أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - نتنياهو لا يوزع الشيكلات













المزيد.....

نتنياهو لا يوزع الشيكلات


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7885 - 2024 / 2 / 12 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من غير ان تفكر مرتين، عندما يكون بلدك في خطر حقيقي وانت قائد غير عميل لجهة خارجية وتفكر بشعبك وارضك، يكون لزاما عليك ان تفتح أبواب الجحيم المخبوء في مستودعات قواتك المسلحة بوجه العدو.
سقط النظام العراقي الشمولي في عام 2003 وركب حصان السلطة خليط هجين من شراذم ينهشها الحقد المرضي والحرمان الاجتماعي الناتج عن عدم الكفاءة واستسهال الانبطاح او المقرون باستمراء العبودية، ويسيطر عليها منطق الخرافة التاريخية التي تتحدث عن سلاطين يقولون كن فيكون بلا رادع يردعهم فكان العراق وشعبه هوعدوهم الأول!!
نتذكر اليوم الأول لتأسيس مجلس الحكم الذي شكلته سلطة الائتلاف الموحدة وقد منح هذا المجلس سلطات وصلاحيات محدودة في إدارة شؤون العراق، ونتذكر الموبقات الثلاث التي اقترفها في 12 شهرا من حكمه، اول الموبقات هو الغاء قانون الأحوال المدنية الذي كان ساريا أيام الرئيس الأسبق صدام حسين واستبداله بقانون يتوافق مع الشريعة الإسلامية، والموبقة الثانية هي اعتبار يوم احتلال بغداد عيدا وطنيا، اما ثالثة الاثافي فكانت استبدال العلم العراقي بعلم لا يعرفه العراقيون، وحتى الان لا يوجد نشيد وطني يردده العراقي في المحافل الدولية.
واذا قارنا مجلس الحكم بمجلس الوزراء الحالي فلا نجد اختلافا كبيرا عدا عن اختصار الرؤوس التي كانت تحكم شهريا برأس واحد تتفق عليه رؤوس قادة المليشيات والأحزاب المتنفذة، وهذا الرأس لا يحكم وانما ينفذ المراسيم الولائية التي يراد لها ان تتخذ بشكل رسمي يحمل ختم رئيس وزراء العراق وتوقيعه.
تقول وزارة التخطيط العراقي ان عدد نفوس العراق سيبلغ في عام 2050 خمسة وسبعون مليون نسمة، فهل يستطيع الناتج المحلي للعراق والذي يعتمد على وارادات نفطيه تبلغ 91 بالمائة من اجمالي هذا الناتج ان يدير الحياة الاقتصادية للبلد؟ نحن على مسافة خمس وعشرين سنة لا غير والعراقيون سيتكاثرون كالاميبا بالانشطار!
يتكون العراق من ثلاث قوميات أساسية هم العرب والكرد والتركمان ، وتبلغ النسب التقديرية حوالي 77 بالمائة من العرب و17 بالمائة من الاكراد و6 بالمئة من التركمان والسريان واقليات أخرى، كما ان غالبية العراقيين هم المسلمون شيعة وسنة ، فوفق التعداد السكاني لعام 1977 كان عدد المسلمين يبلغ 97 بالمئة من عدد السكان، والمسيحيون 2.14 بالمائة والصابئة كان يبلغ عددهم 16000 شخص بالإضافة الى 400 يهودي عراقي. ولكن دستور ما بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين وفي مادته الثالثة والأربعين اعطى الحرية لافراد كل جماعة دينية بممارسة طقوسها ولكنه اكد على الشعائر الحسينية!!!!
انني اسوق هذه المقدمة المبتسرة لاتساءل بشكل مباشر وبلا مقدمات: لماذا يهاجم المسلحون العراقيون الموالون والتابعون لإيران وبمختلف تركيباتهم الدينية والمذهبية والعرقية القوات الامريكية التي كانت سببا في تنصيبهم في دست الحكم للعشرين سنة الماضية؟؟
