أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم عبد الواحد - حراس الثقوب البشرية














المزيد.....

حراس الثقوب البشرية


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 11:20
المحور: المجتمع المدني
    


ها نحن قد وصلنا الى نهاية هذا المونديال الذي لن يتكرر مرة أخرى في مدينة عربية قبل ثمانين او مائة سنة ان شئت، لا بسبب البهرجة التي أحاطت بإدارة فعالياته، وانما بسبب الغايات الخبيئة التي اريد لها ان تستعبد البشر باسم فلسطين والمقدس الإسلامي والعقيدة الاسلامية السامية وفتاوى تجارها والتي تكرست باستعراضات تمجد وحوش الحركات الراديكالية والارهابية التي تحتضنها الدولة الغازِّية، التي انفقت مائتي مليار، عدا ما دفعته من رشوة للفوز بشرف التنظيم الكروي الأهم على وجه الأرض.
كان منظرا قبيحا يوم رأينا محجبات الدولة القطرية المستوردات مقابل مدفوعات متفق عليها مسبقا من البلدان الجائعة لأداء استعراض قيل انه ثقافي حين نزلن في أوساط المشجعين واقترحن بالقوة على المشجعات الاجنبيات ان يجرِّبن الحجاب والنقاب والعباءة الأفغانية والزي الباكستاني الذي يميز عناصر تنظيم القاعدة عن غيرهم. وفرض المروجون لحملة الاسلمة الاخوانية باسم المهرجان الرياضي العالمي ان يجرب المشجعون الأجانب من الذكور تجربة العقال والغترة الملونة التي تمثل رمز الفريق المشارك. والذهاب لزيارة المساجد.
لا اعتراض على فعل يراد منه إشاعة ثقافة شائعة في مكان ما، شرط ان لا يكون هذا الفعل مقترنا بغايات أخرى، فقد انقلبت الدنيا في قطر بسبب اعلام المثليين!! وكأن رسالة اولي الامر من خدام العقيدة وحراسها هي مراقبة الثقوب السوداء للبشر على هذا الكوكب، وربما ان بعضهم كان مثل الذين رأيناهم في العراق أيام اكتساح عناصر وتنظيمات دولة الخرافة الإسلامية (د11عش) لمساحات واسعة من البلد او اشدَّ، أولئك الذين حرَّموا رعي الماعز والحمير والبقر دون ستر عورة الحيوانات! في حين ان الأموال القطرية القذرة كشفت عورات ملايين الأبرياء في بلدان عدة ومنها العراق المظلوم.
سيكون المونديال القادم في ثلاث دول تبيح زواج المثليين، وتروج للإباحية وتدعو لها كجزء من ثقافة سائدة، ففي كندا والولايات المتحدة والمكسيك هناك محاكم تعقد بأريحية وحب لكل ذكر يريد الزواج من ذكر اخر، او انثى تريد معاشرة أخرى باسم القانون، والبشر في هذه البلدان احرار في اختيار نمط ميولهم الجنسية بدون تدخل من قانون او حكومة او كنيسة، فهل سيرضى امير قطر ومستشاروه ان ينزل سكان هذه الدول الى حشود المشجعين ويقترحون على المشجعات الخليجيات او المشجعين الخليجيين تجربة الذهاب الى الكنيسة للصلاة او اكل لحم الخنزير او السهرة في بار مختلط ناهيك عن زواج المثليين؟؟
ماذا سيكون رد فعل محرري جرائد الدوحة والرياض والكويت وأبو ظبي والمنامة؟
هل مكتوب علينا ان نعود الى كهف حراء في جبل الثور بينما يتسابق العالم لاستعمار المريخ والانتصار على السرطان وتطويراجيال خارقة من الطابعات الثلاثية الابعاد والهولوغرام والعلاج بالخلايا الجذعية بينما نحن نروج لبول البعير؟؟؟
ما الذي يميز المرأة بالحجاب عن المرأة بدون حجاب؟
او الرجل المكلل بالعقال والغترة عن غيره؟
