أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مقام الخوف














المزيد.....

مقام الخوف


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7313 - 2022 / 7 / 18 - 12:38
المحور: الادب والفن
    


كنت أخافُ أنام كنت أخاف أُلَامُ لِمَ جئتُ إذن لِمَ آثرتُ آلسقوط على آلمكوث في رحم أمومة تحضنني..كنت أخاف أبقى وحيدا هناك في غرفة معتمة بُعَيد حكاية جان مردة غيلان تلقطها مسامعي رغما عني بألف رؤوس تدور وعفاريت مجنحة تطير لا طاقة لخيالاتي الجامحة بتبعاتها الكالحة..كنتُ أخاف زمجرات البارود ما أدراك ما فرقعات بوووم تخرج مقذوفة مبصوقة بأصوات كشفرات الحلاقة تبعج البصر تصمل آلسمع وما حوى تقصل ما تبقي في مسامي من وجيب شجاعة تحتضر على مهل، تنبجس الأدخنة من فوهات بنادق لازبة تركل الوراء غير آبهة أو مبالية في وهم فانطازيا خيول كيرابيع البغال تمارس خيلاء خيال بقرف صفيق في دهاليز دروب عامرة بزحام عرق مُعجن لا جدوى من جدواه..كنت أخاف البحر بكتلته الزرقاء الهائلة أبكي صارخامتوجسا عند رؤية الزبد يقيء الزبد يرميه على صخور صماء لا ترد الجواب، متوجسا أتراجع القهقرى فارا بجلدي آلرهيف ما آستطعت سبيلا رغم أني تنفستُها أولى زفرات في حمأة بَحْريْن يمتدان يستديران يتشابكان يتمازجان بينهما برزخ لا يلتقيان..كنت أخاف آلنجوم تلعب البهلوان قدام عيني ليلا عيانا يرشق بعضها بعضا تتسابق تتلاحق تتعانق بمغص بوجع تتعارك..كنت أخاف عبارة"غطي وجهك"تُقْذَفُ في وجهي يعقبها لهاث مزمجر متقطع ينتهي ثم يبدأ من جديد..كنت أخاف بنات آوى تعوي في الجبال بلا سَكينة أتكوم كسلطعون ينحسر الزلال عنه يغرق معزولا تَقاذفُ جواليقَه الصخورُ الناتئة الصماء..كنت أخاف شموس الشتاء الباردة تغمزني بغنج عنيد من بعيد أنا هنا لن تلحقني..كنت أخاف تحل لحظة الحقنة في يوم من تلك الأيام الساخنة العامرة بزوابع الشرقي نتناول الإبر بالتناوب مع قطرات مُحلاة بالساكاروز تُعْطَى لأبداننا المجدورة تلقيحا في مستوصفات دروب ضيقة بأدراج مكسرة مريضة مهيضة الجناح..كنت أخاف تكتب عاقصة مُعَلمة الفرانسوية في كناشي الرعديد كلمة "Sale/قبيح"وشقيقتها"mal/سيء"تقفوها فلقة صفع رهيبة على الخدين مباشرة تترك فيهما أثر أظافر براثن غربان لا تتقن الافتراس تعذب ضحيتها دون ترحمَها تجهز عليها فهي تفرسها حية غضة ترمق موتها ينبض بمْ بمْ بمْ ينزلق من العروق ببرود هائج..كنت أخاف فزاعات أغوال الحياة تُرهبني غطرستُها بمناسبة وغير مناسبة مدثرة بأسماء مستعارة ذهبتِ الاستعارة وظل الطفل الساكن في تلابيبي غارقا في سُبات لا ينام.. كنت أخاف شبح ظلي أراه دوما يقفو أثري أو أمامي تعفسه بوجل رجلاي المتعثرتان..كنت أخاف أغمض عيني كي لا أرى صورا مشوهة بلا ألوان تخنقني..كنت أخاف عشيات"U"ملعونة أنطقُها زائغة"E"فأُصْفَعُ أُصْفَعُ حتى تكل وجنتاي تجمدان تتخدران أسرح بعيدا لا أعي ما يحدث حولي في روحي في بدني، كانت طريقتي الأثيرة في آلهروب من ألم زبانية جحيم آلأنام سهلة وبسيطة لا عناء تكلفني، مجرد تيهان في لا شيء سَمِّهِ فراغا سَمِه خواء سَمِّه أحلام يقظة بلهاء قبل الأوان سمه منقذا من ضَلال مخاوفي..كنت أخاف باكيا كنت أخاف ضاحكا مُداريا كنت أخاف من آلخوف يُخَوِفني..كنت أخاف مِنْ..كنت أخاف على..كنت أخاف في المجالس في المحافل في المباهج في آلمآتم في المقابر في آلخمائل في آلأصائل في مفازات خاليات آلمنازل في المدارس العامرة بالعسس في المداشر الساكنة في الغلس في آلمدائن الغارقة في الدنس في كل مقام كنت أخافُني وآلسلام ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنبر كورونا
- عطسة
- ثيران في شاطئ ماريم...


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مقام الخوف