الديموقراطية الامريكية بين غزة ونافالني


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7896 - 2024 / 2 / 23 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

للمرة الثالثة تستخدم الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، انها تؤكد على استكمال حرب الإبادة ضد سكان غزة، أمريكا اليوم في ذروة همجيتها وبربريتها ووحشيتها، انها تكشف شيئا فشيئا عن وجهها الحقيقي، وتخلع قناع وثياب الديموقراطية التي تخدع بها بعض المغفلين من ليبراليين وديموقراطيين، انها تمنح حكومة اليمين المتطرف النازية في إسرائيل الرخصة والاذن لمزيد من القتل والتهجير والتجويع.

مع ان الفيتو الأمريكي لم يكن موقفا غريبا ولا مدهشا، فسياسة الولايات المتحدة معروفة تجاه الحروب، فهي دائما اما ان تشعل الحروب والصراعات او تديم من كل صراع وحرب موجودة، نظام حكم متعطش دوما للدماء والتخريب، لا يمكن للعالم ان يشهد هدوءً بوجود نظام حكم مثل ما هو الان في الولايات المتحدة.

كان الغرب قد اقام الدنيا على مقتل المعارض الروسي الكسي نافالني، حكومات ووسائل اعلام جميعها تندد وتشجب وتستنكر وتطالب بالتحقيق، وتصف بوتين بالمجرم، وتبث التقارير عن نافالني، وكيف انه صار رمزا للحرية والديموقراطية، ورأوا كيف ان حقوق الانسان تهدر في روسيا، وقد اظهرت وسائل الاعلام الغربية وبسرعة كبيرة زوجته وهي تصطنع الالم لموت زوجها نافالني، وكأن الامر معد مسبقا.

ذاتها الحكومات الغربية والأمريكية ووسائل اعلامها القذرة، ذاتها كانت عوراء تجاه قضية الصحفي والمبرمج جوليان آسانج، الذي يقضي بقية عمره في السجن، وصحته تزداد سوءً يوما بعد اخر، وحتما فأنه سيموت في السجن، هذه الحكومات ووسائل اعلامها تتباكى وتذرف الدموع على مقتل نافالني، لكنها تغض النظر عما يجري في غزة، بل انها تدعم عسكريا وماليا واعلاميا المجازر التي ترتكب في غزة وتباركها.

انه النفاق الغربي والامريكي، تجاه القضايا التي تحدث في العالم، احتلال العراق وأفغانستان وتدميرهما تحرير، احتلال بريطانيا لجزر فوكلاند الأرجنتينية شرعي، نشر الجيوش الفرنسية في افريقيا نشر الديموقراطية، حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة دفاع عن النفس؛ في مقابل حرب روسيا على أوكرانيا اعتداء وعدوان، مطالبة الصين بتايوان خرق للقانون الدولي، تجارب الصواريخ الكورية الشمالية تهديد للسلم العالمي.

ويستمر العالم بتفاهة وقذارة ونفاق السياسة في الغرب وامريكا...

طارق فتحي