وستكون نوعية الأجوبة عن السؤال حسب رأيي مزاجية تتآلف مع الواقع الذي يعيشه كل شخص في هذا البلد السائر الى الهاوية بقدميه، ولعل من اكثر الإجابات إشاعة هي بسبب مساندة الولايات المتحدة لإسرائيل ضد عرب فلسطين في غزة والضفة الغربية، وللحقيقة فان هذا الزعم بعيد عن الحقيقة حسب الوقائع والوثائق، استطيع هنا ان اقدم دليلا يدين ادعاءات رؤساء المليشيات المتنفذة في العراق، فعدد السنة المهجرين داخل وخارج العراق منذ عام 2003 قد يتجاوز الأربعة ملايين واكثر، وعدد الشيعة المستوردين من ايران وباكستان وأفغانستان ودول الاتحاد السوفيتي المحاذية لإيران قد بلغ الملايين وهم يتحكمون بمصير البلاد والعباد وليس ادل من وجود أربعة مراجع غير عراقيين في النجف!
فهل حصل مثل هذا عندما ظهرت دولة إسرائيل للوجود ككيان رسمي معترف به في 14 مايس عام 1948؟
الجواب لا، فلقد كانت نسبة المسلمين الى نسبة اليهود في إسرائيل عام 1949 لا تتجاوز 9.5 بالمائة من عدد السكان، اما في عام 2017 فكانت نسبة المسلمين الى نسبة اليهود في البلاد قد بلغت 17.8 بالمائة، وقد وصلت في أيامنا هذه الى ما يتجاوز 21% من نسبة السكان. حيث بلغ عدد المسلمين مليونين و 200 الف مسلم من اصل 10 مليون إسرائيلي، كما ان نسبة اليهود في إسرائيل لا تتجاوز 75 % والمسيحيون 2% والدروز 1.5% إضافة الى البدو الذين لا يعدّون انفسهم عربا، كما ان معدل الخصوبة بين مسلمي إسرائيل هو 3.4 وهذا الرقم اعلى من معدل الخصوبة العام في البلاد والبالغ 2.9، كما ان اغلبية عرب إسرائيل هم من السنة الشوافع مع اقلية صغيرة من الشيعة النازحين من ميليشيات جيش لبنان الجنوبي.
فهل عامل اباطرة المليشيات العراقية سنة ومسيحيي العراق بطريقة افضل من معاملة يهود إسرائيل لعرب غزة والضفة الغربية؟
في منتصف عام 2021 رفعت السلطة الفلسطينية الحد الأدنى لاجور للعاملين في القطاع الحكومي بنسبة 30% فوصل ادنى سلم للراتب الى 600 دولار امريكي في حين اظهر مركز بحوث البرلمان الإيراني ان معدل الفقر في البلاد آخذ في الازدياد منذ عام 2006 ووصل الى اعلى من 30% منذ عام 2018 وهذا يعني ان هناك حوالي 27 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر من اصل عدد سكان ايران البالغ 85 مليون نسمة.
فلماذا قادة المليشيات متحمسون اكثر من حماس الإرهابية لشحن عرب إسرائيل في القطار الإيراني؟
اما في مجال التعليم تقنية وجودة فان البون أوسع مما يقارن بحالة التعليم في ايران او العراق، وكذلك الحال بالنسبة للخدمات الصحية والاتصالات ووسائل النقل، والعدالة وهذا الحال كان الى ما قبل السابع من تشرين الأول الماضي.
ان نسبة الإسرائيليين الذين يحملون جنسيات أخرى تبلغ 15% من عدد السكان وهم في الحقيقية موزعون على 90 جنسية حول العالم، أي انهم يتميزون بتنوع ثقافي واجتماعي لا يخطر على بال الاعراب والاعاجم، ولكنهم امام القانون هم إسرائيليون فقط، لهم حقوقهم وعليهم واجباتهم، فإسرائيل التي لا تملك النفط ولا الماء الصالح للشرب تتمتع بنصيب فرد اجمالي من الناتج المحلي للبلاد يتفوق على نصيب الفرد العراقي بإحدى عشرة مرة، وانني اذ اسوق هذه الحقائق فما انا بمروج لإسرائيل ولكنني داعٍ للاقتداء بها قبل ان تتهموها بعاهاتكم التي جرت مهد الحضارة والإنسانية الى مزبلة المعممين المروجين للخرافة والجهالة.
