أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - الوجه وماؤه!













المزيد.....

الوجه وماؤه!


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 7941 - 2024 / 4 / 8 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما أقيمت دولة إسرائيل على ارض الميعاد التي تحدثت عنها التوراة في سفر التكوين وسفر التثنية وسفر زكريا وسفر يوشع باسم ارض البهجة او ارض إسرائيل او ارض الرب او الأرض المقدسة كانت عقيدة الحلول اليهودية أساس الدولة الجديدة، ورغم ان كثير من علماء الإسلام يكفرون معتنقي هذه العقيدة الا انها متجسدة بشكل جلي في الفكر الإسلامي الشيعي وفي الديانة المسيحية وفي الديانة اليهودية، وتتلخص هذه العقيدة بحلول الله في بعض مخلوقاته، هكذا ببساطة.
فكثير من المسلمين ينظرون الى الحلاج نظرتهم الى الرب والشيعة الاثني عشرية يجعلون من علي بن ابي طالب الها، كما يجعل المسيحيون عيسى بن مريم الها أيضا، ولا يشذ اليهود عن هذه النظرة، فالإله اليهودي يحل في الأرض فيجعلها ارضا مباركة ثم يأكل الانسان من هذه الأرض ليصبح شعب الله المختار.
كان وعد الاله الرب للنبي إبراهيم السومري ونسله ان يرثوا هذه الأرض التي لم تظهر حدودها بشكل جلي في النص التوراتي، فمرة تكون محصورة بين مصر والعراق كما ورد في سفر التكوين 15:7 (أَنَا الرَّبُّ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أُورِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيُعْطِيَكَ هذِهِ الأَرْضَ لِتَرِثَهَا)، او كما جاء في سفر التكوين مرة أخرى 12: 14ـ15
(14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا، 15 لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ).
ولان نسل إبراهيم يشمل النبي إسماعيل ونسله فهناك من يقول ان اليهود تعمدوا نسيان العرب الذين هم نسل إسماعيل والغوا حقهم في الإرث المذكور في التوراة.
يذكر الكاتب جمال حمدان في كتابه (اليهود انثروبولوجيا) ان 95 بالمائة من اليهود الحاليين ليسوا من احفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين بعد تدمير الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني لمملكة السامرة الواقعة حاليا شمال القدس والمتمثلة في نابلس ورام الله ومملكة يهودا الواقعة حاليا جنوب القدس والمتمثلة في بيت لحم ومدينة الخليل، بينما لا يذكر شيئا عن (احفاد إسماعيل) الذين يجب ان يشاركوا (احفاد يعقوب واسحاق) ارثهم المقدس!!
تاريخيا تحمل اليهود نكبات هائلة ومتعددة في ارجاء المعمورة و وفي العصور الوسطى والحديثة خصوصا، ولكن عقيدة الحلول اليهودية جعلت من اليهودي انسانا ذا نظرة مختلفة وأكثر تسامٍ عن الشعوب الأخرى، مثلا نجد في التاريخ الحديث ان اول طرد لليهود من اوروبا حصل في إنكلترا في عام 1290 في عهد الملك ادوارد الأول عندما أراد من اليهود على أراضي مملكته ان يعتنقوا المسيحية فرفضت غالبية اليهود رغم اعتناق البعض لحفظ مصالحهم وحياتهم حيث اجبر حوالي 3 الاف يهودي على السير نحو الساحل الجنوبي لبريطانيا وعبور البحر كلاجئين في أوروبا، حيث مات كثير منهم في تلك الرحلة ، وقد سبق الملك ادوارد الأول الملك هنري الثالث في تجريع اليهود كأس الذل والفقر والموت حيث كان القرن الثالث عشر قرن الصليبيين الذين كانوا يتهمون اليهود في كل حادث جلل بقتل المسيح.
ثم واجه اليهود ذات المصير وذات العذاب في اسبانيا والبرتغال بعد ثلاثة قرون من هذه الواقعة، وليس الهولوكوست الا حكاية ملايين اليهود الذين تم قتلهم على يد النازيين والفاشست ابان الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945.
دخلت المانيا الحرب العالمية الثانية وفي اوروبا تسعة ملايين يهودي وهزم النازيون في عام 1945 وفي اوروبا ثلاثة ملايين يهودي، وحاليا ليس في اوروبا أكثر من مليون ونصف يهودي فقط رغم ان تاريخهم في هذه القارة يتجاوز الفي عام!
ولكن اليهودي لم يتصرف رغم اضطهاده وعذاباته وعصور الرعب والخوف التي كابدها بطريقة انتقامية مع الذين سلبوه حقوقه وماله وحياته وانسانيته.
ومثال ذلك ان العالم لم يسمع يوما ان يهوديا متدينا او مدنيا قد فجر نفسه في لندن او برلين او باريس او روما انتقاما لأرواح احبابه او اهله او ثأرا لدينه ¸عقيدته!! انما استطاع اليهود ان يثبتوا للعالم بمثابرتهم وعملهم وعلمهم ونزاهتهم انهم جديرون بالاحترام والثقة والحماية.
بينما نجد المسلم يقتل بكل التوحش الذي يستطيعه كل مخالف لعقيدته او دينه، وذلك لأنه لا يشعر بقدسية حياته لأنه ليس حرا وانما عبد لإله لا يحب الازهار والفرح والسلام كما يشعر بها اليهودي، ولهذا كانت صفقة الافراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل الافراج عن 1027 فلسطيني متهم بالإرهاب بعضهم محكوم بأحكام كبيرة تصل الى 745 سنة!
وفي هذه المقايضة إهانة عظيمة للعربي والمسلم وتبجيل واحترام للإسرائيلي واليهودي، حيث يفدى اليهودي بألف عربي ونيف، وأستطيع ان أرد هذا السلوك الى شعور اليهودي الإسرائيلي بانه من شعب الله المختار بينما لا تفكر الحكومات العربية بمصير شعوبها ناهيك عن قواتها المسلحة التي تدخل دائما حروبا غير متكافئة من ناحية العدة والعديد والتكنلوجيا ووسائل القيادة والتموين. وكمثال على تفاهة القادة العرب، قتلت حماس الإرهابية 1400 إسرائيلي اعزل في هجومها يوم 7 تشرين الأول عام 2023، ولكن الجيش الإسرائيلي قتل حتى اللحظة 32650 فلسطينيا وجرح أكثر خمسة وسبعين الفا وما زال قادة حماس الإرهابية يدعون الانتصار والغلبة!
لقد صدرت منذ الرد الإسرائيلي على حماس الإرهابية بعد ان ارسلت افرادها الى الكيبوتسات المحيطة بغزة لقتل العزل و خطف المرضى والأطفال واغتصاب النساء في السابع من تشرين الأول الماضي عشرات الدعوات لوقف ناعور الدم التي ما زال يدور وإيقاف عجلة الدمار التي حولت غزة الى خرائب نتيجة الغضب الإسرائيلي على ما جرى في احتفالات يوم الغفران، وكان اغلب هذه الدعوات من حلفاء قريبين لإسرائيل مذكرين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه بتجاهله لنداءاتهم يغامر بمستقبله السياسي، ولكن نتنياهو يعرف تماما انه يخوض حربا دينية. لهذا لم يستجب لأنه يريد ان يذكره التاريخ كبطل صهيوني يحمي ارضه وشعبه بما يستطيع من وسائل دفاعية مشروعة وليس ان يذكره كرئيس وزراء يحصد مكاسب منصبه السياسي، ان نتنياهو يعلم ان دعوات حلفائه هي دعوات انتخابية بينما استمراره في قتال ارهابيي حماس هو عمل مقدس من اجل ارض الميعاد وشعب الله المختار.
لقد شد تجار فلسطين و (مسرى الرسول) و ( أولى القبلتين) ضروع كل الدول العربية والإسلامية الملآى بالحليب الكامل الدسم، واصبحوا منذ ياسر عرفات مرورا بـ(ابو نضال) صبري البنا الى خالد مشعل ويحيى السنوار و محمود عباس مجرد جوقة مطبلين لمن يدفع لهم الأكثر ، لقد سقطت وجوههم منذ نصف قرن او اكثر واليوم سقط ماء وجوههم ولعل من ابخس أعمالهم التي مارسوها خلال الأشهر الستة الماضية هو الترويج للدعم الإيراني لمحور المقاومة و ارهابيي الانفاق، ولعلنا يا سادة نعلم تماما ان إسرائيل الدولة التي أسست في عام 1948 لا تبلغ من العمر الا ستا وسبعين سنة، وان ايران يمتد عمرها الى 5000 عام، ولكن المفارقة التي اوقعنا فيها مناضلو الفنادق الفخمة والمليارات المتراكمة في البنوك الاوربية و الخليجية والتركية هي الصورة التي رسمها هؤلاء المقاولون وليس المقاومون لكل من ايران وإسرائيل.
فالعرب أقرب نسبا وقربى الى اليهود وهم أولاد عمومة بينما الإيرانيون غرباء ولا يمتون بصلة للاثنين. وبينما يرفع إسماعيل هنيه يده الى السماء داعيا لخامنئي بطول العمر بسبب الدولارات التي يمنحها ينسى هذا الهانئ بالإقامة الذهبية في فنادق الدوحة وطهران وإسطنبول ان الحرس الثوري الإيراني قد احتل اربع دول هي العراق ولبنان وسوريا واليمن خلال عشرين سنة فقط ، ومد اذرعه الاستخبارية والعسكرية والمخابراتية في افريقيا واوروبا وامريكا اللاتينية، بينما إسرائيل لم تخرج من حدود ارض الميعاد رغم خوضها لسبعة حروب ضد العرب خلال ست وسبعين سنة الا في مناطق محددة للغاية ولأسباب دفع الضرر عن شعبها وارضها وهي القادرة اليوم على احتلال كل ما يحيطها من دول تعاديها و تألب الرأي العام المغيب ضدها.
عندما يخرج الإسرائيليون ليقصفوا جنوب لبنان او ضواحي دمشق او حدود التنف فإنما يفعلون هذا لتجنب ضرر محتمل قد يصيب مدنهم وشعبهم، ولكن هل يستطيع إسماعيل هنية ان يبرر لنا هجوم طهران على أربيل كلما تعرضت عناصر الحرس الثوري الايراني في الحدود العراقية او في الشام لضربة أمريكية عقابية؟!
هل يستطيع هنية والسنوار ومن لف لفهم ان يبرروا لنا قتل العراقيين في المدن والقرى ليس لسبب غير انتقادهم لأسلوب خامنئي في إدارة بلدهم المحتل بينما يرتع ويلعب ملايين الفلسطينيين الذين أصبحت مدنهم ضمن حدود عام 1948 كمواطنين إسرائيليين؟
لنا عودة.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!
- شاناه توفاه .. سنة ملآى بالخير والبركة
- زيارة الاربعين .. دروس الذل القاسية
- عن عاشوراء وحسينهم الذي هجَّرنَا
- دبلوماسية الكبتاغون
- الديماغوجي!!
- اغتيال خاشقجي يؤكد ( عَظَمَةَ السعودية)!!
- العراقيون يخونون بلادهم!
- ماخور الشرق الاوسط!
- الخاسرون لا خيار لهم
- اميرة المؤمنين جاسيندا!!
- كأس المراءاة الخليجية!
- حراس الثقوب البشرية


المزيد.....




- شاهد كيف فصلت الشرطة الأمريكية بين محتجين مؤيدين للفلسطينيين ...
- -أطفالي خائفون، بينما تفتش الكلاب عن طعامها في المقابر القري ...
- قناة محلية: فضيحة ترافق ظهور -المستشارة الرقمية- لخارجية أوك ...
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدافع الهاون -2 بي 11- عيار ...
- معزيا بمقتل 3 جنود بكرم أبو سالم.. أوستن يبحث مع غالانت المف ...
- الخبير الهولندي يحذر من زلازل قوية وشيكة ويحدد موعدها
- لبنان.. 3 إصابات بغارة إسرائيلية على بعلبك
- كونوا -شفرات حادة تجتث بحزم-!.. زعيم كوريا الشمالية يخاطب مس ...
- مسؤول في الخارجية الروسية: علينا تعزيز ترسانة البلاد الصاروخ ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /06.05.2024/ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم عبد الواحد - الوجه وماؤه!