ماذا بعد انسحاب الصدر من الانتخابات؟


جلال الصباغ
الحوار المتمدن - العدد: 6960 - 2021 / 7 / 16 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

تعودت الجماهير على مواقف مقتدى الصدر المتذبذبة تجاه القضايا السياسية منذ الاحتلال ولغاية اليوم، فدائما ما يقاطع هو وتياره المشاركة في الانتخابات ليعود مرة أخرى للمشاركة وبقوة، كما أنه يتبرأ من الحكومات المتعاقبة، لكنه يشترط عليهم ان تكون حصص التيار الصدري من الوزارات والمقاعد البرلمانية والهيئات الاقتصادية بنسب معينة، وفي ذات الوقت ينتقد المليشيات، ليطلق بعدها يد مليشياته لتقمع وتقتل المنتفضين امام أنظار الجميع، وغيرها من المواقف والتصريحات المتناقضة، والتي تصب في المحصلة النهائية بإنعاش العملية السياسية الميتة سريريا.

إذن ليس غريبا موقف الصدر الأخير من الانتخابات، وهذا الموقف الذي قد يغيره بأية لحظة بحسب ما يحصل عليه من مكاسب وضمانات من شركاؤه الاخرين، فهو يحاول من خلاله وبهذا التوقيت الضغط على منافسيه الذين فقدوا اي شكل من اشكال الدعم الجماهيري، ليقول لهم ويقول للخارج ايضا، خصوصا رعاة العملية السياسية( جمهورية ايران الإسلامية- الولايات المتحدة الامريكية) ان هذه العملية قائمة على وجودي ووجودي يعني حصولي على رئاسة الوزراء او على الاقل ان اكون المتحكم الرئيسي في المشهد ودون إملاءات من بقية الشركاء، بالذات واني لا أزال امتلك قاعدة انتخابية يفتقدها الاخرون.

الجميع يعلم أن التيار الصدري لن يغيب طويلا عن المشهد، وبرغم الصراع المحتدم داخل أجنحة النظام على الزعامة، تبقى المصلحة المشتركة لهذه الأجنحة ومصلحة رعاتهم الاقليميين والدوليين فوق كل الاعتبارات، ووفق هذا المنطق سيعود مقتدى الصدر مرة أخرى سواء أجريت الانتخابات في موعدها ام تم تأجيلها لموعد آخر، وسيتم الاتفاق على تقاسم المناصب والحصص مثل كل مرة مع زيادة في حصة هذا ونقصان من حصة ذاك.

وسط الشد والجذب ودعوات زعماء المليشيات وقادة الكتل ورئيس الوزراء بضرورة عودة الصدر إلى الانتخابات، ما هي مصلحة الجماهير في كل هذه اللعبة المكررة والمملة؟ والتي لم تجلب للناس سوى الفقر والبطالة وانعدام الخدمات والحرائق والقتل والخطف، وما الذي ستجنيه من مشاركة الصدر او مقاطعته للعملية الانتخابية؟ الجواب البديهي قالته الغالبية العظمى من الشعب في انتخابات ٢٠١٨ وستقوله في اية انتخابات مقبلة وهو المقاطعة ورفض هذه العملية السياسية المقيتة التي لم تجلب سوى الخراب والويلات، لكن هذه المقاطعة لن تكون مجدية دون رؤية سياسية بديلة تتبنى امال الجماهير في العدالة والمساواة والعيش المرفه.