ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام (2025) معترفة بأنها تعتمد على ترامب


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 11:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام     

تم إجهاض جائزة نوبل للسلام في عام 2025. فقد مُنحت جائزة نوبل للسلام يوم الجمعة 10 أكتوبر لزعيمة المعارضة اليمينية الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو عن عملها في تعزيز الديمقراطية في بلادها، رغم اهتمام دونالد ترامب (الذي لم يكن خفيا على الإطلاق) بالجائزة منذ عودته إلى المكتب البيضاوي.
وإذا لم يُعلّق الأخير بعد على فشله، صرّح البيت الأبيض بأنّ اللجنة “فضلت السياسة على السلام”. كما سأل أحد المراسلين رئيس اللجنة، يورغن واتني فريدنس، خلال جلسة الأسئلة والأجوبة القصيرة التي أعقبت الإعلان، كيف كانت الحملة النشطة للرئيس ملحوظة، وكيف أثّرت على قراراته.
منحت جائزة نوبل للسلام لماريا كورينا ماتشادو، مما أثار استياء دونالد ترامب. فعلى مدار تاريخ جائزة نوبل للسلام الطويل، شهدت اللجنة حملاتٍ وتوتراتٍ إعلاميةً متنوعة. “نتلقى آلاف الرسائل سنويا. (…) تتداول هذه اللجنة في قاعةٍ مليئةٍ بصور الفائزين، قاعةٍ تنبض بالشجاعة والنزاهة. نؤسس اختيارنا فقط على عمل وإرادة ألفريد نوبل”، يوضح واتني فريدنس.
ترامب ليس بطلاً للديمقراطية. هذا ما اتضح جيدا عندما لم يذكر النرويجي اسمه، لكن الملياردير يدرك ذلك جيدا أن الترديد المتواصل بأنه “يستحق” جائزة نوبل للسلام، وتسليط الضوء على التأييدات المتباهية أحيانا لرؤساء دول حليفة أخرى، مثل بنيامين نتنياهو، ليست عوامل مؤثرة في عملية صنع القرار.
حتى اختيار ماريا كورينا ماتشادو، الحائزة على جائزة نوبل، زعيمة المعارضة اليمينية الفنزويلية، يبدو بمثابة ازدراء للرئيس الأمريكي. فبينما تُناضل المرشحة السابقة للرئاسية لاستعادة الديمقراطية في بلادها، يُوجّه دونالد ترامب ضربةً موجعة للديمقراطية الأمريكية بتشويشه مبدإ الفصل بين السلط ومهاجمته “أعدائها”.
حتى أن أويفيند ستينرسن، المؤرخ الحائز على جائزة نوبل، والذي أجرت معه وكالة فرانس برس مقابلة، صرّح قبل أيام قليلة بأنه “من غير المعقول” أن يُكافأ دونالد ترامب لأنه “يُخالف، من نواحٍ عديدة، المُثل التي تُمثلها جائزة نوبل”. وأضاف قائلا: “جائزة نوبل للسلام تُمثل دفاعا عن التعاون متعدد الأطراف، على سبيل المثال من خلال الأمم المتحدة. (…) لكن ترامب يُمثل قطيعة مع هذا المبدإ لأنه يتبع مساره الخاص، من جانب واحد
والغريب في الأمر أن ماريا كارينا موتشادو تعتمد على ترامب. ما وجه الغرابة في ذلك؟ فرغم تباهيه بحلّ “ثمانية صراعات في تسعة أشهر”، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تم التوصل إليه في وقت سابق من هذا الأسبوع، يصعب تصديق أنه قد يحظى بفرصة أخرى للفوز بجائزة نوبل للسلام برسم 2026. حتى لو خاض حملة انتخابية أخرى.
ربما يجد دونالد ترامب بعض العزاء في الرسالة التي نشرتها ماريا كورينا ماتشادو على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذا الاعتراف الكبير بنضال جميع الفنزويليين هو حافز لإكمال مهمتنا: نيل الحرية. نحن على أعتاب النصر، واليوم أكثر من أي وقت مضى، نعتمد على الرئيس ترامب (…). ستتحرر فنزويلا!”
في سجل آخر، تُقدّم الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يُدلي بمعلومات تُفضي إلى اعتقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي يُصنّفه البيت الأبيض زعيما لعصابة مخدرات إرهابية. هذا الصيف، أرسلت واشنطن سفنا حربية أمريكية إلى منطقة البحر الكاريبي لمكافحة تهريب المخدرات. بينما وصف مادورو هذه الجهود بأنها “هجوم إرهابي عسكري”.