100 يوم الإبادة الجماعية -عصر ديموقراطية الدم


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 16:47
المحور: القضية الفلسطينية     

أكملت غزة 100 يوم من الموت، الولايات المتحدة الامريكية والغرب قالوا للعالم يجب ان لا توجد غزة بعد الان، فأيقظوا هاديس من سباته، هو لم يصدق ذلك، فهو دوما متعطش للدماء، حتى يستمر بالحياة؛ أيقظوه وتركوه مستفردا بفريسته السهلة، قالوا له: اقتل واغتصب وهجر واسر ودمر وافعل ما يحلو لك، وعلى مهلك، لا تستعجل، فأننا سنخرس كل الأصوات التي تنادي بوقفك.

اقتل الأطفال، الخدج والرضع والصغار، اقتل النساء، اقتل المسنين والكهول، دمر بيوتهم، هجرهم من مكان الى مكان آخر، لا تجعلهم يتنفسون الهواء، امنع عنهم الطعام والشراب والدواء، اقتل اطبائهم، فجر مستشفياتهم، دمر مدارسهم، احرمهم من النوم، لا تخف من شيء، فمجلس الالهة الديموقراطية سيحميك ويدعمك، ولن يسمح لأحد بالدفاع عنهم.

لا تخف من مجلس امن او أمم متحدة او حقوق انسان او محكمة دولية او عدالة دولية؛ فهذه ادواتنا ونحن من اخترعها؛ لا تخف من دول مارقة او ميليشيات هنا وهناك، فكلهم صنيعتنا، سنضبط الإيقاع ولن ندعه يفلت، ما عليك سوى ان تستكمل الإبادة، فهي الهدف المرجو.

دع علامات الخوف والرعب هي السمة الوحيدة على وجوه الأطفال والنساء والعجزة، دع الات التصوير تنقل صورا لمشاهد الدمار لغزة، سرب صورا لمعاملة الاسرى واحتقرهم وأهنهم كما تشاء؛ دع مساعديك يكثرون من التصريحات بتهجير سكان غزة او قتلهم جميعا بقنبلة نووية، لا يهم ذلك، فقد نلجأ الى هذا السيناريو في لحظة ما، اقتل، اقتل، اقتل ما شاء لك ذلك، لا تخف فنحن أمريكا والغرب الديموقراطي معك.

ها قد مرت 100 يوم على غزة، أيام تعد بقرون من السنين، وحشية وبربرية وهمجية قل مثيلها في تاريخ البشرية، كل تلك المأساة التي تحدث والمستمرة والتي ستستمر بسبب ان الغرب وامريكا شاءوا ان ينشروا الديموقراطية، فنحن بعصر ديموقراطية الدم.

طارق فتحي