أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - ثُمّ يَقُولُ آلْعَاثرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صَوَابَا















المزيد.....

ثُمّ يَقُولُ آلْعَاثرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صَوَابَا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7331 - 2022 / 8 / 5 - 03:35
المحور: الادب والفن
    


وفي آلسماء آلسابعة، أصابني زكام، فَعُدْتُ أدراجي من حيث أتيت...ثم يحدث أن تفر من رأسك يا هذا أو يفلت منك رأسك أو من مكان ما يمرق من حيز غير معلوم، يخترق آلزقاقَ آلنعسانَ بتثاؤب ثقيل...تلج الشارعَ المغلقَ الصفيقَ بعضُ الأقدام آلمبهمة لا تنظر لا تبصر لا تهمس هووف لا تهسهس آآه..مجرد قعقعات تبصم بتثاقل وقعَها الثقيل على إسفلت بارد..بكسل رتيب يمشي رأسُك آلمنتكسُ تمشي وإياه في ثنايا ردهات مثقلة ببخار بلا معنى.تقف.يَقْفُو وقفتَك المحنطةَ بحَباب وزبد من سراب.تتحسّسُ حسحستَه بحرص ربما بوجل أو توجس أو آرتياب.من بين كماشتيك المعقوفتين المتزلزلتين يخرج منظارك اللاقط.لازال جحوظك المعهود تالفا يتململ دون صواب بين فراغ وفراغ في حِضن كتفين مُسَنييْن ناتئين مباشرة فُوَيْقَ رقبة بلا رقبة، مائلا منحرفا ذات اليمين ذات اليسار، ينوس ثابتا مستغرقا في مكانه لا يبرحه..تتنفسُ الصعداء..تنظرُ هنا هناك تكملُ زحفك آلرعديدَ أو هو يفعل ذلك كله وأنت تحمله بين يديك الافتراضيتيْن مكتفيا بتلقي ما تلقط المصادفات من مُعاينات تُدَوِّنها في حرز محفوظ داخل قمقم من قماقم نحاس خفية تسكن كينونتك مذ بدأتَ خطواتك الأولى على بسيطتك آلمعقدة...
ثم لاهثا مترنحا تصل في خَبَب متعثرا في أمشاج ولادتك آلمُدماة إلى ما وراء صَفِّ شَبَهِ آلحياة خلف زريبة آلأنام لم تبكِ لم تضحك لم تفكر لم تبال رَنَوْتَ إلى آلحُلَكِ تُطوقها آلحُلَكُ تهصرها دقات آلساعات أرقام آلأيام معادلات آلليالي، تهمس كأبله يصر على معاقرة البله هسس قبل يُعلموك طقوس آلهمس تتذكرُ نهارات رحم أمومتك آلفيحاء ومُتع بلاسم رشرشات سلسبيلات آلعشي وآلغداة كنت تنعم فيها بحُرّيّة دون توجس أو تبرم أو مواربة أو حياء أو فرار قبل تطوقك بقيودها جاذبية رقابة آلأعمار..هوووف..وجَدْتُني..قلتَ..جِئتُ وآلسلام...
ثم إنك كسُلَيْحِفاة شقية، ينحسر قلبُك آلغبي في ضيق من برم حشرجات ليستْ تجدي غير مزيد من خفقات تصخب بلا خفقان..لقدْ نَسِيَ آلأحياءَ آلأحياءُ، وَلَمْ يَعُدْ ثَمَّةَ إلا طَنينُ ذُبابٍ أزرقَ أهوكَ يغرق في مَسْغبة حسيرة بلا أمل في زفرة من زفرات آلأفق آلأخيرة..صباح آلخير أيتها آلحياة..مجرد صباح خير آخر يهمس بها وجيب صمتك قبل أن...
ثم إن نهاركَ مثلُ لَيْلِكَ يا سلطعونيَ آلبئيس كلَحظاتك المشرقة وَهْمًا، المنيرة سقما، كلها محصلة فقاعة حِبْر أهوج، فقاعات قفر خربشات طبشورٍ على ديجورِ تتفسخ..سَسَخْخْ..كفسوة مُضحكة يغدو جِدُّكَ آلمُجِدُّ لا تسمن لا تغني من مسح أو حَك أو دَعْك أو دَلْك أو عَرْك أو فرْك أو مَرْسٍ أو مَسْد أو مَعْك أو هَرْش أو مَرَث أو...مجرد قرف جذام كان كنتَ ستظل...
لم يحدث في المسماة حياتك شيء ذو بال يمكن أن يَذكره صاحبٌ أو يعقله خليل أو يسامر به مسامر في مناجاة أو محاورة أو مجالسة أو مناورة..عمل في فصول في حجرات بين جدران صفوف حيطان أجنحة مدارس..هذا ما كان..عمل مجتر بسيط مكرور مُضْنٍ قضيتَ أكثر من نصف عمرك تخدم بلا فائدة أولئك الآخرين الذين يكبرون والذين كبروا والذين هم كبار بوراثة فوق الفوق، في شَرَك وظيف فج سمج معتقدًا أنك،وويا لبلاهتك، تؤدي مهنة نبيلة سامية معطاء، وصدقتَ نفسك يا سخيفُ وأنت تخال أنك من طينة نادرة يقال عنها يوثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة.. تبا..إن بك لَخصاصة، بل يا صُوَيْحبي، أنت الخصاصة عينها الفاقة آلآفة العوز والفقر النفسي ذاته،ولا همة لك لا جأش لا عنف لا تعنيف لا عنفوان، خرقة مهلهلة ملقاة على قارعة فراغ كنت لا تزال ستبقى..