عيد الحروب


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7888 - 2024 / 2 / 15 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"قفن أيتها الأمهات الثكالى، يا من لا يزال الألم العنيد يفرض عليكن الحزن، يامن حولكن الأسى الثقيل الى حجارة، استسلمن جميعا أمام آلامي". سينيكا... هرقل فوق جبل اويتا.

لا زالت الحرب في السودان تطحن الالاف، الحدود امتلأت بالمهجرين والنازحين، اغتصاب النساء هو الحلقة الأبرز في هذه الحرب، المجاعة هي أيضا علامة فارقة في حرب السودان، لا أحد يتحدث عن هدنة او اتفاقية سلام، مشاهدة الناس التي تسكن الصحاري صار مألوفا، فالأمم المتحدة تطلب بضع ملايين من الدولارات لتوفير الغذاء، فقط لا تطلب شيئا آخر.

ملايين المهجرين يسكنون دول الجوار، سوريا وحرب مستمرة، لا حلول ملموسة او في الأفق لهذه الازمة المشتعلة من أكثر من عقد؛ هؤلاء المهجرين يسكنون خياما و"كرفانات" سيئة، يقتلهم البرد، المساعدات الإنسانية بدأت تقل، فخلفها سياسات لدول مشاركة في هذه الازمة، نشطت تجارة النساء هناك، فالنساء هن الأكثر بؤسا في حلقة الحروب.

أوكرانيا الجميلة تحولت الى مقبرة موحشة، هاجر الملايين منها هربا من الموت، والباقون ينتظرون مصيرا لا أحد يعرف كيف يكون، أوكرانيا ساحة حرب هجينة، حرب بالوكالة، ومثل هذه الحروب لا يهتم أحد بناسها وما يجري لهم.

اما مهرجان الموت المستمر، اما الحرب القاسية والوحشية والبربرية والهمجية، فهي حرب الغرب وامريكا وإسرائيل على غزة، لا نستطيع ذكر ارقام الضحايا والجرحى والمفقودين، فكل ساعة تتغير هذه الأرقام، انها بورصة الموت، مليون ونصف المليون مهددين بالموت، يقتلهم القصف والجوع والبرد، والحديث الذي يدور "يجب على إسرائيل التقليل من الخسائر في صفوف المدنيين" بدلا من 300 قتيل يوميا اجعلوها 100؛ وهل صحيح انهم يقتلهم الجوع؟ ادخلوا لهم شاحنتان يوميا؛ دعوهم يتمنوا الموت:

"فاذا كان الموت في بعض الأحيان عقابا فهو في غالب الأحوال يكون ثوابا، وقد كان لكثير من الناس ضربا من العتق والخلاص".
طارق فتحي