فمنذ اندلاع الحرب ضد حماس الإرهابية لا يكاد يمر يوم دون ان نسمع ادعاءات غيبية بالابادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد سكان غزة!، ولكن الأرقام والإحصاءات والشواهد تتهم حماس الإرهابية باقتراف جرائم ترقى الى الإبادة الجماعية، فمكتب بنيامين نتنياهو لا يخصص ابدا موازنة خاصة بالذباب الالكتروني الذي يدافع عن سلوكه المهني ورؤيته السياسية في اسرائيل وما حولها من دول الشرق الاوسط حيث توزع الهبات والهدايا والتكريمات لمن يمسح الجوخ ويسبح باسم الحاكم الإلهي و(منجزاته الخرافية) كما تفعل حكوماتنا الإسلامية حتى النخاع، ان بنيامين نتنياهو انسان يدافع عن شعبه وارض اجداده فلما تلصقون به عاركم المتأصل في خلاياكم؟
تقول حماس الإرهابية بوثيقتها التي تقترح اتفاقا للهدنة خلال مدة زمنية مقدارها 135 يوما والتي سلمت للوسطاء في القاهرة والدوحة يوم 6 شباط الحالي ان خطة الهدنة تقترح ثلاث مراحل مدة كل منها 45 يوما وفي الفترة الأولى من هذه الفترات تعترف حماس برغبتها في مبادلة المخطوفين الإسرائيليين الذين خطفتهم في السابع من تشرين الأول الماضي بسجناء فلسطينيين وإعادة اعمار غزة وضمان الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة وتبادل الجثث والرفات مع الإشارة الى ان المخطوفين الإسرائيليين الذين سيتم الافراج عنهم وفق الاتفاق المقترح هم من النساء والأطفال( دون سن 19 عاما ومن غير المجندين) والمسنين والمرضى مقابل عدد محدود من المسجونين الفلسطينيين ستحدد الجماعة الإرهابية أسماءهم وستتم المطالبة باطلاق سراح 500 محكوم باحكام المؤبد والاحكام الثقيلة من اصل 1500 سجين فلسطيني!
انهم يعترفون بخطف أطفال دون سن التاسعة عشرة، وبسبب هذه الشروط رفضت الحكومة الإسرائيلية الاقتراح الذي كتبته وتقدمت به الدوحة الممول الأساسي لحماس الإرهابية، ودعا بنيامين نتنياهو في اجتماع لوزراء الحرب الى إعادة دعوة قوات الاحتياط والتهيؤ لاقتحام رفح التي تضم الان حوالي مليونا ومئتي الف نازح من شمال ووسط غزة ليثبت لحماس انه ليس في وارد التفاوض على دماء ومستقبل شعبه، كما دعا الى اجلاء النازحين من رفح وبدء الهجوم الكاسح الذي سيقضي على حماس الإرهابية الى الابد، وكرد فعل فان أصحاب الدكاكين الإعلامية من أصحاب اللحى الحماسية روجوا اخبارا تتحدث عن رغبة إسرائيلية في تهجير نازحي رفح الى خارج الأراضي الفلسطينية، ولعل من المفيد ان نذكر رؤوس المليشيات في العراق ان سكان جرف الصخر ينتظرون منذ سنوات طويلة العودة الى مدينتهم وبيوتهم وحقولهم التي استبحتموها لتكون مراكز استخبارات لفيلق القدس واطلاعات الإيرانية، التهجير يحصل في ارض من يدعي العدل الإلهي الزائف وليس في ارض إسرائيل ارض السلام منذ كان اسمها اورشليم.
ان نتينياهو لا يريد ان يمنح حماس الارهابية الشعور بالنصر ابدا، انه يريد سحقها كاي عقدة سرطانية تهدد جسد البلد الآمن!



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!
- الخاسرون لا خيار لهم
- اميرة المؤمنين جاسيندا!!
- كأس المراءاة الخليجية!
- حراس الثقوب البشرية
- تعقيم البيت الاوروبي
- مونديال الاخوان المسلمين!


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - نتنياهو لا يوزع الشيكلات