أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4















المزيد.....

متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


متى يموت المهدي لكي نعيش 4 ؟؟؟
عندما نشرت الثلاثة اقسام السابقة لهذا المقال وبالعنوان عينه ، استوقفتني كثيرا ردود بعض المعلقين الذين تركوا الفكرة التي اناقشها في مقالي واتجهوا بدل ذلك الى ثقافة الشتيمة الشخصية ومنطق السحل الذي حاورنا به الاسلام قرونا طويلة ، وكنت اسائل نفسي هل هذه الردود بدافع الحمية الدينية ام ان لها جذورا تلقينية تربط المعلقين بتربتهم الاجتماعية وانتمائهم الاسري ؟وكنت اود وما زالت ان يقدم لي الشتامون دليلا ماديا واحدا يثبت وجود الامام الخرافة او المهدي المنتظر كما يسمونه ، ففي الوقت الذي تعج به الادبيات والمرويات المكتوبة حول هذا الطلسم بمئات البراهين النصية التي تؤكد وجوده وعشرات المحاججات العقلية العرجاء التي يراد منها ان تكون سكة لمسير هذا القطار الخيالي على عظامنا وجماجمنا يعجز كل المحاججين ان يقدموا دليلا ماديا صغيرا كان او كبيرا على وجود شيء اسمه صاحب الزمان ، وهذا الامر ليس غريبا في هذه القضية طالما ان الادلة المسوقة للبرهان على وجوده هي مجرد تقولات منقولة عن شخص او شخصين او عشرة ، تربطهم آصرة الملك والاستحواذ على اسلاب الامم المجلودة بسياط الرعب الاسلامي .
منذ منتصف القرن الهجري الثالث والى يوم الناس هذا عجز الدهاقنة ان يحددوا اسما لوالدة هذا المهدي ، وفي هذا لوحده دلالة على التخبط الذي يلف هذه الاسطورة التي ربطت باكثر من رابط لكي تصبح حقيقة واجبة التصديق ، وقد ساعد على انتشار هذه الاسطورة العجز الاجتماعي وعسف السلاطين الذين جعلوا من الناس يتشبثون باي قشة تنقذهم من مقولة " يا غلام خذ راسه ".
يقول ابو القاسم الخوئي في " مصباح الفقاهة" الجزء الاول صفحة 323 ما نصه " المراد من المؤمن من آمن بالله ورسوله وبالائمة الاثني عشر ، اولهم علي بن ابي طالب واخرهم المنتظر عجل الله فرجه وجعلنا من اعوانه وانصاره ومن انكر واحدا منهم جازت غيبته لوجوه ، اولا : انه ثبت في الروايات والادعية والزيارات جواز لعن المخالفين ووجوب البراءة منهم واكثار السب عليهم واتهامهم والوقيعة فيهم اي غيبتهم لانهم اهل البدع والريب ، بل لا شبهة في كفرهم ، لان انكار الولاية والائمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة ، وتدل عليه الاخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات " انتهى.
ويقول يوسف البحراني في " تهذيب الاحكام " الجزء الرابع صفحة وفي كتابه " الشهاب الثاقب في معرفة معنى الناصب 122 ما نصه " اعلم انه قد استفاضت الاخبار عنهم ــ سلام الله عليهم ــ بحل دماء اولئك المخالفين وحل اموالهم فروى الشيخ الطوسي في الصحيح عن حفص بن البختري عن ابي عبد الله " ع" قال: خذ مال الناصب حيثما وجدته وادفع الخمس لنا ، اما الصدوق فيروي في كتابه العلل الصحيح عن داوود بن فرقد فيقول : قلت لابي عبد الله " ع " ما تقول في قتل الناصب ؟ قال: حلال الدم " انتهى الاقتباس .
