أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - الخاسرون لا خيار لهم













المزيد.....

الخاسرون لا خيار لهم


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 07:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأنبياء الكاذبون يقرفصون
ويركبون على الشعوب
ولا رسالة
نزار قباني
منذ قرن بدأت حركة الاستقلال في البلدان العربية التي تشكل " الوطن العربي" الذي ليس فيه من مقومات الوطن شيء يخدم سكان هذا الإقليم.
ففي 28 شباط صدر تصريح بريطاني يمنح مصر استقلالها عن الإمبراطورية مع أربعة شروط تكتسي صفة الحقوق البريطانية وهي تخص حماية الأقليات واستقلال السودان وحماية المصالح الأجنبية وتأمين الاتصالات عبر الإمبراطورية البريطانية، وفي عام 1930 استقل العراق وبعده بسنتين استقلت السعودية وهكذا دارت عجلة الاستقلال العربي!
ولكن في الحقيقة لم يكن هذا الاستقلال خالصا ومؤديا الى امتلاك الإرادة الوطنية التي تخدم مصلحة الشعب العربي، وانما كان استقلالا تحت وصاية المحتل وتؤكد الاحداث المحلية والدولية حتى يومنا هذا انه ما يزال تحت الوصاية الغربية.
فالحكام العرب الذي استلموا زمام قيادة بلدانهم ليسوا متخصصين بعلم السياسة، وانما هم اقطاعيون او شيوخ عشائر او مستثمرون لانتمائهم الديني او ضباطا موالين للتاج البريطاني بعدما كانوا موالين للباب العالي في اسطنبول، وعليه فان جل ما كان وما يزال يشكل برنامجهم السياسي هو الإسلام ومقدساته وطقوسه وفرقه الناجية وفرقه الضالة وتفاصيل أخرى لا تضيف حجرا الى اسيجة بلدانهم المهدمة والمتخلفة والغارقة في جهل العصور الوسطى، ولان الحاكم جاهل وغير مختص فقد كان لزاما عليه ان يتخذ برنامجا ذا صلة بدين الرعية التي يشكل الإسلام دين غالبيتها الغالبة ، ثم المسيحية ومن بعد ذلك اليهودية والطوائف الدينية الأخرى. ولذلك نرى ان كل الحكام العرب من المحيط الى الخليج يجتهدون في اظهار صلتهم بنسب النبي محمد زورا وبهتانا كي يبقوا جاثمين على صدر المواطن المقموع، ولا استثني من هذا التعميم الا لبنان الذي نال استقلاله مع سورية والأردن عام 1946، ويعود هذا الاستثناء الى قانون المحاصصة المذهبية حيث اغلبية اللبنانيين هم من المسيحيين ولهذا يكون رئيسهم مسيحيا منتخبا ورئيس برلمانهم شيعيا ورئيس وزرائهم سنيا. اما الاخرون من ملوك ورؤساء وشيوخ فانهم يأتون الى كرسي الحكم بالوراثة الملكية او الوراثة الاميرية او السلطانية اوالانقلاب العسكري للنظام الرئاسي.
يتسلق أحدهم الكرسي فيصبح جزءا غير قابل للانفصال عنه، وهكذا مر قرن كامل ونحن من فجيعة الى أخرى أكبر وقعا، ومن ظلمة الى أخرى أكثر حلكة، ومن جهل متوارث الى جهل مبرمج، ومن فقر مدقع الى ما يدق اللحم بالعظم، وعندما تحاجج النظام ورموزه ستكون " عميلا وجاسوسا وذا ميول تكفيرية وصاحب اجندات مشبوهة). وانت والله يعلم لا تملك ثمن فطور لعائلتك وليس لديك الا قميص وحذاء باليان! ولا يفكر الحاكم في ما يحتاج اليه شعبه ولا يعرف ان السواد الأعظم يفضل قيادة ابن عاهرة يفكر بعقلية وطنية على قيادة مؤثل هاشمي لا يفقه من الحياة الا مضاجعة النسوان وسرقة الأوطان.
