إسدال الستار على الدورة الثلاثين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 02:30
المحور: الادب والفن     

اختُتمت الدورة الثلاثون من مهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط يوم السبت، الأول من نوفمبر، في قاعة السينما الإسبانية. وقد كرّمت لجنة التحكيم، برئاسة المخرج الإيطالي ليوناردو دي كوستانزو، أعمالًا بارزة من إيطاليا وإسبانيا والمغرب وفرنسا.
أسدل الستار على الدورة الثلاثين لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.
نبض قلب مدينة تطوان على إيقاع السينما المتوسطية لمدة أسبوع، من 25 أكتوبر إلى 1 نوفمبر 2025. قدمت الدورة الثلاثون لمهرجان تطوان السينمائي مجموعة مختارة فرضت ذاتها، حيث تقاطعت وجهات النظر والجماليات والسرد من كلا ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
في حفل الاختتام، الذي ترأسه ليوناردو دي كوستانزو، ومع لجنة تحكيم دولية مكونة من أسماء المدير (المغرب)، وسيرج باربوتشيا (فرنسا)، وإيزابيل ماشادو (البرتغال)، وأمير رمسيس (مصر)، احتفلت الجوائز بكل من القوة السردية والثراء الفني للأعمال المقدمة.
تم منح الجائزة الكبرى لمدينة تطوان – تمودا إلى فيلم “الوقت اللازم” للمخرجة الإيطالية فرانشيسكا كومينتشيني (إيطاليا-فرنسا، 2024)، والتي تم تقديمها رمزياً للممثلة المغربية أنيسة لعنيا.
وقد بعثت مخرجة الفيلم برسالة مصورة تعلن فيها عن سعادتها باختيار لجنة تحكيم المهرجان لفيلمها للحصول على الجائزة، خاصة وأنها أنجزت الفيلم تكريما لروح والدها.
ذهبت جائزة محمد رجب الخاصة للجنة التحكيم إلى شريط “موسيقى تصويرية لانقلاب” للمخرج البلجيكي يوهان جريمونبريز، بينما مُنحت جائزة “عز الدين مدور للعمل الأول” إلى فيلم “غيتار راي كورتيس الفلامينكو” للمخرج أنطون ألفاريس (إسبانيا).
وفي فئات التمثيل، ذهبت جائزة أفضل ممثل إلى سعد معاق عن دوره في فيلم “سوناتا ليلية” للمخرج عبد السلام كلاي (المغرب)، وجائزة أفضل ممثلة إلى جيجوانا بينيديتي عن أدائها في شريط “المملكة” للمخرج جوليان كولونا (فرنسا). ومنحت جائزة “مصطفى المسناوي للنقد السينمائي”
إلى فيلم “فيرميليى أو عروسة الجبال” للمخرجة مورا ديلبيرو (إيطاليا-فرنسا-بلجيكا)، بينما مُنحت تنويهًا خاصًا إلى الفيلم المغربي “المرجا الزرقاء” للمخرج داود أولاد السيد.
كذلك تم تكريم شخصية فنية شابة، هي الممثلة أنيسة العناية، الفائزة في السنة الفارطة بجائزة أحسن ممثلة على فيلم “مذكرات” لمحمد الشريف الطريبق، والذي تم اختيار لقطة من هذا الشريط، تبدو فيها الفنانة واقفة بمحاذاة أحد الأدراج، تتطلع إلى السماء، محفوفة باللون الأورق والأبيض، كملصق للمهرجان.
كما كرّم المهرجان الممثلة الإسبانية عايدة فولتش، احتفاءً بمسيرتها الفنية الحافلة بالتزامها تجاه السينما المتوسطية.
وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، ذكرت الممثلة أنها شاركت في فيلم “فرح” أول مرة سنة 2015، شاكرة المخرج عل ثقته فيها والمهرجان على اختيار ملصق المهرجان من فيلم “مذكرات” متوجهة إلى المخرج قائلة: “كنت نبراسا في ظلمات أحلامي”.
إلى جانب العروض، استضاف المهرجان الدورة الثالثة لـ”ورشات تطوان”، وهو برنامج حاضن لمشاريع الأفلام قيد التطوير. وقد حظيت عشرة مشاريع، اختيرت من بين 138 طلبا، بدعم من خلال التكوين والعرض أمام لجنة تحكيم دولية برئاسة ليالي بدر، ومحمد نور الدين أفاية، وكريستوف ثوك، وإغناسيو فويلتا. أما المشاريع الثلاثة الفائزة في هذه الدورة فهي: “Laissées-Pour-Compte” لكنزا التازي (الجائزة الأولى، روائية)، و”La Clôture” لعصام حيدر (الجائزة الثانية، روائية)، و”Les enfants du dragon” لأيوب بودايدي (الجائزة الثانية).
وكان فيلم الاختتام هو “إيليزا” للمخرج ليوناردو دي كوستانزو، الذي يعد أيضا كاتب سيناريو ومخرج أفلام وثائقية، دخل عالم السينما من خلال محترفات فاران بباريس، حيث تلقى تكوينا في الإخراج الوثائقي، قضى ما يقارب العشرين سنة متنقلا بين نابولي وباريس. من بين أهم أعماله “امتحانات الدولة” (1998) و”في المدرسة” (2003) و”إيقاع الخداع” (2011) و”أوديسا” (2006)، قدم أولى تجاربه في السينما الروائية من خلال فيلم “الفاصل”، وفي سنة 2014 شارك في مشروع جماعي “جسور سراييفو”، أعقبه فيلمه الطويل الثاني “الدخيلة” وفيلمه الثالث “هواء محتجز” (2021) وفيلمه الأخير “إيليزا” الذي عرض ضمن الدورة 82 من مهرجان البندقية السينمائي.