وزير الصناعة والبحث عن الاجر والثواب


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7927 - 2024 / 3 / 25 - 17:42
المحور: الصناعة والزراعة     

من المعروف ان الصناعة في هذا البلد انتهت تماما بمجيء قوى الإسلام السياسي والقومي، فهذه القوى رهنت البلاد لسوق النفط، حولته الى ريعي بشكل تام، اعتماده الكلي على مبيعات النفط، أي خلل في سوق النفط فأن البلاد تدخل في دوامة الإفلاس، بعدها تسرع هذه القوى النهابة الى صندوق النقد الدولي وبعضا من الدول والشركات الاهلية للاقتراض منها، وتكبر عاما بعد عام مديونية العراق، لحين ارتفاع سعر النفط واستقراره المؤقت، فيرجعون الى النهب والسرقة، وهكذا دواليك وهلم جرا...

هذه الدورة هي المعمول بها، بل هي الثابتة والقارة والراسخة عند السلطة، لا تفكر ان تحيد عنها او تبحث عن بدائل للنفط، فهي ليست ملزمة بتنمية وتطوير البلد، حلولها جاهزة وسهلة جدا لأي مشكلة، إذا مطرت الدنيا تعطل الدوام، إذا ارتفعت درجة الحرارة تعطل الدوام، ولديها الطقوس الدينية الكثيرة، ولديها "المحتوى الهابط"، ولديها الجهبذ، فلتة عصر وزارة الداخلية سعد معن ومؤلفه الكبير "الابتزاز الإلكتروني"...

عمال وزارة الصناعة هم الأكثر تضررا من ناحية سلم الرواتب، فهم الأدنى في هذا السلم، منذ 2003 وهم يطالبون بتعديل رواتبهم وانصافهم، ويطالبون بتشغيل وإعادة تأهيل الشركات المعطلة، لكنهم يواجهون حائط صلب من قوى الإسلام السياسي التي هيكلة وصفت اغلب شركات هذه الوزارة، ولا زالت مصرة على نهب ما تبقى من الشركات وتحويلها الى مولات ومجمعات سكنية.

كل هذه المعاناة لعمال الصناعة وللبلد وكأنها لا تكفي، فيخرج لنا عبقري الصناعة ووزيرها "الاستاذ الدكتور المهندس"خالد بتال بخبر انه "دعا القوى السنية للاجتماع بهم في منزله للبحث عن الاجر والثواب، وليصلي بهم جماعة وليجرب صوته بالقراءة"! ترى هل هناك كلمات تستوفي حق هذا الخبر، تصور شخص إسلامي طائفي يوضع على رأس وزارة الصناعة ما النتائج المتوخاة؟ يريد ان يجرب صوته... يا للتفاهة والانحطاط والرثاثة التي نعيش فيها.

هذه هي حال بلد تحكمه وتتحكم به قوى دينية طائفية ميليشياتية نهابة وذيلية، لا خلاص من هذا الواقع الا بالخلاص منها.

طارق فتحي