أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُولايْ عَبقادرْ جيلالي تَزَكَّا















المزيد.....

مُولايْ عَبقادرْ جيلالي تَزَكَّا


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7322 - 2022 / 7 / 27 - 15:19
المحور: الادب والفن
    


وتذكرتُ خَفِّفِ آلوَطْءَ ما أظُنُّ أديم آلأرض..وأنا أَطَأُ، جوار المقام، أوراقَ خشاشٍ متناثر في آلمكان آلخالي آلمُعَصْفَرِ بوَقيدِ آلسؤال.وسط عَرَصَة دهماء فارغة لا حَيّ فيها يحيا لا صَدَى لحركة غير صرير مُحركات تهوية مُبردات سَواري عملاقة لاقطات الرِّيزُو وطنين ذباب بمختلف الألوان والأحجام والأنواع لا تنقطع خفقات أجنحته، وصمت مُدلهم متراكم دامس يغطس بين أفنان الأرز وآلصنوبر وآلسنديان، وخرير خيوط لامعة تتدفق تحت أشعة شمس آب قوية بين الظلال، تنسرب عبر مضايق ضيقة مُظَلَّلَة بأغصان أدواح ذات تجاعيد غائرة، وحَسيس وَقَّادٍ ما فَتئَ يَئزُّ زْزْزْز كمرجل عجوز يغلي داخل رأسي..إذن، هذي هي النهاية..أقولُ أُكَلِمُ نفسي، هذا مآلنا جميعا جماعاتٍ فرادى، ماذا بعد أيها الناسك المتزهد الفار الهارب من فِتن الدنى وتوابعها، حدِثني، أرجوك، أفي أفق الأفق هناك قيامة منتظرة قريبة تقوم فيها من رقدتك المقدرة، يَهُبُّ الموتى، يهب الخِلانُ وآلصحابُ كلهم من مراقدهم يشهدوا ميلاد عوالم أخَرَ لحيَوات أخرَ بطريقة مخالفة غير تلك التي أكرَهَتْنا عليها بيولوجيا ثقيلة بجاذبيتها الضاغطة على نفوس آلآنام المكدودة، أتُراك الآن هنا يا صاحب المزار العالي في وهاد الجبال، أتسمَعني، تُرَى مَنْ تكون، ما آسمك مِنْ أين جئتَ لاجئا إلى خلوة الخلاء الخالي، أتَعي ما فعل الزمان بنا بك بهم بما كان ويمكن أن يكون..لعلكَ..لعل أولائك الراقدين هنا هناك في أماكنهم التي قُبِروا في حُفرها منذ مُدد سحيقة يعلمون يفقهون يدركون الكثير من الأشياء لا تخطر على بالنا نحن المنتسبون للأحياء المنتشون عبثا بتوالي الشهيق والزفير في قناطر حناجرنا الضيقة، المتبجحون بكثرة العلوم التي يتقنونها يكتشفونها من يوم لآخرَ في دنيا معاش مازالتْ تفاجئ الأنام بأسرار مُلغزة دون تكشفَ الملعونة عن لغز الألغاز المفجع..سِرُّ أَعمار ما بعد الموت..لا أحدَ يعلم القليل أو الكثير عن هذا السَّفَر الذي خُضْتَه لوحدك سافرَه الكثيرون مِمَّن نعلم نعرف وممن لا ندرك حتى الاسم والوَسْم من جيناتنا السابقات التي ورثناها عن الأسلاف..كلهم رحلوا كما رحلتَ بعد أنْ وضعوا بصمات الوراثة في أرحام اللائي ولدن ما ولدن لنشهد تباعا تَكرار أوراد الميلاد طقوس الموَات، المجيء والذهاب، الإقبال والإدبار، الكر والفر، الصعود والانحدار...وهلم جرا من تواتر متتاليات تتشابه فيها حُتوفُ المصائر تختلط البدايات بالنهايات بالصياح بالنواح بالفرح بالقرح بحَفلات العقيقة والمآتم والحداء والنواح..وشبيه صوت النعي بصوت البشير في كل ناد..لقد قالت الأقدار كلمتَها الفصلَ سيدي، بذاك جفت الأقلام نشفت الصحف يبستِ القبور تجلدت الأبدان تحجرت الأجداث(يَمُّوتْ وُولْ يَمُّوتْ وَوَالْ)، فما علينا نحن المنتظرون إلا الصمت قَطْعَانْ الْحَسْ وتَقَبُّل أمور مَعيش يومنا كما يَرِدُ المعيشُ دون إكثار جلبة أو صخب أو مناورة لا طائل من ورائها غير مزيد من التيه والشك والحمق والخبل والجنون...