ربما سيكون كلاما فيه الكثير من الوجع والالم ما اريد ان أقوله، لقد تشرد ملايين العراقيين والعراقيات في كل بقاع الأرض نتيجة الحرب التي اشعل اوراها ومولها ذوو الغتر والعُقُل الذين يحكمون الدويلات الخليجية ، ولكن لم يقدم أي من حكّام هذه الفقاعات النفطية او الغازية أي بارقة امل لاحتضان بعض من اكتووا بنارهم، بل بالعكس كانوا يمولون ويقدمون دعهم للشلل الفاسدة والارهابية التي تدير البلد منذ عشرين عاما، ثم ان المشاهدات والامثلة اكثر من ان تعد عن عدد النساء الخليجيات اللواتي يمارسن كل منتجات الاوضاع الجنسية الغربية في بلاد الافرنجة التي يروج الذباب الالكتروني الخليجي الشائعات السمجة عن أهلها، فلا العقال والغترة اللذين تفاخرون بها هم رمز العروبة والنخوة ولا نساؤكم هن رمز العفة والشرف الذي لا يسلم من الأذى حتى يراق على جوانبه الدمُ ، ولا ريالاتكم ودراهمكم أدوات بناء لمستقبل الأجيال التي عانت اليتم والجوع والخوف بسبب تآمركم على بلدانهم !
لقد كان المونديال فرصة الأجيال العربية المستقبلية في اظهار وجهها الحقيقي في إشاعة السلام والحرية، فرصة لجمع الشرق والغرب باختلاف دياناته وثقافاته وميوله الفكرية والعقائدية والحياتية، فرصة للوقوف على الحياد بين الثقافات دون تغليب احداها على لأخرى، ولكن ما حصل كان مهرجانا لخطاب الكراهية، وتغليب لعقيدة الدعاة السلفيين دون مراعاة واحترام لعقائد الاخرين، الى درجة اعتبارها مجرد ضلال والحاد وكفر. بحيث أصبح المسيحيون الذين يعدُّون ثلث سكان الكوكب مجرد شلَّة كفار، حاصرتهم المآذن بأصواتها المضخمة، دون إعطاء الاخرين فرصة للشعور بالسكينة، ايرضى المسلم السَّلفي ان تحاصره أجراس الكنائس في مدينة مسيحيّة؟
أساليب فجة وبالية وخالية من كرم العرب الذي تفاخر به مجلدات الهراء من كتب التراث، فأمير الفقاعة الغازية يظن ان الكرم هو ان ينثر ريالاته على رؤوس المروجين لحكمه الداعم لإحداث صحوة إسلامية دون ان يلتفت الى شرق امارته ليرى ثورة نساء حليفته إيران على الحجاب المفروض من أعتى دولة ثيوقراطية على وجه الأرض.
سينتهي مهرجان الدعاية الاسلاموية الذي اتخذ من مدرجات الملاعب مسرحا له، وستنكفئ الحشرات النقاقة الى جحورها، وسيكون الخاسر الأكبر هو الجيل العربي الصاعد الذي دمرته الدعوات السلفية والقومية والعقائدية الفجة، وجعلته يخسر فرص التطور والتحضر ومواكبة العصر وابراز صورة أجمل للعالم عن العربي الذي يستحق الحياة ويستحق الدعم بعد عقود طويلة من الحرمان والتجويع والترهيب والحروب العبثية.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيم البيت الاوروبي
- مونديال الاخوان المسلمين!
- مهدوية العراق
- آيوتزينابا وشهداء جسر السنك!
- من هو الشيطان يا خامنئي؟
- صراع النملة والفيل
- عن الثرى والثريا
- الكوكب الاخطر
- فتوى الثور المعمم
- ووترغيت سعودية
- انها جثة ال سعود
- خادم الحرمين القادم مجرم
- الاموات يصوتون في الانتخابات المكسيكية
- الفخ الصدري
- انتخابات ام انتكاسات عراقية
- فرية الاصلاح السعودي
- الجلدة النتنة وحدت اليهود والمسلمين
- الجثة الخليجية
- عن القدس وما يزعمون !
- لا تزعجوا اولاد الله !!


المزيد.....




- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...
- رابطة العالم الإسلامي تدين الاعتداء على مقر الأونروا في القد ...
- الاحتلال ينفّذ حملة اقتحامات واعتقالات بالضفة ويخلف إصابات
- الأونروا: 80 ألف شخص فروا من رفح خلال 3 أيام


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم عبد الواحد - حراس الثقوب البشرية