سأعود الى القضية الأتفه التي عشناها خلال القرن الذي مر على استقلال دولنا، ففي بداية سنوات الاستقلال كان المد القومي هو اوكسجين السلطة التي يمنع موتها السريري، ومن عام 1948 الى هذه اللحظة كانت فلسطين هي (الدجاجة التي يأكل حكامنا العرب من بيضها الثمين) غير مبالين بمصير الأجيال الضائعة بين الخبز المر وبرامج التجهيل والكبت النفسي والخوف من الغد، لم تقدم لنا الجامعة العربية العتيدة رقما مفصلا عن مقدار مصروفاتنا العسكرية من اجل تحرير (المسجد الأقصى)، بل ان بعض الحكام العرب حتى الآن لم يتوانَ في الاستمرار في النكتة السمجة ويريد تحرير فلسطين " من النهر الى البحر" وهو يستورد علكة الأطفال وادوية السعال واقلام الرصاص واطلاقات البنادق من الغرب، أي تجارة انتِ يا فلسطين؟
ولكي لا اتهم بالصهيونية والرجعية وباقي مصطلحات التخوين والسباب التي يجيدها العرب الملتحون خصوصا .اقول انني لست على دين احد ولست ضد دين احد، كلهم أصدقائي واحترمهم ولكنني لست نفرا منهم، لقد كان الاجدر بالعرب الضائعين بعد حرب 1973 ان يكونوا اكثر رشدا فيقرروا الاعتراف بهزيمتهم وان يقرعوا ناقوس العلم ويدعون شعوبهم الى الايمان بالمعارف وليس بالخرافات والاماني والدعوات، كان عليهم ان يصاحبوا إسرائيل التي هي بنت عمنا ويتعلموا منها ، كان عليهم ان يفخروا بوجود كيان متعلم ومثابر على ارض القدس، فليس مهما من يحكم انما المهم كيف يحكم، فلو كان العرب أوفياء لعهودهم ومتصالحين مع انفسهم لوجدوا ان الاسرائيليين اقرب اليهم من أي كيان مسلم غير عربي، ناهيك عن فهم التاريخ ودراسته، ففلسطين ارض داود وليست ارض الفلسطينيين الذين لم يظهروا في التاريخ الا قبل 500 سنة قبل الميلاد في حين حكم النبي داود في العام 1100 قبل الميلاد ، إضافة الى ان مؤرخي العرب لا يقولون الحقائق الكاملة عن تاريخ ( بيت المقدس) عندما يشرحون تاريخ النبي داود وابنه سليمان او تاريخ ( بيت همقدش) الوارد اسمه في التوراة.
ماذا كان سيضر العرب لو كان المكان يضم (المسجد الأقصى) ام (هيكل سليمان)؟؟؟
فالرمزان يشكلان جزءا مهما من تاريخهم، والمكانان مقدسان تاريخيا، والمكانان متقاربان حد الاندماج الموقعي، وماذا كسب العرب مما روجه زعماؤهم عن فلسطين طوال خمسة وسبعين عاما، وكم عدد القرابين البشرية المغرر بها التي قدمت من اجل لا شيء؟
ان الإجابة على كل هذه الأسئلة تتجلى الان بخدعة الإيرانيين لتحرير القدس كما يدعون، فتحريرهم المشبوه هذا لا يمر بطرق سالكة الا بتدمير البلدان العربية، وها نحن امام الحضيض الذي وصلت اليه ثلاث دول وهي العراق وسوريا ولبنان كمسوغ إلهي لتحرير ارض هي بالأساس جزء من تاريخ وارض العرب، فالآشوريون جلبوا يهودا من السامرة عندما اكتسحوها مرتين في العامين 597 و586 قبل الميلاد وقبل هذا التاريخ ضرب الملك سرجون ومن بعده ابنه سنحاريب الحصار على مدينة القدس بين العامين 705 و681 قبل الميلاد.
قد لا أكون مغاليا إذا قلت ان على العرب حماية إسرائيل اجتماعيا وتاريخيا ومد أواصر التعاون والصداقة معها لأنها ستكون بؤرة ضوء في ليلهم المدلهم والطويل وان عليهم الابتعاد عن الخطاب الطوباوي المؤدلج الذي لا يغني ولا يسمن.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اميرة المؤمنين جاسيندا!!
- كأس المراءاة الخليجية!
- حراس الثقوب البشرية
- تعقيم البيت الاوروبي
- مونديال الاخوان المسلمين!
- مهدوية العراق
- آيوتزينابا وشهداء جسر السنك!
- من هو الشيطان يا خامنئي؟
- صراع النملة والفيل
- عن الثرى والثريا
- الكوكب الاخطر
- فتوى الثور المعمم
- ووترغيت سعودية
- انها جثة ال سعود
- خادم الحرمين القادم مجرم
- الاموات يصوتون في الانتخابات المكسيكية
- الفخ الصدري
- انتخابات ام انتكاسات عراقية
- فرية الاصلاح السعودي
- الجلدة النتنة وحدت اليهود والمسلمين


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - الخاسرون لا خيار لهم