الأموات الأحياءُ في مدنهم،إذن،قابعون؛الأحياء الأموات في حيواتهم يرفلون؛ وما بين العالمَيْن، برازخ فاصلة لا نَعِي منها غير لحود وأحجار وأتربة ومعالم رموس قديمة وجديدة ظاهرة بارزة للعَيان غابرة مستوية وأديمَ الأرض أو غارقة مختلطة بخشاش وغبار وبوار..لا شيء يُرَى..لا هُمْ يدركوننا، لا نحن نتعالق وإياهم رغم محبتنا وتعلقنا بحديثي الوفاة من آبائنا وأمهاتنا وأخواتنا والأعزاء علينا نتمنى رؤيتهم والحديث وإياهم نتشبت بأن لا يرحلوا..لا فائدة..لقد رُحِّلُوا..لا مجال للقاء مادي واضح مكشوف الحجاب إلا عبر خطوها خطوة جهة عوالمهم..لا تفيد زيارتي هذه، لا يجدي وقوفي بالمزعوم لحدك سيدي، لا انا أراك، لا أنت تراني، علينا أن نجرب إذن الموت نعانقه قبل نعانقكم..تلك هي السبيل الوحيدة المعلومة لحد الآن كي يتواصل مع حيواته الراحلة هذا الإنسان؛بيدَ أن أحلامنا، مولاي، في كثير من الأحايين تفوق عجزنا، لا تبالي بالضعف بالقصور الذي نحياه، تحاول دائما خرق الحجب المفروضة عبر آستيهامات فنطاستيكية يعيشها جُلنا في مجالات ذات خصوصية عبر الحُلْم عبر الرؤى ومناجاة أرواحكم في أجوائها المعهودة في كتبكم التي حبرتموها وَسَمْتُمُوها بكيت كيت من الأوصاف التي تتجاوز إدراكنا العقلي البسيط.يستوي في هذا النزوع الملتبس الأمي بالمتعلم، القارئ وغير القارئ، المؤمن والجاحد، حتى ألفنا آنخراطا جماعيا من أحيائنا في آستحضار غيابكم وما غاب من معارج الراحلين يتواصلون وإياكم وإياها بطرق زائغة من أجل إشفاء عليل أو قضاء حاجة أو أو أو.. ولعل نظرة مختصرة في موروثاتنا وعاداتنا وتقاليدنا، تكفي بأخذ آنطباع عن حيرة الشرود والذهول التي يعيشها الكثيرون منا في فجوات ما وراء الوراء..أنتَ في مقامك هنا لست آستثناء سيدي..هذا أكيد..لقد وجدتُ مثل هذه الخرق المهلهلة والهدب المتناثرة حول رمسك والشموع المتهدلة هنا هناك في مزارات شتى يؤمها حجاج تائهون وجوابو آفاق لا مبالون مثلي، غير أننا غالينا في سد ثغرات جهلنا وخوفنا من المجاهيل بإنتاج تعالقات شاذة بفضاءاتكم المحجوبة عبر طقوس آحتفال مازلنا نعيش آثارها في صَرَعات جماعية لِما يُسَمى عيساوا كناوا حمادشا جيلالا دَرْقَاوا بقرابين ونُذور وهِبات ولَمَّات وطقوس وذبائح وحجيج يصعد وحجيج يهبط ووو.. وَسَادات وسيدات من الإنس والجان سيان ذاعَ في الآفاق صيتُهم صيتهن، سارت بذكرهم بذكرهن الركبان، ولنا أن نذكرَ، نُعَدِدَ، نُحْصيَ دون أن نقف للحظة أسماءهم أسماءهن، كُلُّ سَيد ببركته، كل سيدة بيُمنها..