أنا كما أنا

ضياءالدين محمود عبدالرحيم
مفكر وداعية اسلامي و اقتصادي، مطور نظم، مدرب دولي معتمد، وشاعر مصري
(Diaaeldin Mahmoud Abdel Moaty Abdel Raheem)

الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 22:21
المحور: الادب والفن
    

في زقاق ضيّق تتراكم فيه الأحلام المهملة، وُلد "سليم". لم يكن كغيره من أطفال الحيّ، لا يشبههم في ملامح الوجه ولا في نظرة العين. كان يحمل في قلبه شيئًا أكبر من جدران المدينة، شيئًا يشبه النداء… نداء الحياة.

قالوا له: "كن مثلنا، فالعالم لا يحب المختلفين".
ضحك سليم، وابتسم ابتسامة من لا يرى في العالم سوى مسرحًا عليه أن يصعد إليه يوماً، لا متفرجًا، بل بطلًا.

حين شبّ، رفض أن يرث دكان والده كما فعل إخوته. لم يرد أن يبيع السكر والأرز… كان يريد أن يبيع الحلم. حلمه هو أن يصبح مغنيًا. لا لأجل الشهرة، بل ليغني للحياة، للحرية، لما يشعر به في الداخل، لذلك الصوت الذي لا يسكت بداخله مهما كان الصمت من حوله.

وقف في أول مرة أمام لجنة تحكيم مرتجفا صوته. سخروا من اسمه، من شكله، من لهجته. قال أحدهم: "أنت لا تصلح حتى لغناء الأعراس."
خرج، لكنه لم ينكسر. قال: "إن لم أُولد من أجل أن أكون مثلهم… فقد وُلدت لأكون أنا."

بدأ يغني في الزوايا، في المقاهي، تحت المطر. وفي كل مرة كان صوته يعلو، كان الخوف ينقص. ومع كل نغمة، كان يقترب أكثر من صورته الحقيقية.

وفي أحد الأيام، على مسرح صغير في مدينة لا يعرفها، صعد وغنّى. لم يكن في صوته جمال تقليدي، لكنه كان صادقًا، نقيًّا… صوته كان يشبهه.
وحين انتهى، وقف الناس وصفّقوا طويلاً.

ذلك التصفيق لم يكن له فقط، بل لكل من اختار أن يكون نفسه، رغم العالم، رغم الرفض، رغم الألم.

سليم لم يصبح نجمًا في السماء، لكنه صار أملا في قلب كل من تجرأ على أن يقول:

"أنا كما أنا… ولن أكون غيري."

#ضياءالدين_محمود_عبدالرحيم (هاشتاغ)       Diaaeldin_Mahmoud_Abdel_Moaty_Abdel_Raheem#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل