أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اِنْكِفَاء















المزيد.....

اِنْكِفَاء


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7335 - 2022 / 8 / 9 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


ولقدْ رأى، فيما رأى،
طَيْفًا كَأحْلا مَا يَكُونُ عُنَيْتِرَهْ،
كانَتْ غَزالةُ طَيْفِهِ
ترنو إلى مَرْوِ آلسحابِ فيُمْطِرُ
كانتْ حُشاشةُ مِنْ بهاء رائقٍ،
كانَ آلرُّواءُ،
ودار عبْلَةَ بآلجَوَاءْ..
ورأى آلعُيُو...
مُـقَلًا حِسَانْ،
أهْدابُها تَتَزَلْزَلُ،
تتعانقُ آلأحداقُ في شُرفاتِها،
تُودي بهِ عَبَارَتُها،
فيسيلُ في آجامِها
دَمْـعٌ زُلالٌ آبـقُ
...
...
يا أيها آلرجُلُ الذي كانَ يُرَى
يَرْمي آلصَّبابَةَ وآلهوَى،
يرمي آلْقَـنَا،
ليلَ آلظَّعائنِ في آلْوَغَى،
يرمي آلفوارسَ وآلكلاكلَ بآلصياح..
وآلسَّابغَاتُ من آلدُّروعِ تتقي صَوْلاتِهِ،
تَـزْوَرُّ في خَطَراتِها،
تُبدي عهودًا مِنْ قلوبٍ
كآلغَياهبِ غِلُّها، تتأفَّفُ
تتحيَّنُ آلفُرصَ التي يأتي بها مُتَشَوِّفُ
...
...
وأقـدَمَ آلضُّبارمُ
مُقْبلا يُهاجمُ
مُحْجِمًا يُخاصِمُ
تَرْعَى آلنجومَ في آلدُّجَى قرائحُهْ،
متحفِّزٌ لا ينثني
كدَمِ آلذبيحِ مُعَتَّقُ
يُقارعُ آلضَّواريَ آلضَّراغمَ،
يَـذَرُ آلعِتاقَ حَمائِمَ،
"ولَئِنْ شَقِيتُ لَأصنَعَنَّ عجائبَا"
فَهَوتْ جماجمُها آلْفَوارِسُ تُرْشَقُ،
جَوْنٌ تُسابقُهُ آلثلوجُ ويلْحَقُ،
ولقدْ هَفَـا ولمْ يَخَفْ،
يغشَى آلغضى لوحدهِ،
أبو آلمغاورِ والوغى
تلكَـ آلتجاويفُ آنعطافْ..
تلكَـ آلمعاريجُ آلتفافْ..
تلك آلسُّهوبُ آلساهماتُ تشهدُ،
تجني آلغمامَ حُتوفُهُ..وتُحَلِّــقُ ..
يا راكبا،
تلك آلمطايا في آلشدائدِ أُعْتِقَتْ،
يا فارسًا،
حامي ذِمارَ قبيلةٍ،
تُهدي آلعقوقَ ذوي آلحقوق
تتأسَّفُ
وتُسَـوِّفُ
تتحيَّنُ آلفرصَ التي يأتي بها مُتَلَهِّـفُ
...
...
وكان يلعبُ بالمنى فارسُنا الأوهَنُ،
يَشدو حُداءً أرعَـنَ
غَمَرَاتُهُ تَتْرَى هنا،
في القلب في الأمد البعيد يُسابقُ،
حيثُ آلبلايا والرّزايا والصّدور تَطايرُ
تتعالقُ الأشلاءُ أقدارهُ
قدما يكرُّ يتراشقُ ...
ولقد سمَا قلبًا يرومُ عنان صَبْواتِ آلسَّـمَا..
ولقد غَـفَا..
راءٍ رأى..مُقَلًا حِسانْ ..
شُرُفاتُها ترياقُ زهر آلبيلسانْ
ولقدْ عدا صعِقًا وَقَدْ
اقتحمَ آلفَضاءَ كلابُها
جرَّارُ مِنْ سُؤْرِ آلمُدامْ
ويلاهُ..مِنْ سُمِّ آللئامْ ..
...
...
وغاضَ آلفؤادُ حَسيرا،
يَروم نزالَ عيونٍ نجال..
وما من نصال،
وما من جيادٍ تخُبُّ آلعِثار،
وليْسَ يَرَى سوى خيالٍ من هواه
تاهَ في سرادق آلقفار
وينتشي، رغم آلقوارع، تفلق
...
...
غريبٌ أنا،
يُطوقني نُقُوعُ آلفواجع،
قنوءُ آلهشيم، سماد آلسديم،
وها هو ذا، فؤادي آلرحيبُ،
يغطي نِـداه آللّجوجَ
نحيبٌ يفُتُّ آلعروقَ،
يبيدُ الدِّماءَ،
يشقُّ آلشروقَ،
ويبقي لظىً،
وجمرَ جليدٍ
يذيبُ آلسّحايا
يبابا ترابا،
يهدّ آلحديد...
وهات آلبدورُ،
بُدورُ آلدهورِ،
تحُومُ، تدورُ،
تخالُ آللّهيبَ،
لهيبَ الصقيعِ، رذاذًا رطيبا..
تروم رُبىً
تَحُولُ مُدًى،
وكانتْ رُضابا،
فأمستْ يبابا،
بقايا رزايا،
وذكرى حروف كذكرى سطور
عواءٌ!!
ذئابٌ تَصُولُ،
تجولُ فرادى،
تدبُّ جياعا،
يُقَضْقِضُها عَفْـرُ آهٍ مريرٍ،
وعُمْـرٌ أجَـشُّ ...
وأنتِ هناكَ زَبيبهْ،
وريثُكِ آلخليعُ يَصُوتُ في آلعراءِ
بصمتهِ آلجُـؤارِ،
وقلبهِ آلرّجيفِ،
يخبُّ آلعثارَ،
يحثُّ آلمنايا،
ويسحق آلشظايا بجسمه آلكسيف،
يصيحُ يُحَمْحِمُ..آهٍ..
يوَدُّ لوْ يُعيدُ مجدَه آلتليدَ ..
رِشاؤُهُ آلشفيفُ يعانقُ آلسحابا،
خريفُهُ آلمشيبُ يسابقُ آلحبابا،
يسيحُ في التراب عُبابُه آلخضيبُ..
يتيهُ سرابا، يسيخ بعيدا،
يُلَفُّ نهارا جَهارا،
ويُلْقَى خصيا تحيطه العذارى،
كعوبا نِفارا
يَجُـوسُ..ويجأرُ..لا لا....
وليتَ تطيعُ آلفَلاةُ،
وليتَ يُعادُ آلرُّفاتُ،
وليسَ يُعادُ آلجواءُ،
وليس يُحاك آلكلامُ،
وراحت ليالٍ ترومُ ظلالَ شُموسٍ تُبيدُ،
ونارُ جليدٍ تلفُّ لفافهْ
يضيعُ آلبهاءُ،
يغور آلضياءُ،
وطالتْ همومُ آلليالي،
وأمسى غفيرا عُنَيْتِرَ آلدروب
يَعُسُّ آلقصور،
ويخطو يشيخُ يمورُ،
يلوكُ دهانا،
ويشكو آلسكون،
يموتُ آلأقاحُ،
تغيبُ آلسَّواسنُ في سلسبيل آلقراح،
ورأسٌ يدورُ،
ونملٌ يدبُّ،
وسخط في سخف يعيد آلمُعادا،
وأمهُ حبيبهْ،
بَعٍيدَه،
وريثُها آلوحيدُ يَصُولُ عذابا..
"صغيري،أوانُ آلرحيلِ يهُلُّ،
فكفكفْ،وعانقْ سُهاكَ،
وغنِّ حُداكَ،
ورابضْ فِداكَ،
بُنَيَّ فِداكَ،
هنا سأظلُّ أطِلُّ..
فطيمي،أوانُ آلرحيل يَهُلُّ.."
ويجأرُ..آآآهٍ....
ضباحٌ، هسيسٌ، يفرُّ بوجه عَبوس....
يلوذُ بعيدا، هناكَ أسيرَ آلجليدِ....
وبين آلوُشاهْ
تتيهُ آلضحايا،
تموتُ آلكُماهْ ...
...
...
يا أيها الرجُلُ الذي تتفوَّقُ
حَرَكاتُهُ دوما على سكناته،
إيهٍ..سُـدًى،
أمستْ رسومًا تنحني
خَطَراتُكَ بْنَ زَبيبَةٍ،
قد غالك الإضمارُ في صبْواتكَ،
فطفقتَ تختزلُ آلرُّؤى مستعجلا متلهفا
حتى آنطوى ما كان منك قدِ آستوى..
قالوا..ذَوَتْ صوْلاتُهُ هذا الخريفْ..
قالوا..هَوَتْ هاماتُهُ..
قالوا..رَسَتْ وتناثرتْ..
قالوا، ولمْ يغشَ آلوغى،
بتَنُوفةٍ مجهولة آلرّسْمِ آلسّليبِ يُعَفَّـرُ،
لا مسرحَ آلآرام في عرصاتها
غير آلذئاب تصُولُ
تلهث في الجوار وتجأرُ..
قالوا..عسى شَعْواءَ يأتي وطيسُها
بلظى الحِمام وتنتهي
بين الحتوف مُخَلَّـدَا...
قلتَ ولمْ تأسَفْ على صَلَفِ آلعِدا..
"يا دهرُ لا تُبق عَلَيَّ إذا مُسِخْتُ مُطارَدَا"..
يا فارسُا..
لمْ يَطْعَنِ آلْأعداءَ في جبروتها ...
لم يَتْرُكِـ..آلْـــ...
كان معيشُك في خيالٍ مقفرٍ
كانتْ قَذى أوهامُكَ آلسّودُ
السِّهامُ تَمُجُّها..
كانت غرابيبَ آلليالي الحالكات
بلا وجيبٍ خافقِ
كانت حكايا للصغارْ ..
كانتْ عِظاتْ..
كانتْ سُـدًى ..
وكانَ عَنْتَرَةُ
آنكِفــــااااءْ



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زَعَمُوا أَنَّهُ
- بَسَاطة...(قصة)
- نَهِيق
- تِيمُورَانَّغْ بَيْنَ فِطْرَةِ بَانْجِي وجَشَعِ جاسنْ
- ثُمّ يَقُولُ آلْعَاثرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صَوَابَا
- تَتَّوفْتْ/مَمْسُوسَة
- ولاداتٌ في سماوات زرقاء يعج في أكبادها الخواء
- العالم الذي هناك..(بخصوص فيلم:-vivre sa vie-لجون لوك غودار)
- فِي آلْعَاشِرةِ أَوْ يَزِيدُ
- لِطَنْجَةَ غَوْرٌ أحِنُّ إلَيْهِ
- هَا أَنَذَا !!
- بَلْدَاتُ أعْمَاقِ آلْعِنَادِ
- ثُمَّ تَنْسَحِبُ ...
- مُطْلَقُ آلجنون وكفى
- مُطاردة
- غِياب
- مُولايْ عَبقادرْ جيلالي تَزَكَّا
- شُمُوسٌ سُود
- أُوَار...(قصة)
- ضرورة آلثقافة


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - اِنْكِفَاء