رومانسكي بذكرى حلبچة: (يجب منع استخدام الأسلحة الكيميائية بجميع أنحاء العالم)


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 11:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بدون خجل او حياء او أي اعتبارات أخلاقية، دون احترام لمشاعر الناس واحاسيسهم، بدون لياقة او كياسة في التحدث او الخطاب، دون احترام لذاكرة الناس وتاريخهم وعقولهم؛ تأتي السفيرة الامريكية لتغرد في ذكرى مجزرة حلبچة بالقول "يجب علينا حماية حقوق الانسان ومنع استخدام الأسلحة الكيمائية في كل العالم"؛ هكذا بكل قباحة ووقاحة تريد من العالم ان يصدق السخافة الامريكية "حقوق الانسان".

لا تريدنا السفيرة ان نتذكر الحصار الاقتصادي الامريكي سنوات التسعينات، وقتل نصف مليون طفل من جراء سوء التغذية؛ لا تريدنا ان نتذكر من جاء بصدام ودعمه وثبته وسلحه؛ لا تريدنا ان نتذكر من دمر هذا البلد على مدى عشرين عاما بتثبيتهم حكم العمامة؛ لا تريدنا ان نتذكر استخدامهم اليورانيوم المنضب في حرب الخليج "عاصفة الصحراء"، والذي نشر السرطان في البصرة؛ رغم هذا تريد ان تقنع العالم انها حزينة على ما جرى في حلبچة؛ يا لتفاهتها.

لم لا تلتفت السيدة السفيرة الى ما يجري في غزة، إبادة مكتملة الأركان، برعاية وتخطيط واسلحة أمريكية خالصة، قنابل اوزانها ما بين الطن والطنين وأكثر تلقى على بيوت الناس؛ لم لا تلتفت الى 15 ألف طفل لقوا مصرعهم في هذه الحرب، لم لا تنتبه لتصريحات الخرف بايدن والصهيوني بلينكن وهم يطلبون وضع خطط صارمة لاقتحام رفح، التي فيها 1،5 مليون انسان يقتلهم الجوع والبرد والخوف.

وماذا عن انتشار المعاهد والمختبرات الكيمائية في العالم، والتي لا يعرف عنها سوى ما يتم تسريبه هنا وهناك، واغلب هذه المعاهد والمختبرات أمريكية.

هذه هي معادلة "حقوق الانسان الامريكية" جاهزة ومعده بشكل تام، سلاح يستخدموه حسب مصالحهم، انهم يرون ان الاعدامات التي تجري في البلد "س" هي ضد "حقوق الانسان"، بنفس الوقت ترى تلك الاعدامات في البلد "ص" شأن داخلي! ترى ان اعتقال الالاف وزجهم في السجون في البلد "س" حماية للقوانين، لكنها ترى ان هذه الاعتقالات في البلد "ص" منافية لحقوق الانسان.... وهكذا تستمر اللعبة الديموقراطية.

كان يجب على السفيرة الامريكية، على الأقل ان تحترم مشاعر الناس، وان لا تذكر شيئا عن تلك المجزرة الأليمة، فقد يأتي يوم ترفع فيه السرية عن وثائق المخابرات الامريكية ويتضح انهم كان لهم يد فيما جرى، او يظهر لنا مثل سنودن او آسانج ليكشف لنا بعض الحقائق.

طارق فتحي