وشحااال من عبقادر جيلالي عندنا في فلوات الوهدات والجبال من غيرك يا جيلالي، أتُرَى آسمك ذاك أم ألصقوه بك تيمنا بجيلاني مولى بغداد، تُرى مَن تكون يا صاحب مَزار آلقفار، أتسمع حسيسهم يتوسلون يتمسحون يتمرغون في تربتك يتوهمونها بقايا رفاتك، أتخالهم على حق أم تكفي النية والطاعة والتسليم والانصياع واللجوء والطلب والتوسل..وهااا..قضية الجميع مَقضية..مازالتْ بقايا آلرموس المتلاشية في مدننا في السفوح وقرانا في الشعاب تشهد على نزوع إلى إحياء الموتى بطريقة ما تشفي النفس من كلومها المتفاقمة..شَايْ الله وبيكم يا مولاي عبدالقادر الجيلالي ساكن شَعَفَات تازكا، سيدي عامر بلدة الفحص تازرينْ، للاقضيا حاجة بني خلو، بوسرغين صفرو، عزوز تازا، زروق، حرازم، شافيا، يعقوب، يحيا، ابن مشيش، للا سيدنا جبراين في أكثر من مدينة وبلدة بل سِيدي شمهروش الحاكم الحكيم الفاصل بالعدل في قضايا الإنس والجن..كذلك كنا كذلك نكون، يعيش جميع السادات وإيانا..نعدكم بنذر ونفي بنذورنا كي لا يحيق مكروه بنا..إنكم فَتحٌ لِما أشكل من المغالق، رَتق للمنخرق من العلائق، رَأب للصدع، مَنٌّ، سَلْوى لمن لا بلاسمَ له، وملح طعامنا طعام الأحياء.. وليس أحدٌ أحْوَجَ إلى بركاتكم المحمودة، وخصال أخلاقكم المأثورة، منا نحن الهائمون التائهون التالفون الحائرون في شعاب لا هداية فيها لا رواء لولا ألطاف المكاتيب سُخِرتْ لإرشادنا وإخراجنا من أوهامنا بواسطة حيواتكم المخصوصة بما لم يخص به أحد في عوالم مَلكوت الخالق الجبار..غير أن خروقات التشويش ما تلبث في كثير من الأحايين تصنع أعاجيب تُلوث صفاء تعالقنا بكم تُرْبك آلصِلة بين الآني والمطلق، بين المعيش والموات، بين الزائر والمُزار.. خروقات اختص بها منذ القديم رهط من مساخيط الوالدين جوابي الآفاق الباحثين عن الثروة وكنوز وضعها الزائرون أصحاب النية تحت تصرف مقاماتكم المنتشرة عبر الجبال، ينتحون سُبلا يسبرون أغوار الدفائن يغنمونها يخطفونها بجشع يبلغ حد آرتكاب جرائم بحق أبرياء الأطفال أو محدودي الإدراك..لقد وقع هذا مرارا في بلدات تِيمُورَانَّغْ..أَعَايَنْتَ ذلك أزارَكَ المُرَجفون المتحذلقون اللاهثون آبالس الإنس أم حظك من هذا وذاك ذبذبات رِيزو سَواري نحاس أسياخ لاقطات هادرات تهدي لمَكدودي أسفلَ آلسفوح مزيدا من أوهام غبش أمل دُنى هاهم يقدمون إليكَ صاعدين يتكبدون العنت يلقون بقلوبهم بين يدي رميمك المتلاشي عبر السنين والأحقاب فهل تسمعها تتضرع يقض مضجعك جُؤارُها هل تسمعهم يتوسلون هل تنصت اليهم يتعذبون..أنا الآن أمامك هنا هل تحدسني أمَا زلتَ هنا هل ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شُمُوسٌ سُود
- أُوَار...(قصة)
- ضرورة آلثقافة
- رَجُلٌ يَنَامُ
- حُلْمٌ بَارِد
- عِيدٌ لَا يشبه باقي آلأعياد
- زُرْقَةٌ لَا تُطَاقُ ...
- الجبل السحري المازيغي
- مقام الخوف
- عنبر كورونا
- عطسة
- ثيران في شاطئ ماريم...


المزيد.....




- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مُولايْ عَبقادرْ جيلالي تَزَكَّا