أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - صلعميون بهلويون وطورانيون













المزيد.....

صلعميون بهلويون وطورانيون


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بحر أربعين يوما فقط عرّت حادثتان كبيرتان ماكينة إيران الإعلامية وكشفت عن بلاهة الأفكار التي يبني عليها نظام المرشد الأعلى أحلامه الإمبراطورية الزائفة.
في الثالث عشر من نيسان الماضي أطلق الحرس الثوري الإيراني سيلا من الصواريخ البعيدة والمتوسطة المدى وعددا كبيرا من الطائرات المسيرة نحو إسرائيل تحت مسمى (الانتقام لضحايا قنصلية إيران في دمشق) وقد تجاوز عدد المقذوفات الثلاثمائة مقذوف ولكن لم يخدش كل هذا الهجوم الجهجهوني ارنباً او فأراً في حقل من حقول تل ابيب او أي مدينة أخرى تقع تحت حماية القبة الحديدية الإسرائيلية.
اما الحدث الثاني والذي سيبقى سرا من اسرار دولة الفقيه لسنين طويلة هو حادث سقوط هليكوبتر الرئيس الإيراني والوفد الذي كان يرافقه اثناء زيارته لدولة أذربيجان الحدودية، حيث بقي الرئيس ومرافقوه من وزير الخارجية ومحافظ أذربيجان الشرقية الواقعة في شمال غرب إيران قرابة اثنتي عشرة ساعة بلا اخبار ومقطوعين عن اي مساعدة بسبب الأحوال الجوية السيئة في المنطقة التي سقطت فيها الهليكوبتر!
وعندما عثرت مسيرة تركية أرسلت للمساعدة في البحث على حطام الهليكوبتر اتضح ان الأجساد قد تناثرت بسبب انفجار أصاب الطائرة وحريق التهم هيكلها بالكامل، وحسب البلاغات التحقيقية الإيرانية لم يكن سبب سقوط الطائرة عمل مخطط له مسبقا، وحاول المروجون للقدرة الإيرانية العسكرية الزائفة ان يتفادوا الموقف بإصدارهم عدد هائل من المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدَّعي ان المسيرات الإيرانية هي من عثرت على موقع التحطم وليست المسيرة التركية كي يحفظوا لولي نعمتهم قليلا من ماء وجهه الذي سقط الى الابد.
لقد لقي (سفاح طهران) والمرشح لخلافة المرشد خامنئي إبراهيم رئيسي حتفه، وكذلك قتل في الحادث (عميد الدبلوماسية الإيرانية) حسين امير عبد اللهيان، كما قتل ستة اخرون تتفاوت اهميتهم في بقاء نظام المرشد الأعلى بؤرة إرهاب في منطقة الشرق الأوسط.
كانت علائم الابتهاج ظاهرة على منشورات العراقيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ابتهاج طفولي كان يمارسه أبناء الحارات البغدادية عندما كانوا يخوضون (معاركهم) ضد أبناء حارة أخرى، وبطبيعة الحال لم تكن أسلحتهم صواريخ بعيدة المدى وعملاء بعشرات الالاف على الأرض، انما كانوا يستخدمون كسر الحجارة وقشور البطيخ والطماطم المتعفنة.
هذه هي إيران منذ كورش وداريوس، الفان وخمسمائة عام لم تتبدل طموحات الإيرانيين في ضم العراق الى امبراطوريتهم والفان وخمسمائة عام لم يكلَّ العراقيون عن الدفاع عن ارضهم، يذهب كورش ويأتي آخر غيره، ويذهب خميني ويأتي من هو اشد تطرفا وعنصرية منه، ويذهب بهلوي بتاج ويأتي بهلوي بعمامة. وسيبقى هذا الحال الى ان يرث الله الأرض ومن عليها، فما الذي على العراقيين ان يفعلوه كي يحصنوا ارضهم وشعبهم واجيالهم ضد هذا الوباء الذي لا فرار منه؟
لقد اتضحت الرؤية تماما عندما احجمت إيران عن اتهام إسرائيل بإسقاط هليكوبتر رئيسي، رغم اننا سمعنا أصواتا من جهات شتى تشير من جانب خفي الى انتقام تل ابيب من كل من شارك بمجزرة حماس الإرهابية التي راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء الاسرائيليين المدنيين، فإيران تريد تحرير (القدس) من خلال اجراء لقاءات ومشاورات ومباحثات مع واشنطن، مرة في جنيف ومرة في نيويورك ومرات أخرى في عواصم خليجية، وهذا يذكرنا أيضا بحالة مشابهة، فالأتراك الذين لا تقل اطماعهم في العراق عن إيران.حيث يقود الرئيس التركي الآن فصائل الاخوان المسلمين عالميا ، وارهابيو حماس هم بالتأكيد جزء من هذا التنظيم، أردوغان هو زعيم اخواني، ولكنه في ذات الوقت يريد منذ سنوات عدة الدخول والانتماء الى الاتحاد الأوروبي ولكن في ذات الوقت لم يبدِ مشاعر الأسف لضم كنيسة آيا صوفيا لأراضي دولته وتحويلها الى مسجد ثم الى متحف، بل انه يمارس اذلال الاوربيين الذين يريد الانتماء اليهم بشتى الطرق والوسائل، تأتي النسوة الاوربيات لزيارة هذه الكنيسة كمعلم من معالم انتمائهن الديني فيفرض عليهن الباب العالي ان يستأجرن عباءات وحجبا ببضعة دولارات كي يستطعن الولوج الى داخل ( مسجد آية صوفيا) من دون ان يكون لهن الحق في التقاط صور للمصلين المسلمين داخل المحراب.
