موضوع يساري


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 22:48
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها     

انتهت مهزلة الانتخابات التي رسمتها وخططت مسارها ونفذتها قوى الإسلام السياسي، فازت بها قوائم معروفة مسبقا بأنها ستكون الفائزة، انتخابات لم تأت بجديد ولم تخرق العادة والمألوف، المؤلم ان هناك قوى لم يكن عليها المشاركة في هذه اللعبة، المفصلة على قد الإسلاميين والقوميين، ونعني بهذه القوى "المدنية"، وخصوصا منها "الحزب الشيوعي العراقي".

خسر الحزب الشيوعي في هذه الانتخابات، فشكل صدمة عند مؤيديه واعضاؤه، رغم انها لم تكن الخسارة الأولى، الا انها كانت مؤلمة جدا لهم، تقرأ ذلك في بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع اليسارية الأخرى مثل موقع "الحوار المتمدن".

من الأسماء التي كتبت بغصة والم على موقع الفيس بوك السيد "علي سالم" الذي يقيم في العاصمة البريطانية لندن، وقد كتب بعد انتهاء الانتخابات ما يلي: "اخترت العزلة والاعتكاف طوال أربعة أشهر لأني كنت غير مؤمن بخطوات الحزب وتحالفاته مع القوى الصغيرة وحتى ارفع الحرج عني قررت الانزواء بعيدا". انتهى الاقتباس.

كلمات مؤلمة جدا، لشخص عاش بجزء كبير من تاريخ الحزب.

أبو حازم التورنجي، هو اسم آخر كتب منشورين، عنونه ب "حزبنا الشيوعي العراقي و (انتخابات 2023!) قراءة متأنية، إزاء القرارات الخاطئة لقيادة الحزب"، ومثل هكذا عنوان فهو حتما يقود قارئه الى عملية نقد قاسية جدا، فهو يبدا منشوره بهذه العبارة "مثلما هو متوقع خرج حزبنا الشيوعي العراقي من انتخابات 2023 خالي الوفاض الى حد الشعور بالمرارة والمرارة" انتهى الاقتباس.

اما منشوره الثاني فكان أكثر مرارة من الأول لكنه موجز جدا، انب فيه الحزب وكأنه يقول له "تستاهل او تستحق"، فهو يقول "على نفسها جنت براقش"، ويضيف "وكلنا مرارة وحزن لما آل اليه المآل".

السيد تحسين المندري هو الاخر ادلى برأيه، لكنه كان أكثر "مباشرة" في طرحه، فقد عنون مقاله ب "رسالة الى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي"، كتب فيه ما نصه: "وآخر ما حدث هي الانتكاسة المخجلة في انتخابات مجالس المحافظات، فرغم ان مشاركتكم لم تكن مرحبا بها من قبل اغلب جماهيركم وانا منهم"، ثم يبدا بتحليل لوضع الحزب، والأسباب التي أدت لخسارته.

السادة أعلاه يتفقون على ان خطوة الحزب بالمشاركة خاطئة، ويحملون قيادة الحزب هذا الفشل والانكسار، ويتفقون على ان عزلة الحزب ستكبر؛ هؤلاء السادة أعضاء الحزب الشيوعي العراقي، وكثير غيرهم، هم مثال واضح لدرجة الاستياء والتذمر التي تسود أوساط هذا الحزب، لكنها لا تجيب بشكل تام وواضح على الكثير من الأسئلة التي يطرحها العديد من أعضاؤه ومؤيديه الاخرين؛ بالحقيقة لا يعرف المرء ما سيؤول اليه مستقبل هذا الحزب، فهل الإجابة تكمن لدى قيادة الحزب ام جماهيره هي التي ستحسم الموقف؟

طارق فتحي