لم الضجة؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7877 - 2024 / 2 / 4 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

حول مشاركة الأردن في القصف الاخير

في العام 1991، وفيما سميت وقتها بمعركة "عاصفة الصحراء"، لتحرير الكويت، شاركت 30 دولة من مختلف دول العالم بهذه المعركة، وقد اختلفت المشاركة حسب قدرة كل دولة، فمنهم من أرسل الطائرات ومنهم من أرسل قوات برية واخرين اكتفوا بالدعم اللوجستي، وفيها تم تدمير البنية التحتية للعراق بشكل كامل، واندحر الجيش بشكل مخزي. كانت نتيجة طبيعية لمغامرات صدام.

احدى عشرة دولة من "الدول العربية" شاركت بشكل فعلي في المعركة، وقد ارسلت جيوشا بأعداد كبيرة، ومعها العشرات من الطائرات المقاتلة، غير فتح الخزائن لقوات التحالف، والدول هي: "مصر، سوريا، السعودية، الأردن، قطر، الامارات، البحرين، السودان، المغرب، عمان، الكويت". كان بوش قد أعلن بزوغ الفجر الدموي للرأسمالية بشكلها القبيح ذو القطب الواحد.

يتصاعد الصراع بين قوى الإسلام السياسي من جهة وبين الولايات المتحدة الامريكية من جهة أخرى، وقد اخذ هذا الصراع مديات أوسع وصار أكثر دموية، فبعد مقتل ثلاث جنود أمريكيين في قاعدة لهم على الحدود الأردنية-السورية، ها هي أمريكا تبدأ مثلما وعدت برد انتقامي تدريجي، وقد قصفت العديد من المواقع، وقتلت العشرات؛ كالعادة فقد ترك الاعلام كل شيء، وامسك بقضية "مشاركة الأردن"، وقد فعلها بنجاح، وجعلها أس القضية ومركزها.

لنفترض ان الأردن شاركت بالقصف، ما الذي سيتغير بالمعادلة؟ اليوم تعلن البحرين رسميا مشاركتها بقصف اليمن، وقد تشارك غدا مصر او الامارات او السعودية، لا يمكن استبعاد شيء؛ المشكلة ان الحس "القومي" لا يريد مغادرة ذهنية الناس، فهم الى الان يعيشوا بوهم الشعارات القومية "امة عربية واحدة"، وكان الاجدى ان يدركوا ان المصالح فوق كل شيء، الاردن يشارك بالقصف لأنه في تحالف استراتيجي مع امريكا وبريطانيا، وأي دولة تهدد مصالح هذه الدول يعني تهديد لمصالحها هي، بل وجودها ذاته، كذلك البحرين او اية دولة أخرى.

ان اللعب على وتر الأوهام القومية والدينية لا زال يحظى بمقبولية وتأييد كبير من فئات واسعة داخل المجتمع، وهو ما يعني فرض تراجع حاد على كل الحركات الاجتماعية التقدمية التي تسعى للتغيير.

طارق فتحي