القضاء الأعور - الحكم بسجن احمد مهلهل


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 19:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية     

لا يفاجئنا القضاء في العراق بأشياء جديدة، فقد وصل لقمة التفاهة والانحطاط، تفاهته لم تأت من فراغ، فهو انعكاس واضح وصريح لشكل النظام الإسلامي والقومي، الذي باتت كل المؤسسات في عصره ضحلة وسخيفة، فأين ما يضع قدمه او يحشر انفه فأن تلك المؤسسة او الوزارة تتحول الى مسخرة، وتفوح منها العفونة والنتانة.

احمد حسين مهلهل، متظاهر شاب من سكنة مدينة البصرة، خرج بتظاهرات 2018 للمطالبة بحياة لائقة له ولعائلته، القي القبض عليه، وليقدم للمحاكمة بسرعة مذهلة، ويصدر عليه احد قضاة الإسلام السياسي حكما بالسجن المشدد لثلاث سنوات، بتهمة المشاركة في "حرق" مبنى المحافظة.

والد احمد حسين مهلهل معوق حرب، عاجز عن العمل، والام فاقدة لبصرها، واحمد هو والد لثلاث أطفال، يعيشون حياة فقيرة جدا، لكن كل هذه الحياة البائسة التي يعيشها احمد لم تغفر له امام القاضي الإسلامي، الذي أراد ان ينتقم ممن أراد ان يكشف فساد ونهب قوى الظلام والتخلف، وهذا القاضي هو جزء اصيل من هذه المنظومة الفاسدة.

هل يتصور أحد مدى الحقد على المنتفضين، قبض على احمد يوم الثلاثاء الموافق 20-2-2024، ليقدم للمحاكمة ويحكم عليه يوم السبت 24-2-2024، انها عملية مبيتة ومعدة ومرسومة وصادره اوامرها، أربعة ايام فقط لمحاكمة انسان بتهمة "سياسية"!

قتلت قوى الإسلام السياسي واغتالت الفا من الشبيبة، واخفت المئات منهم، لم نرى محاكمة لأحد؛ نهبت وسرقت قوى الإسلام السياسي المليارات من ثروات البلد ولا زالت تنهب، لم نرى محاكمة لأحد؛ قصفت قوى الإسلام السياسي كل المناطق، واستباحت كل الأماكن، لم نرى محاكمة لأحد؛ العشائر تتصارع فيما بينها، ووصلت هذه الأيام لذروة الصراع، لم نرى محاكمة لأحد.

قضاء مسلط فقط على رؤوس الشبيبة المنتفضة، ان هذا القضاء هو جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الفاسدة والناهبة، وهو شريك أساسي في عمليات النهب والفساد، وأيضا في عمليات القمع والخطف والاغتيال، التي يتعرض لها المنتفضون، انه السلاح الاخر للميليشيات الإسلامية، بل انه الذراع الاقسى بيد هذه القوى ضد الناس، وهذا القضاء وشخوصه سيسمره التاريخ يوما ما على منصة العار.

الحرية ل احمد مهلهل

طارق فتحي