حول تصريحات نتنياهو عن قيام (الدولة الفلسطينية)


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7863 - 2024 / 1 / 21 - 20:12
المحور: القضية الفلسطينية     

كما نشرت وسائل الاعلام، فأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أعلن انه ابلغ الرئيس الأمريكي بايدن وأدارته رفضه القاطع لإقامة "الدولة الفلسطينية" ما بعد حرب غزة، وهو اعلان رسمي يصدر من اعلى سلطة في إسرائيل، وقد قطع هذا الإعلان كل حديث عن إقامة ما يسمى ب "الدولة الفلسطينية".

لم تعترض الإدارة الامريكية على اعلان نتنياهو بشكل رسمي، أي لم يخرج المتحدث-ة باسم البيت الأبيض ليرفض الإعلان هذا، ولم يسجل أي اعتراض من قبل الاتحاد الأوروبي، أيضا لم يخرج أي مسؤول من دول المنطقة العربية ليسجل اعتراضه على اعلان نتنياهو، بالتالي فأن هناك موافقة ضمنية لهذه السياسة الإسرائيلية.

"اجتثاث فكرة إقامة دولة فلسطينية"، هكذا عبر نتنياهو في اجتماع مع وزراءه، وهو تعبير لطالما كان يدور في ذهن القادة الإسرائيليين وعلى مدى عقود وجودهم، لا يوجد "يمين متطرف او معتدل" في شكل الحكم في إسرائيل، الكل على نهج واحد امام القضية الفلسطينية.
لكن هل صحيح يمكن إقامة دولة فلسطينية؟

حسب المبادرة السعودية فانه من المفترض ان تكون الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها على حدود 1967، الآن هل يعقل هذا؟ بعد ان وصلت مستويات الاستيطان انها التهمت اغلب أراضي الضفة، وهذا الاستيطان مستمر بوتيرة متصاعدة، خصوصا بعد احداث السابع من أكتوبر، وتعيين سموتريش "وزير المالية" على قضية توسعة المستوطنات، فهذا الشخص لديه شخصية عدوانية ضد الفلسطينيين قل مثيلها.

ثم ما يؤكد اعلان نتنياهو ما يحدث في غزة، فكل التصريحات التي تخرج من المسؤولين الإسرائيليين، والتي يوافق عليها "ضمنا" الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كلها تتحدث عن حكم غزة من قبل إسرائيل، مع الحديث عن توسعة مستوطنات الغلاف.

ان الحديث عن إقامة "دولة فلسطينية" هو حديث محض خيال ووهم، بل حديث لا يمت للواقع بصلة، حتى لو افترضنا ان هناك ضغوطا اوروبية وامريكية على الحكومة الإسرائيلية، لتنفيذ ما يطلبوه منها بإقامة "دولة فلسطينية"، فكيف سيكون شكلها وجوهرها؟ بل كيف ستكون الدولة الإسرائيلية ذاتها؟ وهي القائمة على أساس فكرة دينية، أي عنصرية، أي أن "قيامها شرط الغاء الاخر" كما يقول مهدي عامل؛ انه محض هراء مجرد التفكير بإقامة "دولة فلسطينية"، فهذه القضية تتعقد أكثر وأكثر بمرور الأيام والسنين، وفي لحظة ما سيدرك الجميع ان هذه الحلول المطروحة وهم وخيال.

طارق فتحي