كيف كان نيتشه ينظر إلى المرأة؟


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 00:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع     

بالنسبة إلى النساء، الرجل ليس إلا وسيلة؛ بينما غايتهن هي الطفل دائما. ولكن ما هي المرأة بالنسبة ألى الرجل؟ الرجل الجدير بهذا الاسم لا يحب إلا شيئين: الخطر واللعب. ولهذا السبب يرغب في المرأة، كأخطر الألعاب…، هذا ما ذهب إليه نيتشه في كتابه “هكذا “تكلم زرادشت”.
عندما كان نيتشه طفلا مراهقا، كانت لديه علاقات ملونة جدا مع النساء. لقد “احتضنته” والدته وشقيقته لأول مرة (في ما يشبه زنا المحارم من جهة الأخيرة)، ثم أقام روابط خاصة مع النساء القويات والرائعات في عصره (لو أندرياس سالومي، ريسا شيرنهوفر، ميتا فون ساليس، مالويدا فون ميسينبوغ)، لكنها روابط كانت عفيفة وفكرية.
كانت لو هي الحب العظيم والمستحيل في حياته (وملهمة ريلكه وفرويد) وظهرت ضمنيا في أشهر أعماله (المكتوبة بعد لقائهما مباشرة)، مختبئة خلف ملامح إلهة أبولونية بالفعل، شمسية وحكيمة. ألم تكن الحكمة أنثوية بالكامل في عينيه؟
ومع ذلك، ظلت قضية المرأة لدى نيتشه غامضة، وإذا كان لديه شعور بالحب كفنان، بالحب المرح، المؤذي والمشوب بالعشق، فقد كان حذراً من المرأة، ولو أنه مجدها بطريقة معينة باعتبارها تمثالا شرسا وبعيد المنال.
على أية حال، فقد أدرك طابعها المتغير والمزدوج والزائف: رؤية معاصرة لذوق الرجل وليس تمثلاً كارها للنساء، معاينة بيولوجية بسيطة، همس بها كوكب الزهرة!
هناك نص آخر مقتطف من “هكذا تكلم زرادشت” يحمل “حقيقة صغيرة” أخرى، شعارا لفكره المضحك: “كلما ذهبت إلى النساء، لا تنس السوط!” يا لها من حداثة!
هناك مجموعة من أقوال نيتشه عن المرأة تتخلل جميع أعماله، إليك نماذج منها:
– “المرأة المثالية هي نوع من الإنسانية متفوقة على الرجل المثالي – وهو شيء أكثر ندرة أيضا” (إنساني مفرط في إنسانيته).
– “في الانتقام كما في الحب، تبدو المرأة أكثر توحشا من الرجل” (في ما وراء الخير والشر).
– “مهما قال منتقدوها، فإن المرأة الجميلة ما يزال لديها شيء مشترك مع الحقيقة: كلاهما يمنح السعادة عندما نرغب فيهما أكثر مما نمتلكهما” (شذرات ما بعد الموت).
– “فواكه حلوة جدا، المحارب لا يحبها. ولهذا يحب المرأة – مريرة هي المرأة الوديعة (هكذا تكلم زرادشت).
– “منذ فترة طويلة يختبئ العبد والطاغية في المرأة. لهذا السبب فهي ليست قادرة بعد على الصداقة: إنها تعرف الحب فقط” (هكذا تكلم زرادشت).
– “النساء أنفسهن، في أعماق غرورهن الشخصي الهائل، يحتفظن دائما بالازدراء غير الشخصي تجاه المرأة (ما وراء الخير والشر).
– “الأنثى الكاملة تتعاطى الأدب كما تتعاطى خطيئة صغيرة، كشيء تجربه للحظة عابرة، متلفّتة من حولها إن كان هناك من يلاحظ ذلك، حريصة على أن يكون هناك من يلاحظ ذلك.” (أفول الأصنام).
– “أفضل من الرجل، المرأة تفهم الأطفال. لكن الرجل طفل أكثر من المرأة. في كل رجل حقيقي هناك طفل يريد اللعب. هيا أيتها النساء، اكتشفي هذا الطفل المختبئ في الرجل!” (هكذا تكلم زرادشت).