أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة














المزيد.....

شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7738 - 2023 / 9 / 18 - 03:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في عام 2008 أي قبل 15 عاما كتب ضابط المخابرات العراقي قبل 2003 ورئيس قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب (محمد الدعمي) مقالا في جريدة الوطن العمانية بعنوان (يقظة يهود بابل)، وذكر في هذا المقال انني مجرد كاتب يهودي متخفٍ باسمي الذي يعلو هذا المقال. ولم يكن مقاله الا ردَّ فعل على مقال كنت قد كتبته في هذا الموقع ويستطيع القارئ الكريم الاطلاع عليه وهو بعنوان (املنا في يهودنا)، ومقال الدعمي تسبب في كثير من الحوادث المفجعة التي طالت عائلتي في العراق، ولا مجال هنا للشرح، ولكني اليوم اريد ان أقدم التهاني لليهود أينما كانوا بمناسبة رأس السنة العبرية كون اليهود هم أقدم شركاء الوطن العراقي، رغم معرفتي بالعقول البائرة التي ستهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، ولكن الحقيقة يجب ان تقال ويجب ان لا نكون جبناء فنخفيها.
امّا تاريخ اليهود في ارض اوروك فهو أقدم من تاريخ الإسلام بـما لا يقل عن 1300 سنة، واَمَّا منجزهم الحضاري والثقافي فما زال شاخصا في دعائم الشخصية العراقية الاصيلة وثقافتها حتى اللحظة وسيبقى الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.
فمن المسلمات ان (الطقوس) هي من مقومات كل دين، كبر ام صغر، سماويا كان ام وضعيا، ففي الاسلام يرد في القرآن الكريم ان الله فدى النبي إسماعيل بذِبْحٍ عظيم، والذبح حسب قول المفسرين هو كبش من الضأنِ مصداقا لرؤيا ابراهيم، وترد القصة في القرآن بصيغة الاِخبار وليس التخيير (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤمر ستجدني إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) الآية 102 من سورة الصافات.
وامّا في اليهودية فترد بصيغة الامر حيث يرد في سفر التكوين (يا إِبْرَاهِيمُ»، فَقَالَ: «هأَنَذَا»، 2فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ).
ورغم ان جميع المصادر تتفق على ان إسماعيل واسحاق هما من بقيا على قيد الحياة قبل وفاة إبراهيم الّا ان قصة الكتاب المقدس توحي بوحدة إسحاق وعدم وجود اخ له، او لربما ان إسحاق كان من (سارا) العبرانية وإسماعيل كان من (هاجر) المصرية.
يحتفل العالم كل سنة بأعياد واحتفالات لا حصر لها، منها الدينية ومنها الثقافية او السياسية، ويتبادل قادة الدول على هذا الكوكب التهاني بينهم متمنين السلام والخير للشعوب المحتفلة بأعيادها، ولأجل عدم التعميم سأحصر الكلام بأعياد العراق الدينية والثقافية، ففي نهاية كل سنة غريغورية يحتفل 99 بالمئة من سكان العراق بالعام الجديد في الأول من كانون الثاني، عدا الأصوليين الذين يرون ان مخالفيهم في العقيدة الدينة انما هم كفار مأواهم جهنم، وكأنهم شركاء الله في احكامه على البشر!
ويحتفل المسلمون بعيدي الفطر والاضحى وعيد المولد النبوي ومولد صهره وابن عمه وسبطه المقترن بامرأة فارسية دونا عن باقي اخوته! ويحتفل الاكراد بنوروز فيحتفل معهم العربي المسلم والمسيحي والتركماني وتنهال التهاني والتبريكات عليهم من كل حدب وصوب، دول مسيحية تبعث بتهانيها وتشارك في الاحتفالات أحيانا، دول بوذية وهندوسية وزرادشتية تتبادل التهاني مع المسلمين ولكننا لم نسمع ولو مرة ان التهاني أتت من جهة يهودية او من الدولة العبرية التي تمثل يهود العالم سياسيا!
لعل السبب يكمن في الطرف المسلم الذي يأنف ان يشارك اليهود اعيادهم، ولو عدنا الى الأسباب التي تدفع المسلمين لكراهية اليهود فأننا لن نجد سببا واقعيا واحدا يدعو للقطيعة التي مرت عليها قرون متواصلة، وهي عدم تقبل أحدهم للأخر، فلماذا يتقبل العراقي الهندي والإيراني والصيني والروسي والامريكي والحبشي مهما كانت ديانتهم وعقيدتهم ولا يتقبل اليهودي؟؟؟
اظن ان الجواب يكمن في النص القرآني المتخم بكراهية اليهود دون غيرهم، واظن ان الدعوة الى فهم القرآن ستكون أكثر نفعا من الدعوة الى قراءته كالببغاوات، فديننا قام على ايدي رجال اميين، وتختصر هذه الحقيقة في دعوة المسلمين الى تحرير اسارى قريش في معركة بدر مقابل ان يعلم كل قرشي اسير عشرة من المسلمين الاميين، وللقارئ ان يتصور على اكتاف من قد قام ديننا منذ أيامه الأولى وما زال يقوم على ذات الاكتاف؟!
ان من أعمدة الايمان في الإسلام ان يهنيْ المسلمون يهود العالم بالسنة العبرية الجديدة، فأركان الإسلام خمسة وهي الصلاة والصوم والحج والزكاة وشهادة ان لا إله الا الله، ولكن اركان الايمان في الإسلام ستة وهي الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، فهل اليهودية ليست بديانة؟ وليس لها نبي؟ وليس لها كتاب؟
اعرف ان كثيرا مثل او اسوء من ضابط المخابرات (محمد الدعمي) سيحرضون ضدي جهلة هذه الامة، واعرف ان كثيرا من متنوري هذه الامة سيقرأون هذا الخطاب بعقلانية الباحث عن الحقيقة، فانا لست منحازا لدين ضد دين، فما عشته خلال 65 سنة دامية جعلني غير متحمس للولاء الديني مهما كان، ولكنني متحمس للإنسان وحقوقه وسعادته وسلامه مهما كان واينما كان.
(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات 14.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!
- الخاسرون لا خيار لهم
- اميرة المؤمنين جاسيندا!!
- كأس المراءاة الخليجية!
- حراس الثقوب البشرية
- تعقيم البيت الاوروبي
- مونديال الاخوان المسلمين!
- مهدوية العراق
- آيوتزينابا وشهداء جسر السنك!
- من هو الشيطان يا خامنئي؟
- صراع النملة والفيل
- عن الثرى والثريا
- الكوكب الاخطر
- فتوى الثور المعمم


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة