بضع كلمات بمناسبة (يوم القضاء العراقي)


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7866 - 2024 / 1 / 24 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

في فندق الرشيد، اجتمع القوم، مهنئين ومباركين رئيس مجلس القضاء الاعلى بمناسبة "يوم القضاء العراقي"، جميعهم وبدون استثناء، حيوا القضاء وباركوا وساندوا كل قرارته، وأكدوا كثيرا على "استقلاليته" و "مكانته" المهمة والحساسة في العملية السياسية، وعدوه الجزء الرئيس في العملية الديموقراطية الحالية.

لم يبق من مثلث القضاء "مدحت المحمود، فائق زيدان، عبد الستار البيرقدار"، لم يبق منهم سوى "فائق زيدان"، وقد تم تثبيته بشكل دائمي من قبل النظام الإسلامي والقومي، فقد وجدوا فيه توافقا تاما، فهو قد أرضى الجميع بقرارته.

منذ عشرين عاما والبلد غارق في وحل الفساد والنهب لكل ثرواته، منذ عشرين عاما والاغتيالات والخطف والتغييب قائم على قدم وساق، منذ عشرين عاما والخراب والدمار هما السمة الرئيسية لهذا البلد، لم نسمع يوما ان القضاء استقدم أحد الناهبين او اللصوص، لم نشاهد محكمة ما تصدر حكما على قاتل للمنتفضين او جرمت احدى الميليشيات، لم نسمع ان القضاء طالب بالكشف عن المغيبين، لم نشاهد رئيس محكمة ما وهو يأمر بإلقاء القبض على سراق المال العام. لكن في مقابل ذلك رأينا أعضاء مجلس القضاء يجتمعون ليفرضوا "تسعيرة المولدات"، رأيناهم مجتمعين على "بطاقة السكن"؛ فالف مبروك يوم القضاء.

حقا وصدقا يجب على الاسلاميين والقوميين الاحتفال ب "يوم القضاء العراقي"، ف "قدسية" او "جوهر" او "مركزية" هذا القضاء ما هي الا "قدسية وجوهر ومركزية" السلطة القائمة، فالقضاء ذاته يبقى منحصرا بين أطراف الطبقة المسيطرة، فهو الضامن لبقائهم واستمرارهم، وهو المنظم والمنسق للعلاقة فيما بينهم؛ فألف مبروك يوم القضاء.

القضاء مؤسسة حالها حال بقية المؤسسات "المستقلة" والتي خدمت بشكل جاد وجدي السلطة، ولم يتخلى عنها ابدا، انه الذراع الحديدية بيد السلطة، تقتل به من تشاء وتذل به من تشاء وتعفو به عمن تشاء، فألف مبروك "للقضاء العراقي" في يومه.
طارق فتحي