انها لعبة الاله التي أسسها الاكاديون في بلاد ما بين النهرين منذ ما يقرب من ستة الاف سنة، حيث كان يستغلها الحاكم الأكادي والسومري لتخويف الفلاحين والصيادين بان الاله (ايل) أكبر الالهة سيجفف نهر الفرات فتموت حقولهم واسماكهم او سيطلق الماء فيدمر الطوفان كل شيء ان لم يدفعوا للمعبد نسبة معلومة من حصادهم او صيدهم. انهم يبيعوننا الوهم ونحن راضون، اذن على العراقي المخدوع ان يستيقظ، لا إيران ستكون أكثر عقلانية ولا تركيا ستكون اقل عنصرية، على العراقيين ان يتغيروا!!
تشير الاخبار اليوم الى ان ايرج مسجدي السفير الإيراني السابق في بغداد قد أصبح بمباركة من خامنئي منسقا لعمليات الحرس الثوري في الخارج! طبعا ليس في الخبر أي مفاجأة، فسفراء دول الإقليم في العراق بلا استثناء هم عناصر عسكرية او مخابراتية تجند الشباب العاطل من اهل البلد في العمل ضد اهاليهم وبلدهم، فالبطالة المفروضة على الشباب العراقي تستهدف اجبارهم على الانخراط في المليشيات التي تحكم مصير البلاد والعباد.
وبينما تزحف الصحراء على المدن العراقية الرئيسة وتهدد بابتلاعها خلال أربعين سنة لا أكثر، نجد ان من يقوم على إدارة البلاد ليس أكثر من لص يحاول بيع او سرقة كل ما يقع تحت يده كي يعيش احفاد احفاده في رفه ونعيم.
تنقل الاخبار كل يوم نشاطات المعارضين لنظام الحكم الإيراني او التركي حول العالم، ويوميا تنشر عشرات المقالات في مواقع حول العالم تعري فساد وجهالة حكام الخليج، ولكننا لم نسمع عن أي نشاط للمعارضين العراقيين الذين يملأون الأرض بالجعجعة التي لا أثر للطحين فيها.
ما الذي يُرتجى من نظام بغداد إذا كان رئيس مجلس القضاء الأعلى فيه يستدعى كاي عامل مقهى الى مجلس عزاء الرئيس الإيراني الذي قتل الاسرى العراقيين عندما كان قاضيا في إيران ابان ثمانينات القرن الماضي وتحتل دولته بغداد بإصرار عجيب وتحت مسميات لا تختلف كثيرا عن هلوسة الدجالين!
ما الذي يرتجى من نظام بغداد إذا كان بارك رئيس وزرائه قبل أيام تشييع العراق ويستقبل بعد يومين جرحى من غزة، وهم من السنة الشوافع في أحسن مستشفيات بغداد، ويستعملهم كعارضة إعلانات تمهيدا للحصول على دعم عربي في الانتخابات العراقية التي ستجرى في 2025، اليس من الأولى به ان يرعى المرضى العراقيين المخالفين لعقيدته المذهبية وعرقه قبل ان يتاجر باسم فلسطين التي تاجر بها كل سماسرة الشرق الأوسط.
لماذا لا تتحرك المعارضة العراقية لشرح الوضع العراقي لعواصم القرار، ملفات المياه، ملفات الحركات الإرهابية، ملفات الثروات المعدنية، ملفات التعليم، ملفات الصحة والعدل والاقتصاد، ملفات النزاهة، ملفات الامن، ملفات الحدود البرية والبحرية، وكثير غير هذا؟
هل من المعقول ان كل المعارضين لنظام الحكم في بغداد ولوجود الإيرانيين في حياتنا العراقية ( ان وجدوا) مدرجون على قوائم رواتب سرية تصرف لهم من سفارات العراق في بقاع العالم كافة مقابل اغلاق افواههم؟
إيران دمية عملاقة من القش، وسيحين وقت اضرام النار فيها قريبا جدا، فالأحداث تنبئ بسقوط اصنام كبيرة ثبت ضلوعها في نشر الموت وكراهية الحياة والسلام.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!
- الخاسرون لا خيار لهم
- اميرة المؤمنين جاسيندا!!


المزيد.....




- مسؤول في شعبة الصواريخ.. غارة جوية إسرائيلية تقتل -عنصرًا رئ ...
- تقرير: ارتفاع قياسي للإنفاق العالمي على الأسلحة النووية في ظ ...
- شاهد: صور جوية للحجاج وهم يتوافدون إلى مشعر -منى- لرمي الجمر ...
- صور أقمار اصطناعية وثقت الفظائع.. النار تتحول إلى -سلاح حرب- ...
- البيرة الخفيفة تفشل في إفساد طعم النصر لدى مشجعي إنجلترا
- موجة الحر تحد من حركة العراقيين في العيد
- واصفة ما يحدث بالمهزلة.. روسيا تنسحب من الجدل بشأن قضية تحطم ...
- هل ابتلاع العلكة خطر حقا؟
- ستولتنبرغ: طريق السلام هو إرسال مزيد من الأسلحة لأوكرانيا وع ...
- الفلبين تتهم سفنا صينية بتعمد الاصطدام بمراكبها وإعطابها


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - صلعميون بهلويون وطورانيون