أكد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 8339 - 2025 / 5 / 11 - 20:14
المحور:
الادب والفن
الاستماع إلى مقطوعات أوبرا من تأليف مؤلفين مختلفين ترعد الحس حميمية، ولكن من منا لم يقشعر لواحدة منها. وهو يلتفت أنفاسه وهي تعمق انتباهه بشكل خاص، حين يستمع لرقي وتألق مقطوعة "ويليام تيل الافتتاحية"()، التي ألفها جِواكينو روسيني (1792-1868)() في عام 1829().
الجزء المسمى بالمقدمة يعطي شعورا بالخوف والألم بسبب الصعوبة التي نواجهها. لقد مررنا نحن البشر بلحظات ومواقف تبدو مشابهة جدًا لتلك التي نراها في أفلام الخيال، وتجعلنا نشعر بأن طاقتنا الداخلية لم تعد كافية لتجاوزها.
يخلق روسيني إحساسًا عازفي التشيلو وصوت آلآلات الموسيقية الوترية”التي تعزف بالقوس أو بالأصابع إلى"القيثارة"، والذي يشبه الصلاة. وقد يكون هذا هو الملاذ الأخير لتشجيعنا.
الجزء الثاني من المقدمة والذي يسمى "العاصفة"، فكرة فيها أجتياح واجتياز بالمواقف؛ التي حاولنا تجنبها، ولكنها خرجت لتواجهنا وجهاً لوجه. في هذا الجزء، نجح روسيني في تحقيق هذا الشعور باستخدام البوق والباسون (آلة النفخ الخشبية) على نطاق التينور. إنه الظلام ويبدو أنه لا يوجد نور ولا أمل. نحن فقط من نواجه مخاوفنا الخاصة.
الجزء الثالث يسمى "سباق البقر" أو"نداء الأبقار". عندما تنتهي العاصفة، يمكننا في بعض الأحيان رؤية أشعة الشمس الخافتة. إن روحنا المنهكة من الصراع الداخلي خرجت منتصرة، وجسدنا يستعد للنهوض والتخلص من الوحل وتجفيف القطرات التي تركها الصراع العنيف داخل أنفسنا.
والجزء الأخير: مسيرة الجنود السويسريين، هذا الجزء معروف جدًا لأنه عبارة عن عدو ديناميكي يبقينا واقفين ومتحركين إلى الأمام.
"نحن لا نعلم ما يخبئه لنا القدر، لكننا مستعدون للقتال ومتأهبون."()
لقد آثرتنا في التماثلات الفنية الآسرة. وهي تمثل الرؤية الإنسانية لمشاعرنا الخاصة. إلا أن تتأتى الموسيقى بتدرجات. وئيدة-وائيدة. حتى تصل إلينا من خلال اهتزازات الآلات الموسيقية المختلفة، وتلك التي عندما يتم العزف عليها في مجموعة متناغمة من الأصوات، يمكنها أن تنقلنا إلى ذواتنا الداخلية، إلى ذكرياتنا. حيث فناءات حيثياتنا المنسية.
يتمكن الملحنون العظماء من فتح الخيال والروح. إنهم يكتبون وينقلون أحاسيس قد تختلف من شخص لآخر، لكنهم ينقلون عاطفة نسمعها، وبمساعدة الخيال، نراها ونشعر بها.
جواكينو روسيني، عاش تجربة غنية. ومؤثرة في الفترة من 1792 إلى 1868 في باريس(). تشمل أعماله الأوبرالية: "حلاق إشبيلية"(1816)() و"سندريلا"(1817)() والإيطالي في الجزائر(1813)().
أخيرا. يبقى روسيني قامة رفيعة بتأليفه أوبرا ويليام تيل، والتي عرضت لأول مرة في عام 1829 في باريس.
عندما كان عمره سبعة وثلاثين عامًا فقط، توقف روسيني عن إبهارنا بأوبراته لأنه توقف عن الكتابة. ولكن دفعت بنا إلى تمكنا من الانبهار بعبقريته الفذة المستدامة. إن شئتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: طوكيـو ـ 05/10/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).
#أكد_الجبوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