ها نحن عرفنا الان لماذا تتواتر الشتائم على اي كاتب يتعرض لتفنيد خرافة المهدي او اي خرافة اسلامية اخرى لها منافع سياسية واقتصادية ،فجيوش من الاتكاليين والكسالى وعديمي الموهبة والمحتالين تريد امتصاص دم الضحية مثل اي قرادة في جلد خروف ، وليس من السهل فك هذا الارتباط طالما كانت بيئتنا العقلية والثقافية ملوثة ، فتاريخنا واخص التاريخ الاسلامي بعينه يحتاج الى تعقيم مكثف لانه موبوء وينز قيحا ودما.
يروي المؤمنون بهذه الخرافة حديثا نبويا لا ندري صحته يقول " من مات ولم يعرف امام زمانه فقد مات ميتة جاهلية " وانني لاعجب من كلمات مثل هذه تخرج من فم نبي يعترف بحديث اخر بمكارم اخلاق العرب قبل الاسلام فيقول " انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق " اي ان عرب قبل الاسلام كانوا ذوي مكارم فما العيب ان يموت الانسان على شرعة ناس لهم اخلاق ؟؟
ولو افترضنا جدلا ان الحديث الاول صحيح ولا تشوبه شبهة سياسية ، فعندئذ سيكون محمد بن عبد الله وجميع من تولى الخلافة بعده من خلفاء ومعصومين قد ماتوا ميتة جاهلية لانهم ببساطة قد ماتوا ولم يعرفوا من كان ولي زمانهم !!.
ويا حبذا الجاهلية كما يسميها اهل الدين ، فعرب قبل الاسلام لم يكونوا يعرفوا الخداع ، بل كانوا واثقين من انفسهم ويجابهون خصماءهم وجها لوجه ويكفون عن الضعيف والمريض والنساء والاطفال ، يروي الواقدي ان محمدا بن عبد الله هو اول من قال " الحرب خدعة " في واقعة الخندق ، فهل كف المسلمون عن دماء اهل البلدان المغزية حين دخلتها جيوش الاسلام البدوية التي حرّف الاسلام سجيتها ؟ وعرب ما قبل الاسلام لا يعرفون النفاق بل كانوا يواجهون اندادهم بقول واحد ووجه واحد ، بينما نجد في القرآن سورة كاملة اسمها " المنافقون " والمقصود بهم اولئك البدو الذين اعلنوا اسلامهم ودفنوا في اغوار انفسهم سجيتهم التي لم يستطع الاسلام محوها ، وعرب قبل الاسلام لا يعرفون التمثيل بجثث ضحاياهم بل انهم كانوا يبكون قتلاهم ويشهدون لهم بالشجاعة والكرم والمروءة ، بينما نجد ان عقوبات القرآن تبيح للمسلمين انشاء مسالخ بشرية مرعبة بدءاً من التقطيع من خلاف وانتهاء بالرجم حتى الموت ، فهل يستحق الايمان بالمهدي ان نتشبث بعادات منافية للسليقة السليمة ونجنح الى مهاوي الجريمة المقدسة ؟
ان ربط امامة المهدي باركان الايمان بالله اسخف نكتة حكمت تاريخ الانسان ، فهذا الفتى لو صح وجوده انما هو مزيج من دماء فارسية وامازيغية وحبشية ورومية فجده الاكبر علي بن الحسين ذو خؤولة كسروية وجده الاخر موسى بن جعفر ذو خؤولة امازيغية وجده الاخر محمد الجواد كما يسمونه ذو خوؤلة حبشية حتى ان كتب الاثني عشرية كانت قد انكرت على والده علي الرضا ان يكون هذا ابنه لانه كان زنجيا ، وجد المنتظر المزعوم لامه هو رجل رومي لان امه ما كانت الا جارية رومية كما تذكر كتب الاثني عشرية ، فاين هي السلالة المقدسة التي يقتلون الانسان باسمها ويسرقون حليب الامهات باسمها وييتمون الاطفال باسمها ويركبون الناس باسمها ؟
