل" كما يسمونه، كانت تحمل روحاً حرّةً وقلباً طفولياً يحب الحياة ببساطة.
ذات ليلة، وقف خالد أمام عائلته وقال: "لقد وجدتُ نفسي حيث لا تريدون أن تبحثوا عنها. سلمى علمتني أن السعادة ليست في القبول، بل في الشجاعة أن تكون من أنت."
غادر القصر بملابسه البسيطة وحقيبة ظهره، لكنه حمل معه كنزاً لم يعرف قيمته من قبل—الحرية. في شقته الصغيرة مع سلمى، حيث الجدران مغطاة بملصقات الفرق الموسيقية والألوان الزاهية، اكتشف معنى الحياة الحقيقية.
وفي إحدى الأمسيات، بينما كانت سلمى تهمهم بكلمات الأغنية المفضلة لديهما، أمسك خالد بيدها وقال: "أنتِ اللحن الذي كان ينقص حياتي. ناسٌ يقولون إنّكِ قليلة الذوق ، لكنهم لا يعرفون أن الذوق الحقيقيّ هو أن تعيشي كما تُحبين."
ضحكت سلمى، وأكملت الأغنية بصوتٍ عالٍ، بينما كان خالد يدرك أخيراً أن الحب ليس في أن تجد شخصاً "مثاليّاً"، بل في أن تجد شخصاً يجعل قلبك يُغنّي.
النهاية.
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