هل يفعلها (نبلاء الثوب)؟


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7867 - 2024 / 1 / 25 - 18:50
المحور: القضية الفلسطينية     

من المؤمل ان يكون يوم غد الجمعة 26-1-2023 هو اليوم الذي تكشف فيه محكمة العدل الدولية في لاهاي عن قرارها بشأن حرب الإبادة التي تقودها أمريكا وإسرائيل والغرب على قطاع غزة، فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر والالة البربرية والهمجية والوحشية لإسرائيل والغرب وهي تقوم بدفن الناس احياء تحت الأنقاض، وتحاصرهم من كل مكان، يموتون جوعا وعطشا وخوفا.

ما يفعل في غزة لا تجد له مثيلا في التاريخ، مدينة كاملة تباد، جحيم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حمامات من الدم، يوميا مجزرة او مجزرتان على الأقل في غزة، يوميا أكثر من مئتي انسان يقتل، والالاف من الجرحى، ومثلهم تحت الأنقاض، الجثث تملأ الطرقات والشوارع، أطفال وخدج ورضع، نساء وكهول، الجميع يجب ان يموت.

كل الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية تمارس ضغوطا غير مسبوقة لثني القضاة الدوليين على عدم تجريم الطفل المدلل إسرائيل، لكن الدلائل والحقائق التي قدمتها دولة جنوب افريقيا أحدثت ضجة كبيرة في المحكمة الدولية وفي وسائل الاعلام الغربية، وجعلتهم امام موقف أخلاقي محدد، فأما يرضخون للضغوط او يقومون بإدانة إسرائيل، وهذه الإدانة، إذا ما تمت فأنها تعني ادانة للغرب. فهل يفعلها "نبلاء الثوب".

كشفت حرب الإبادة على غزة الوجه الحقيقي للديموقراطية والليبرالية الغربية، لقد ازالت هذه الحرب الغشاوة عن الكثيرين ممن كانوا يصدقون بديموقراطية العم سام وحكومات الغرب القذرة، وسيزال القناع الديموقراطي كله إذا ما نطق "نبلاء الثوب" غدا بالحكم بتجريم إسرائيل الديموقراطية، وبأنها ترتكب إبادة بحق سكان غزة، وهو ما سينظره العالم، الذي سأم من عالم القطبية الواحدة، المستهترة بحياة الناس وبمصيرهم.
طارق فتحي