المندوبية السامية للتخطيط: 2.1 مليون مغربي يعيشون في دواوير متفرقة

مكنت أشغال المسح الخرائطي المنجزة في إطار الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2024 المندوبية السامية للتخطيط من تشكيل قاعدة بيانات إحصائية وجيوفضائية فريدة تغطي 33،189 مجمعا (دوارا) على المستوى الوطني، وهو ما يمثل أكثر من 13.55 مليون نسمة. تم اعتبار 5616 مجمعاً دواوير مشتتة، أي أن أكثر من ثلث منازلها تفصل بينها مسافة تزيد عن 100 متر. وتمثل هذه التجمعات المحلية، التي غالباً ما تواجه صعوبات في الولوج إلى التجهيزات والخدمات الأساسية، 15.5% من إجمالي المجمعات القروية في المملكة، وتأوي حوالي 2.1 مليون مواطن.
وفقا للمندوبية السامية للتخطيط، بلغ متوسط عدد الدواوير لكل جماعة 25.9، مع وجود تباينات جهوية قوية: تقدم جهة سوس-ماسة أعلى متوسط (35.5 دوار لكل جماعة)، بينما جهتا العيون-الساقية الحمراء و الداخلة-واد الذهب لديهما فقط 1.9 و3.0 على التوالي. من الناحية البنيوية، تم تجميع 57.5% من الدواوير (19،096)، بينما ظلت 25.5% من الداوير متفرقة (8،477 دوار) و16.9% مشتتة (5،616 دوار).
يتوزع سكان العالم القروي، الذين يمثلون 37.2% من الإجمالي الوطني، حسب نوع الدوار وفق الشكل التالي: يعيش 46.6% في دواوير مجمعة، حيث يتواجد السكان بجانب بعضهم البعض (6.3 مليون نسمة)، و37.9% في دواوير متفرقة (أي 5.1 مليون)، و15.5% في دواوير مشتتة (2.1 مليون).
وفي الوقت نفسه، تشكل الأسر القروية 33.4% من إجمالي الأسر الوطنية، وهي فجوة تعكس انخفاض الكثافة في المناطق القروية. وتبقى الجهات التي يغلب عليها الطابع القروي هي درعا-تافيلالت (63.3% من السكان القرويين)، مراكش-آسفي (54.1%) وبني ملال-خنيفرة (49.2%)، في حين تتميز الجهات الجنوبية، على وجه الخصوص العيون-الساقية الحمراء (2.7%) و الداخلة-واد الذهب (9.2%)، بتوسعها الحضري القوي.
ما يزال العالم القروي المغربي يتميز بتشتت قوي في المساكن: ما يقرب من ثلث المجمعات (31.8%) يؤوي أقل من 30 أسرة، ما يعادل 4.8% فقط من السكان. من ناحية أخرى، تمثل المجمعات متوسطة الحجم (بين 30 و500 أسرة) 66.4% من الإجمالي الوطني، وتركز ما يقرب من 80% من الأسر والسكان. على الرغم من أن المجمعات الكبيرة أقلية (1.7%)، إلا أنها تجمع أكثر من 16% من السكان، مما يوضح دورها البنيوي في التنظيم الجهوي وتركيز الأنشطة القروية.
من الناحية الديموغرافية، تلاحظ المندوبية السامية للتخطيط تطورا ملحوظا في البنية العمرية. وارتفعت نسبة الشباب تحت سن 15 عاما من 31.4% في عام 2014 إلى 29.6% في عام 2024، في حين انخفض عدد السكان في سن العمل (15-59 عاما) بشكل طفيف إلى 57.2%. وعلى العكس من ذلك، ارتفعت نسبة كبار السن (60 سنة فما فوق) بشكل ملحوظ، من 9.5% إلى 13.2%، مما يعكس الشيخوخة التدريجية لسكان العالم القروي. وتؤثر هذه الظاهرة على غالبية سكان الدواوير: 59.1% منها لديها ما لا يقل عن 13.8% من كبار السن، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف سكان البادية المغربية.
ومع ذلك، فإن نسبة الذكورة، التي تبلغ 103.3 رجل لكل 100 امرأة، تخفي فوارق كبيرة: 36.6% من الدواوير لديها نسبة أقل من 100، مما يكشف عن تمثيل زائد للنساء. وهذا الاتجاه، المرتبط بشكل خاص بهجرة الذكور نحو المدن أو إلى الخارج، يسلط الضوء على الديناميات الاجتماعية المتباينة داخل العالم القروي. وتؤثر هذه الاختلالات على بنية الأسر والمشاركة الاقتصادية والاحتياجات الاجتماعية للأقاليم المعنية.