ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)
الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 18:13
المحور:
الادب والفن
كان آدم يجلس كل مساء على طرف سريره، ينظر إلى قميصه المكوي بعناية، وحذائه البني اللامع الذي لم يعد يليق بأيامه الرمادية. يخرج من العمل باكرًا، يمرّ أمام بيتها، يبطئ خطاه كأنه يبحث عن صدفة مستحيلة. ولم تكن تصادفه.
لم يكن يكتب لها، لكنه كان يحدثها في رأسه كل ليلة:
"أُريدكِ أن تُريديني... أحتاجكِ أن تحتاجيني، أتوسل إليكِ أن تشتاقي إليّ كما أفعل."
يتذكّر مساءً قديمًا، حين رآها تبكي بصمت على عتبة مقهى مهجور. لم يسألها لماذا، فقط جلس قربها، منحها صمته وكتفه، فاستندت عليه كأنها وجدت مؤقتًا وطنًا.
لكنه اليوم يشعر بأنها نسيت. كأن دموعها تلك لم تكن، كأن وجوده يومها لم يكن يعني شيئًا.
وكل يوم يردد:
"ألم تري كيف رأيتكِ تبكين؟ ألم تنتبهي أني كنت دائمًا هناك، حين لم يكن أحد؟"
يحاول أن يلفت نظرها، بضحكة مصطنعة في صورة، أو منشور غامض، أو عطر تعرفه جيدًا حين يمر بجوارها. لكنها لا ترى. أو تتجاهل أن ترى.
في مساء خريفي، جلس يكتب لها رسالة لم يُرسلها:
"ألمع حذائي القديم، وأشتري قميصًا جديدًا، وأعود من عملي مبكرًا... لو فقط قلتِ إنك تحبينني."
ثم طوى الورقة، ووضعها في درجٍ لم يُفتح منذ زمن.
في تلك الليلة، لم يمرّ أمام بيتها، لم ينتظر صدفة. خرج إلى المدينة بخطوة بطيئة لكنها حقيقية. لم يبحث عن حبّ آخر، بل عن نفسه التي فقدها في محاولة أن يكون جديرًا بمن لم ترد أن تراه.
________________________________________
#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)
Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