الشباب المغاربة يشعرون اليوم بضغوط لتحقيق النجاح أكثر من آبائهم بحسب استطلاع اليونيسف


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 01:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

كيف ينظر المراهقون والشباب إلى حاضرهم ومستقبلهم مقارنة بالبالغين؟ هذا هو السؤال الذي حاولت اليونيسف الإجابة عليه من خلال استطلاعها الذي نشرته بمناسبة اليوم العالمي للطفل. ترسم هذه الدراسة صورة دقيقة للانقسامات بين الأجيال، ولكن مع ذلك تبرز صورة واحدة بوضوح: الأطفال والشباب يجسدون روح القرن الحادي والعشرين بسهولة أكبر بكثير من آبائهم
عندما نسأل الأطفال والمراهقين كيف يرون حاضرهم ومستقبلهم، فلن يكون لديهم بالضرورة نفس الإجابات مثل البالغين. وهذا ما تؤكده دراسة استقصائية أجرتها اليونيسف في خضم جائحة كوفيد-19، بالشراكة مع معهد غالوب.
ويظهر هذا الاستطلاع أن الشباب بشكل عام هم أكثر عرضة للحكم على طفولة اليوم بشكل أفضل من طفولة الأمس. ويعتقد نصفهم أن الأطفال اليوم يتمتعون بصحة أفضل وتعليم أفضل ويتمتعون بحماية جسدية أكبر من جيل آبائهم.
وقالت اليونيسف في بيان لها، إنهم أيضا أكثر عرضة بكثير من كبار السن للنظر إلى أنفسهم كمواطنين عالميين، مضيفة أن أطفال اليوم من المرجح أن يفضلوا التعاون الدولي كوسيلة لحل التحديات مثل جائحة كوفيد-19.
تم إجراء هذا الاستطلاع كجزء من مشروع الطفل في التطور، وتم نشره بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الطفل (20 نوفمبر)، وهو الأول من نوعه الذي يقوم بمسح أجيال مختلفة لفك رموز وجهات نظرهم حول العالم والطفولة اليوم والإحالة المرجعية إليها.
على المستوى الوطني، يكشف الاستطلاع أن 53% فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما في المغرب يعتقدون أن جودة التعليم قد تحسنت خلال الجيل الماضي، مقارنة بـ 73% على مستوى العالم. وفي المقابل، تظهر دراسة اليونيسف أن المملكة لديها أدنى نسبة من الأشخاص الذين أفادوا بأن التكنولوجيا مفيدة للتعليم. (42% في المغرب مقابل 72% بشكل عام).
كما يقدم الشباب المغاربة استثناءً في ما يتعلق بتصور المستقبل. ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة، يعتقد 45% فقط من المشاركين أن العالم سيكون أفضل للأجيال القادمة، مقارنة بـ 50% على مستوى العالم يكشف التحقيق.
ومن المفارقة أن 61% ممن تبلغ أعمارهم 40 عاما أو أكثر ممن شملهم الاستطلاع في المغرب يعتقدون أن الأطفال سيكونون أفضل حالًا اقتصاديا من آبائهم. فضلا عن ذلك، يدرك 52% من الشباب الذين شملهم الاستطلاع على المستوى الوطني ارتفاع معدل الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مقارنة بـ 40% من البالغين “ويتفق كلا الجيلين على أن أطفال اليوم يشعرون بمزيد من الضغط لتحقيق النجاح”، كما تؤكد اليونيسف.
وفي ما يتعلق بموضوع زواج الأطفال، يرى 58% من الشباب المغاربة أن الحد الأدنى المقبول لسن الزواج يجب أن يكون أعلى من السن القانوني الحالي (18 عاما)، مقارنة بـ 52% لمن تزيد أعمارهم عن 40 عاما.
وفي ما يتعلق بموضوع أخبار تغير المناخ، يظهر الاستطلاع أن المغرب هو أحد الدول التي يدرك فيها غالبية الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 24 عاما تداعيات تغير المناخ. وفي الواقع، يعتقد 76% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما في المغرب أنه يتعين على الحكومة اتخاذ إجراءات جذرية بشأن هذا الموضوع.
وأخيرا، في ما يتعلق بتقييم مختلف الجهات الفاعلة، يكشف الاستطلاع أن المراهقين والشباب في المغرب يعتمدون بشكل عام بشكل أكبر على المؤسسات الدينية (64%) والعلماء (54%). كما يعتقد 58% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما الذين شملهم الاستطلاع في المغرب أنه من المهم جدا أن يستمع السياسيون إلى صوت الأطفال عند اتخاذ القرارات.
للإشارة، يشكل الشباب ركيزة أساسية في البنية الديموغرافية للمغرب، إذ يبلغ عددهم نحو 8 ملايين و200 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، أي ما يعادل ربع سكان البلاد.