آسفي: مقتل 47 شخصا على الأقل وخسائر مادية موجعة بسبب فيضانات مفاجئة


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8557 - 2025 / 12 / 15 - 22:47
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر     

لقي 47 شخصا حتفهم يوم أمس الأحد في آسفي، على الساحل الأطلسي للمغرب، بسبب الفيضانات المفاجئة بعد هطول الأمطار التي تسربت إلى العديد من المنازل والشركات. وهذه هي أكبر حصيلة لسوء الأحوال الجوية من هذا النوع في البلاد منذ عقد من الزمن.
يت
في المغرب، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات مميتة في وقت متأخر من بعد ظهر يوم 14 ديسمبر. حدث ذلك في مدينة آسفي، على ساحل المحيط الأطلسي، على بعد 250 كيلومترا جنوب الدار البيضاء.
ووفقا للسلطات المحلية، توفي 37 شخصا. يتعلق الأمر بأسوإ كارثة من نوعها في المغرب، منذ 10 سنوات على الأقل، كما تؤكد أغلب التقارير الصحافية والإعلامية.
كان الاستيقاظ مؤلما في هذه المدينة المنكوبة التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة. تشهد الصور التي تم تصويرها قبل ساعات قليلة على قساوة الظاهرة الجوية التي تعرضا لها المدينة الساحلية. وقالت السلطات المحلية إن أمطارا غزيرة هطلت على آسفي، وسرعان ما تسببت في فيضانات عاتية خلال ساعة واحدة فقط.
في مقاطع الفيديو التي التقطها السكان، رأينا الشوارع تتحول إلى أنهار موحلة، تحمل كل شيء في طريقها.
وبالإضافة إلى الوفيات، لا يزال هناك العشرات من الجرحى و14 شخصا في المستشفى، من بينهم اثنان في العناية المركزة، وفقا لآخر بيان صحفي صادر عن السلطات.
وهذه هي أكبر حصيلة للفيضانات في المغرب منذ عام 2014 على الأقل. وفي ذلك الوقت، توفي 47 شخصا في جنوب البلاد، في منطقة سيدي إفني.
ومن الممكن تجاوز هذا الرقم في آسفي. لأن الوضع لا يزال محفوفا بالمخاطر للغاية بالنسبة للضحايا. وتم قطع العديد من الطرق داخل المدينة وما حولها، كما تعدر على الأطفال الالتحاق بمدارسهم صبيحة هذا اليوم.
وأوضح أحد السكان الذين اتصلت بهم إذاعة فرنسا الدولية أن الوادي، وهو المجرى المائي الذي يعبر المدينة، قد ارتفع من قاعه. وارتفع مستوى المياه إلى ما يقرب من ثلاثة أمتار، مما أدى إلى تأثر 70 مبنى ومنزلا.
وما يزال سكان المدينة القديمة هذا الصباح في حالة صدمة مما رأوه، مثل ياسين، من كون الجميع مصدومين، “لأنك ترى الناس يموتون، الأمر صعب. هذه هي المدينة القديمة. في هذه المرة، بدا الأمر استثنائيا. كان وقت ارتفاع مستوى المياه قصيرا: بين الساعة 2:30 ظهرا و4:30 مساءً، أو ما يقرب من ساعتين من المطر والرعد. ارتفع الماء بشكل غير متوقع. لم يسبق لي أن رأيت ذلك من قبل: المياه تأتي إلى كل شارع، والسيارات تتدمر. تدخلت الوقاية المدنية. الناس أيضا. السكان ساعدوا بعضهم البعض. إنه شيء جيد”.
وفي وقت متأخر من مساء الأحد، انخفض منسوب المياه بالفعل، تاركًا وراءه مشاهد من الدمار، مغطاة بالطين والسيارات المقلوبة. وكان رجال القوات المساعدة والوقاية المدنية مشغولين بإزالة الأنقاض التي لا تزال مغمورة بالمياه.
استمرت عمليات البحث للعثور على الأشخاص المفقودين المحتملين، بينما عملت السلطات على محاولة تقديم الدعم والمساعدات اللازمة للسكان المتضررين.
والخلاصة التي يمكن بها الختم هي أن توقعات الأرصاد الجوية لم تكن فعالة بما يكفي حيث كان بالإمكان إخلاء الساكنة من المناطق المرشحة لتغمرها مياه الأمطار، ولو حدث ذلك، لاقتصرت الخسائر على الجانب المادي ولتم إنقاذ الأرواح.
وتقتضي الأمانة الأدبية أن أدرج رأي صديق لي في هذا الشأن: بالعكس كان هناك تحذير. لكن هنالك تقصير من لدن لجنة اليقظة الوطنية المركزية واللجان الاقليمية.
الرحمة والمغفرة لمن ماتوا وذهبوا ضحايا لهذه التساقطات غير العادية والتي غالباً ما تكون مصحوبة بكوارث ومآس ما كان لها أن تحدث لولا تغير المناخ..