بقاء ذات الأوضاع والظروف هو المحرك الأساسي لاستمرار الانتفاضة


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 6493 - 2020 / 2 / 17 - 22:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

عقب خمسة أشهر من القمع الوحشي الذي تقوم به السلطة وأجهزتها ومليشياتها، بالإضافة لحملات التشويه التي يمارسها النظام بشتى الطرق والوسائل، عن طريق كيل التهم بالتخريب والتبعية للخارج، كانت الانتفاضة بين مد وجزر فمرة يزداد الزخم والتحشيد ومرة أخرى تأخذ شكلا مختلفا يأخذ طابع الهدوء، يتوهمه البعض تراجعا ونهاية للانتفاضة.
صحيح أن الألاف من الضحايا سقطو بين قتيل وجريح، ناهيك عن عمليات الخطف والطعن والتغييب القسري، لكن عزيمة المنتفضين وإصرارهم يزداد ويدركون يوما بعد آخر، إنما هذه السلطة ليست الا مجموعة من القتلة والعصابات المنظمة، التي لا يمكن الحوار معها بأي شكل من الأشكال.
قد تتوهم السلطة والمستفيدين من بقائها ان الإرهاب والقتل بأمكانه القضاء على انتفاضة أكتوبر، وهؤلاء لا يعرفون شيئا عن حركة التاريخ.
الكل يعلم أن العصابات الحاكمة غير قادرة على اي تغيير ولن تقوم بأي شيء تجاه المواطنين على مستوى تحسين المعيشة وتشغيل العاطلين وتقديم الخدمات، أما هي الأساس في كل هذه المشكلات.
ان تبعية النظام في العراق لقوى إقليمية رجعية وعلى رأسها جمهورية ايران الإسلامية التي تحارب اي شكل من أشكال الحرية والمساواة، ناهيك عن استنزافها لموارد الدولة في العراق في سبيل تمويل حروبها ومشاريعها في المنطقة، وذلك عن طريق سيطرتها على جزء مهم من القرار السياسي في العراق.
كذلك فأن تبعية الاقتصاد العراقي لقوى رأسمالية وهيمنة صندوق النقد والبنك الدوليين على السياسات الاقتصادية التي أفقرت وعطلت الملايين عن العمل، كانت هي الستراتيجية التي اعتمدتها أحزاب الاسلام السياسي وشركائها، والتي مارست ولا تزال عمليات منظمة للقضاء على الصناعة والزراعة والتعليم والصحة، هذه السياسات التي تتبناها السلطة الحالية لا يمكن أن تتغير الا بتغيير نظام الحكم المحاصصي والطائفي الذي سرق ويسرق ثروات الجماهير.
هذا الواقع المرير الذي يعيشه المجتمع في العراق، هو ما دفع جماهير المحافظات المنتفضة على الثوره ضده من أجل الخلاص، والجماهير التواقة للحرية والمساواة والعيش اللائق، التي دفعتها حاجاتها للانتفاض، لن تعود حتى كنس هذه المنظومة السياسية ورميها في مزبلة التاريخ.
قد يعتري انتفاضة أكتوبر الركود، لكن لهيبها المستعر تحت كل فرد في العراق، لا بد ان ينفجر يوما ليزيل الظلم والقمع والنهب الذي مارسته العصابات الحاكمة على مدار أكثر من ستة عشر عاما.