اخبار متفرقة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

يقال ان الاندهاش هو أحد الأسباب التي حملت الانسان على التفلسف، فالعالم والحياة والمجتمع اثارت في نفسه الفضول لمعرفتها واكتشاف قوانينها، فوقف متعجبا ومندهشا مما يراه، وبدا بطرح تساؤلاته، وهذا ما يردده الكثير من الفلاسفة؛ لكن القضية في هذا البلد تختلف، فعندما يمر عليك خبر من اخبار قوى الإسلام السياسي والقومي، صحيح أنك تصاب بالدهشة، الا ان هذه الدهشة لا تقودك الى التفلسف والحكمة، بل اما انها تلزمك الصمت او تقودك لنوبة قلبية؛ ولنقرأ:

(مكتبه: رئيس الجمهورية اشترى منزله المؤجَّر للسفارة الكويتية بـ 5 مليارات و 564 مليون دينار).

هذا ما قاله مكتب رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، وقد وضح المكتب ما تناقلته بعض وسائل الاعلام راويا لنا القصة:

"وزارة المالية عرضت للبيع بالمزاد عقارا في منطقة راقية من بغداد، رئيس الجمهورية يدخل المزاد ويربحه، ثم يقوم الرئيس بترميم وتصليح العقار، ثم ليقوم بتأجيره للسفارة الكويتية".

طبعا لا يمكن ان نسأل عن أسباب بيع هذه العقارات، فهل وزارة المالية بحاجة لهذه المبالغ؟ ولا نسأل عن السيد رئيس الجمهورية من اين له هذه الأموال؟ واكيد لا نسأل هل هو بحاجة لأموال ايجارات؟ فهذا ليس رئيس جمهورية انه "دلال عقارات".

ولنقرأ:

(عاجل: في عملية نوعية.. القبض على منتحل صفة محافظ المثنى).

جهاز الامن الوطني يلقي القبض على شخص ينتحل صفة محافظ المثنى.

ممكن جدا ان ينتحل نصاب ما صفة موظف في المحافظة، او ضابط برتبة معينة، سكرتير مدير، اما ان ينتحل صفة المحافظ ذاته، فهذه تحتاج الى حكمة متعالية، لا يعلمها الا قوى الإسلام السياسي.

الخبر الجيد في هذا الخبر ان هذا المنتحل "قدس سره الشريف" جمع أموال تقدر ب 163 مليون دينار، وهو رقم بسيط بالمقارنة مع عمليات النصب الكبرى.

هذه العينة من الاخبار وغيرها الكثير، التي لا تجعلك حكيما، بل تجعلك تبدو غبيا امام لصوصية قوى الإسلام السياسي والقومي.

طارق فتحي