هل تريدون الخبز؟ عن جحيم غزة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7903 - 2024 / 3 / 1 - 22:51
المحور: القضية الفلسطينية     

وصلت المعلومات الى سكان غزة بأن قافلة من الشاحنات المحملة بالطحين ستصل، فهرعوا الى مكان وصولها، تجمعوا الذين يقتلهم الجوع والعطش، عسى ان ينالوا شيئا من ذاك الطحين، كانت اعدادهم كبيرة جدا، لقد ازدحم المكان بهم، فالجوع يفتك بهم، ويوميا يموت الكثيرون منهم، خصوصا الأطفال، الذين نالوا الحصة الأكبر من القتل.

كعادتها الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق في سماء غزة، والدبابات تحاصر الناس، كان لابد من ارتكاب مجزرة جديدة وكبيرة، هناك اخبار بأن مفاوضات وقف إطلاق النار تشهد انفراجا، والضغوط الدولية شديدة على أمريكا الديموقراطية لوقف الحرب، فيجب الإسراع بقتل المزيد من الناس، وهذا التجمع على الطحين هو الأمثل.

صواريخ طائرات وقنابل دبابات، جحيم جديد لهؤلاء السكان الذين أرادوا خبزا يملئون بطونهم الخاوية، يشبعون أطفالا تئن من الجوع.

"فرنسا تشعر بغضب" "بريطانيا تشعر بقلق" "الأمم المتحدة تشعر بعجز" "أمريكا تشعر بقلق وتوقف مشروع ادانة في مجلس الامن لمجزرة ساحة الرشيد" "الجامعة العربية تدين" "اسبانيا تقول انه امر غير مقبول". يا للتفاهة.

أمريكا الديموقراطية مصرة على إبادة سكان غزة، ترفض بشكل قاطع الحديث عن إيقاف المجزرة، الليبرالي الصهيوني الخرف بايدن وفريقه يرسلون الأسلحة الفتاكة، وتقف بوارجهم وحاملات طائراتهم واقمارهم الصناعية بخدمة إسرائيل، بل لديهم قوات نخبة تشرف وتشارك في عمليات الإبادة.

هذا العالم فقد كل معايير القيم والأخلاق، ازداد توحشا وهمجية وبربرية، حرب غزة كشفت عن وجه هذا العالم القبيح، لا توجد قوانين ولا عدالة، اذلال الناس وقتلهم هي السمة والعلامة الفارقة لهذا العصر الأمريكي.

هل تريدون خبزا، هل أنتم جائعين؟ فخذوا الموت اذن. هل تريدون الاستمرار بالحياة؟ فخذوا الموت اذن. لا ملجأ ولا مأوى لكم، الموت فقط هو مصيركم. ولتحيا الديموقراطية والليبرالية وحقوق الانسان الأمريكية والغربية.

طارق فتحي