أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم عبد الواحد - الجثة الخليجية














المزيد.....

الجثة الخليجية


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 5784 - 2018 / 2 / 11 - 14:38
المحور: المجتمع المدني
    


الجثة الخليجية
حاتم عبد الواحد

اكرام الميت دفنه هكذا قالت العرب قديما ، ولكن منطق المصالح والاهداف البعيدة ربما سمح ببروز منطق اخر وهو اكرام الميت مكيجته ورشه بالعطر لاخفاء جيفته التي ستفوح لا محالة .
على خليفة قتل الفلبينيين والاسيويين العاملين في ممالك ودول ومشايخ وسلطنات الخليج طرح الرئيس الفلبيني سؤالا يتجنب كثير من رؤساء الدول العظمى طرحه على فراعنة الصحراء، لقد سأل الرئيس رودريغو دوتيرتي اثناء حديث تلفزيوني اهل الحل والربط في الكويت وفي مدن الملح والدسيسة على خلفية العثور على جثة عاملة فلبينية داخل مجمدة في شقة مهجورة " هل هناك خطأ في ثقافتكم ، هل هناك خطأ في منظومة قيمكم؟ " ان هذا السؤال يحمل من الشجاعة ما لا يملكه رؤساء دول عظمى، حيث يتجنب كل رؤساء الدول الكبيرة والعظمى طرح هكذا سؤال على اصحاب الدشاديش الحريرلغاية في نفس يعقوب قضاها ، والدليل الدامغ الذي يمكن سوقه في هذا السياق هو الانقلاب الكبير في موقف الرئيس ترامب من دول الخليج ، حيث صرح اثناء حملته الانتخابية ان دول الخليج لا تفعل الكثير ولا تملك غير المال ، ورغم اعتماد الاقتصاد الفلبيني على الزراعة بشكل اساس وان كانت هناك خطوات كبيرة للانتقال الى اقتصاد الصناعة والخدمات ورغم ما يلاحق الرئيس رودريغو دوتيرتي من تهم تتعلق بقتل تجار المخدرات واللصوص خارج نطاق المحاكم وتشجيع الشعب على قتل كل من يروج للجريمة داخل الفلبين الا انه قال في مؤتمره الصحفي الذي عقده بمناسبة العثور على جثة العاملة الفلبينية " ان الفلبيني ليس عبدا لاحد "
ما لا يحيط به الرئيس دوتيرتي علما ان مجتمع الخليج هو مجتمع قبلي اساسا وسيبقى كذلك مهما حاول حلفاؤه الغربيون رش العطر على جيفته ومهما بلغت دقة الوصايا الامريكية التي كان هدفها الاول تغطية عيون الوجه القبيح للنظام السائد هناك ، فبعد ان دفعت السعودية ما يقرب من 500 مليار دولار لامريكا اثناء اولى زيارات ترامب الخارجية بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة وسجلت هذه الاموال تحت بند فضفاض اسمه الاستثمار في الولايات المتحدة ، حذت الدول الاخرى في ذات المنطقة الى دفع مبالغ اخرى لم يكشف النقاب عن قيمتها وذلك اتقاء لجملة ترامب المدوية " دول الخليج بدوننا غير موجودة " .
ان ثقافة المنطقة قائمة على ثلاثة محاور اساسية اولها الثراء الريعي حيث تملك دول هذه المنطقة القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والمتأتية من اموال النفط والغاز بلا ادنى جهد مبذول، والمحور الثاني هو استجلاب الاغراب الفقراء لخدمة ابناء تلك الدول ، والمحور الثالث هو كراهية الاخر والتحريض عليه بمسببات دينية او اجتماعية ، وهكذا نستطيع ان نتخيل اي منظومة قيمية تسود في تلك المجتمعات التي تغطرست بسبب شعورها بالتفوق الزائف الذي كشفه ترامب ودلل على ان تلك الدول الخليجية ليست الا صنيعة امريكية لا وجود لها لولا رغبة الصانع واستخدامها لاغراضه. ان تصريح ترامب دلل بما لا يقبل اللبس ان تلك الدول وسكانها هم عبيد لاسيادهم في الغرب ، وربما تحت ضغط الشعور بالعبودية يلجأ العبد الثري كالمواطن الخليجي الى استعباد بشر اخرين للهروب من عبوديته هو، والا ما تفسير ضلوع دول الخليج التي لا تزن في ميزان الجغرافيا السياسية شروى نقير في بذل مليارات الدولارات لتدمير بلدان اخرى في المنطقة العربية لها وزنها التاريخي والحضاري والسياسي ؟
واذا كانت امريكا الترامبية تريد خلق دول جديدة وطمر الماضي الاسود لدول الخليج كما فعلت مع السعودية عندما تحالفت وساندت الشاب محمد بن سلمان لتحديث النظام السياسي والاداري داخل مفاصل الدولة ورش عطر الشباب على الجثة المتفسخة فان من واجب امريكا ايضا ان تأمر السعودية التي تقود النهج العربي الخليجي بتفتيت خلاياها المنتشرة في عموم العالم تحت لافتات ثقافية او تجارية او اكاديمية وهذا يشمل الاستثمارات السعودية في الفلبين ذاتها تحت ذريعة تعزيز علاقات التعاون التجاري والاستثماري مع قطاع الاعمال الفلبيني ، لقد اطلعت على وثائق جامعية صادرة من جامعة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وهي عبارة عن وثائق تأييد حصول على شهادة فوجدت سطورها العربية التي لا تتجاوز الاربعة ملأى بالاغلاط النحوية ناهيك عن ركاكة الصياغة رغم تذييلها بتوقيع عميدها الفرنسي ، هذا مؤشر اخر على شهوة الاستعباد ، فالقوم هناك يشترون اي شيء يديم بقاءهم باي ثمن ، كما ان الطلبة الاجانب الذين يحصلون على منح للدراسة في جامعات السعودية انما يعودون الى بلدانهم مغسولي العقول ومغلقي الاعين ولا شيء عندهم يعلو على ما تعلموه هناك من غلو وتشدد وكراهية. وربما استطيع ان اقدم بالادلة الواقعية الحية كيف هدمت تعاليم الكراهية حياة ما لا يقل عن ثلاث عوائل مكسيكية كان احد افرادها او احد اقربائها في السعودية ذات يوم .
اعلم ان محور حديث الرئيس الفلبيني كان عن الكويت ومعاملتها للفلبينيين فيها حيث قتل 104 فلبينيا هناك في العام الماضي ، ولكن سؤال الرئيس رودريغو دوتيرتي عن الخطأ في ثقافتنا وقيمنا يجب ان يعمم ويتحمل الجزء الكبير من الخراب الذي لحق باسم العرب وسمعتهم اولئك الذين يملكون المال ولا يملكون في رؤوسهم غير الخواء وليس في قلوبهم غير الغل والكراهية والاحقاد وما يدور بين السعودية والدول المجهرية في الخليج منذ اشهر لهو خير دليل على العماء الابدي الذي يلف سكان هذا الاقليم الستراتيجي من العالم .



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن القدس وما يزعمون !
- لا تزعجوا اولاد الله !!
- رفقا يا طويل العمر
- الثقافة السعادية
- قدس سره الشريف
- النفاق الاسلامي
- بابا نوريئيل
- لا تصدقوا اصحاب اللحى
- التحليق تحت سماء واطئة
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4
- إني بريء منك !
- سادة وعبيد
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!
- اليابان ... سلام خذ
- عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية


المزيد.....




- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حاتم عبد الواحد - الجثة الخليجية