منذ عام 40 هجري والعراق اشبه بقدر يغلي على ثلاثة احجار ، الحجر العلوي والحجر الاموي والحجر العباسي ، ويراد له ان يبقى في هذا الاتون الابدي ، العلويون متشبثون بحديث غدير خم الذي قال فيه محمد بن عبد الله " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه " ولم يقل العلويون ان هذا الحديث اذا صحت روايته انما قيل في خطبة الوداع يوم لم يكن هناك فتوحات ولا بلدان مغزية ، فعلي اذا اراد ان يكون مولى اتباعه فولايته في ارضه وليس في ارض غيره ، فلماذا لم يعلن عن ولاية علي في ارض اجداده في الحجاز ويعلن عنها في العراق ؟ والامويون متشبثون بملك قريش الذي يرونه مسروقا من قبل بني هاشم ، حيث كان لاسرة بني هاشم اجداد محمد بن عبد الله سدانة الكعبة والريادة والرفادة ولم يكن لبني حرب جد الامويين هذه المنزلة ، ومسالة سدانة الكعبة ورحلتي الصيف والشتاء والرفادة وغيرها من امور رعاية الحجيج انما كانت اغراضا تجارية بحتة ، فحقد عليهم ابناء عمومتهم الامويون وارادوا الاستئثار ، ومن حق اي قاريء ان يتعجب ويتساءل ما علاقة العراق بكل هذه النزاعات العائلية ؟ ، اما العباسيون فانهم يرون انفسهم اجدر بهذا الارث من غيرهم على اعتبار ان العباس بن عبد المطلب عم محمد هو الوريث الوحيد لملك النبوة لان الخلافة في الاصول وليس في الفروع ، وقد اعتمد العباسيون على الفرس في بناء دولتهم لان الفرس كانوا من اشد المناهضين لدولة بني امية في الشام لانهم استبعدوهم من اي مركز فلا عجب ان تبدأ خلافة العباسيين بمساعدة ابي مسلم الخرساني ، ولكن يبقى السؤال الكبير ما دخل العراقيين بهذه النزاعات ولماذا مات على ارض العراق ستة من الائمة الاثني عشر واختفى واحد منهم الى الابد منذ ما يقارب 1200 عام في هذه الارض ؟؟ ان السبب الاقرب للتصديق هو الوفرة التي تقدمها ارض العراق للغزاة من عبيد واماء واموال واغذية ، وكثير من وجهاء الاسلام انما بنوا مكانتهم بتجارة العبيد الذين كانوا يساقون اليهم بنظام الحصة كما يفعل الان اصحاب العمائم من فقهاء ومرشدين وخطباء وايات معصومين من المحاسبة ، فصفتهم التي منحها لهم غياب المهدي تؤهلهم لتجاوز الحق العام والاخلاق والمنطق ، لقد اعطى الخميني للفقيه الممارس للسلطة كل صلاحيات الرسول والامام ، واعتبر الولاية شعبة من ولاية الله باعتبار الفقيه " نائبا عن المهدي " وسمح له بتجاوز الدستور والقوانين ، ونتائج هذا التخويل واضحة وضوح شمس نهار الصيف في عراق اليوم ، فلا حكومة تتشكل الا بتبويس يد الفقيه ولا وزير يوزر الا بموافقة الفقيه ولا راس يقطع الا باشارة من الفقية ، ولم يبادر احد ليقول لهذا الفقية : يا كذاب ان عمامتك لا تمثل القانون .
يتبع



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إني بريء منك !
- سادة وعبيد
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 3
- متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 2
- متى يموت المهدي لكي نعيش ؟؟؟
- اقليم الطفل العراقي
- الجنرالات المحمديون
- الشعب العراقي الجبان!!
- اليابان ... سلام خذ
- عشرة اسباب لفساد بيضة الثورة العراقية
- رياح التغيير وسفن العرب الغارقة
- افتحوا ابوابكم لبابا عزرائيل
- خصيات نووية
- من اجل لطيف الراشد
- وزراء الحسين
- الرب الاسلامي ينافس الفقراء
- تسع كلمات قتلت العراق
- ما هذه الطغمة المقدسة ؟
- 11 شجرة خارج السياج
- السيد لا يحب الازهار


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - متى يموت المهدي لكي نعيش؟ 4