لم تكمل دراستك كبقية الأنام ومنيتَ النفس انك بمجرد قراءة ذاك الركام المتراكم من الكتب والمؤلفات والمصنفات الغبراء عبر تلك السنين التي خلت، تكون قد سويت شخصية ببصمة خاصة فْشِي شْكَلْ لا يفهمها إلا من أوتي حصافة ورصانة ورجاحة رأي..وأين هم آلآن في زُمَيْنِكَ آلمعتوهِ هذا..هكذا كنت تُهترف مرارا مستسلما ترتاح لهذا التوصيف، هذا السيناريو البليد والاخراج الفج للاشياء كيف وقعت وتقع أو كيف يجب أن تقع، مترفعا ظللت عن شهادات باجات جدران حجرات دراسةومستويات مَراقي ورق ألقاب الكرطون..انكفأتَ ارتحت في آنكفائك بعيدا عن برار ووهاد وبطاح وزوابع بحار..بالزعط كنتَ تبلغ معدلا سويا يمكنك من الانتقال من قسم لآخر، لم تك أبدا تلميذا موسوما بنباهة أو علامة مميزة ولا طالبا بارزا متفوقا رغم المكابدة الحمقاء التي كنت تلقي نفسك في أغوارها بلا مزية بلا نتيجة بلا فعالية..كثرة الفول اليابس ما تعطي غير مزيد من الضراط..مهما كنت تعمل وترمي كيانك كله في الأشغال المنهكة لم تك تحصل الا على مزيد خيبات وجرعات مضاعفة من برود التقدير وجحود الاعتراف الذي أضحى مع مرور الوقت قدَرا مقدرا استكنتَ ورضيتَ بتفاصيله حتى إنك لم تعدْ رغم كل ما يمكن ان يحدث او يقع، لم تعد تكترث لم تعد تبالي لم تعد..يا سلطعونُ لم تعُ..اوووف..
ثم إن محاولات آلتخلص من أنسجَتك آلعنكبوتية التي طوقتْ سنينك المملة، كانت تستوجب جرأة خاصة للتضحية بذواتٍ تحوم حومانك تحفك تشوش عليك متاهات تسكنك تسكنها..كانوا حولك دائما كلعنات أزلية يتشدقون بآبتسامةِ زيف المياومة ورشق آلمجاملة ودهن المداهنة ودَرن آلمداراة التي أضحت لكثرة تواترها سلوكات أُلّافٍ غَشتْها حُجبُ آلعادة وآلاِعتياد بصدإ حماقة فضاضة حياة خِلتَها لكثرة أُلْفتك لها وبها أصولا ثوابت لا تتغير؛ بينما هي صور أطياف ظلال مُوهِمَة وَهِنة مُوهِنة تغتال لب حقائق آلأشياء وسرها آلطبيعي.. هذا أكيد..ليس ربما..فلا داعي للتردد للندم أيها آلمجد آلعنيدُ..في معزل عن الأنام، وحدك فقط، يمكن أن تكُون أنت أناكَ..فابدأ مسارا جديدا إن آستطعت تخلص من شِباكهم خذ حروف سطورك بقوة أيها آلمترنح آلمنبطح، افتح صفحات مصيرك بيديك أنت لا بيديْ غيرك، اُنظر وراءك في حنق انسَ حتى إذا بقي شيء أو أشياء من حتى..اِستئصلْ خرَف مخلفات ما فاتَ، لا تثقل بها ما سيقبل من لحظات يشهد باريها أنها بريئة قصيرة عابرة مارقة خاطفة لا تحتمل ثقل جاذبية أو قماءة بيولوجية أو فيزياء قيم مضاعفة؛ القتل القتل أوصيك ارم عنك قوقعتَك قشرتك الهشة انها لن تنجيك من عفس العافسين ولا من الأرجل المارة الواطئة غير المكترثة..لا تتردد، عالم من سخام صفيق يلفك..تمردْ..كُنْ فوق المد فوق الجزر افعلها ولو مرة يا صُوَيْحبي قبل أن يفعلوها بك افعلها قبل يأتي يَوْمٌ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْعاثِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صوابا...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَتَّوفْتْ/مَمْسُوسَة
- ولاداتٌ في سماوات زرقاء يعج في أكبادها الخواء
- العالم الذي هناك..(بخصوص فيلم:-vivre sa vie-لجون لوك غودار)
- فِي آلْعَاشِرةِ أَوْ يَزِيدُ
- لِطَنْجَةَ غَوْرٌ أحِنُّ إلَيْهِ
- هَا أَنَذَا !!
- بَلْدَاتُ أعْمَاقِ آلْعِنَادِ
- ثُمَّ تَنْسَحِبُ ...
- مُطْلَقُ آلجنون وكفى
- مُطاردة
- غِياب
- مُولايْ عَبقادرْ جيلالي تَزَكَّا
- شُمُوسٌ سُود
- أُوَار...(قصة)
- ضرورة آلثقافة
- رَجُلٌ يَنَامُ
- حُلْمٌ بَارِد
- عِيدٌ لَا يشبه باقي آلأعياد
- زُرْقَةٌ لَا تُطَاقُ ...
- الجبل السحري المازيغي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - ثُمّ يَقُولُ آلْعَاثرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ صَوَابَا