اخلاق رأسمالية - الفرق بين أنسان وأنسان آخر


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7936 - 2024 / 4 / 3 - 16:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

دعا وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، دعا إسرائيل الى اجراء تحقيق "سريع ومحايد" حول مقتل "عمال إغاثة" في غزة؛ نتنياهو قال ان القصف الذي طال عمال الإغاثة "لم يكن مقصودا" وان "الحوادث تحصل في الحرب".

من هم عمال "المطبخ المركزي" الذي أثيرت عليهم الضجة كلها في حرب الإبادة هذه؟ ولأي جنسيات ينتمون؟ انهم "الأسترالية "زومي فرانكوم" والبولندي داميان سوبول والفلسطيني "سيف عصام أبو طه" بالإضافة إلى 3 بريطانيين وأمريكي كندي"؛ لهم كل الذكر الطيب، لقد قدموا أنفسهم من اجل عمل انساني كبير، فهذه المنظمة "المطبخ المركزي" كانت قد وزعت منذ السابع من أكتوبر أكثر من 40 مليون وجبة غذاء لفلسطينيي غزة.

بعد أسبوعين من محاصرة مجمع الشفاء الطبي، اخلت القوات الإسرائيلية ومرتزقتها المجمع؛ كيف كان المشهد؟ اعدامات بالجملة ارتكبتها القوات الإسرائيلية، اغتصاب نساء، مقبرة جماعية بكل معنى الكلمة؛ لم يدعو أحد لتحقيق، ولم يشعر أحد بالصدمة أو الفزع؛ ترى لماذا؟
مجلس الأمن الدولي يقف دقيقة صمت حدادا على ضحايا "كروكوس ستي" في موسكو. انه عمل إرهابي بامتياز، راح ضحيته أبرياء.

أكثر من 32 ألف قتيل في غزة، نصفهم أطفال، لم يقف عليهم أحد، ولم -ولن- يحزن عليهم أحد، كانوا ضحايا من جنس آخر، جنس أدنى وأقل.

الخارجية البريطانية تستدعي السفيرة الإسرائيلية بشأن مقتل عمال الإغاثة.

مليون ونصف المليون في رفح يقتلهم الجوع والخوف، ينتظرون مصيرا مجهولا.

الخارجية البريطانية تدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتقدم كل الدعم لها.

هذه هي الاخلاق والقيم الرأسمالية في التعامل مع البشرية.

طارق فتحي