الشيشان تنتخب


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 7829 - 2023 / 12 / 18 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

الشيشان منطقة تقع شرقي بغداد، يقال ان سبب تسميتها بذلك الاسم انها تأسست خلال احداث جمهورية الشيشان الروسية في تسعينات القرن الماضي، اغلب ساكنيها نازحين من مناطق الجنوب، فبعد الحصار الاقتصادي الأمريكي على العراق، شلت الحياة تماما، فنزحت الكثير من العوائل الى بغداد للبحث عن مصادر معيشة، واسسوا فيها تجمعات سكانية كثيرة، وصارت كلمة "شيشان" تطلق على أي منطقة في الأطراف، تحمل ذات الصفات.

تعد الشيشان واحدة من ابأس المناطق من حيث الفقر والبطالة وتجارة المخدرات وانعدام الخدمات وانتشار العصابات والجهل والتخلف والامية، فمنذ تأسيسها وهي على هذه الحال، بل تزداد سوءاً، فقد توسعت كثيرا، فالنزوح لا زال مستمرا، مدن الجنوب لا زالت تعاني الواقع المأساوي.

عندما تسير في "درابينها" الضيقة، وتشاهد بيوتها المتهالكة، تعتقد أنك تسير بساحة حرب، فلا شيء يوحي بالحياة هناك، منطقة منكوبة تماما؛ سكنتها يعتبرون ان مدينة الثورة، المجاورة لهم، هي مثل الحلم، إذا استطاعوا ان يسكنوا فيها؛ هل يتصور أحد ذلك؟

ليست الشيشان الا عينة، هناك العشرات من المناطق التي تشبهها في الأطراف، هناك الغرير، سبع قصور، جف تنك، حي طارق، حي الكوفة، الحميدية، الدسيم، النهروان، المعامل، الرشاد، حي النصر.... الخ التي تحتاج تحقيق صحفي محترف. تلك الاقضية والنواحي شبيهة تماما بمنطقة الشيشان.

سلطة الإسلام السياسي الحاكمة تنتهج سياسة إبقاء هذه المناطق بتلك الصورة، بل تزيد في افقارها، فهي مناطق مليونية، وتعدها خزانها البشري الكبير، الذي تستند عليه في مناسباتها الدينية والسياسية، فاغلب عناصر ميليشياتها من هذه المناطق؛ كذلك فأنها تعتبر بؤرة للنزاعات العشائرية، بالتالي فقوى الإسلام السياسي لا يتخلون عن هذه السياسة ابداً، فبقاء ناس تلك المناطق بذلك الشكل، هو ضمان ديمومة هذه القوى.

في كل عملية انتخابات، ترى المرشحين-ات يأتون تباعا لهذه المنطقة، يبدأون بتوزيع ونثر الوعود، والتي اعلى وعد فيها "تبليط الشوارع" والذي هو حلم بالنسبة لسكان تلك المناطق، اما إذا مرشح تهور وفلت منه وعد ببناء مركز صحي او مدرسة، فأن اغلب الناس يقولون بأنه يكذب، فعلى مدى انتخابات عديدة لم يوعدهم أحد بذلك، ولم تبنى لهم مراكز صحية او مدارس.

بعد غد سنرى الممارسة "الديموقراطية" الانتخابات، وسيطل علينا الاعلام المدجن، بتصوير مراكز الانتخابات، لكن للأسف لن يصوروا لنا هذا "العرس الانتخابي" في منطقة الشيشان وبقية مناطق بغداد الجميلة.

طارق فتحي