أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - تشويه الهوية الكردية بين الخطاب القومي والإسلام السياسي














المزيد.....

تشويه الهوية الكردية بين الخطاب القومي والإسلام السياسي


حجي قادو
كاتب وباحث

(Haji Qado)


الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نسمع بين الحين والآخر أصواتًا صادرة عن جماعات إسلامية متشددة، وأخرى تتبنى خطابًا شوفينيًا عربيًا، تروّج لادعاءات مفادها أن الكرد قوميون متعصبون أو «جاهليون»، متذرعين بأن زمن القومية قد ولّى. غير أن المفارقة الصارخة تكمن في أن هذه الخطابات ذاتها تمارس أقصى درجات القومية والإقصاء، حين تصرّ على إنكار الوجود القومي والتاريخي للشعب الكردي، لا سيما في الجزيرة السورية.
وتذهب هذه الجماعات إلى حدّ تسمية الجزيرة السورية، ذات الغالبية الكردية تاريخيًا وسكانيًا، بـ«الجزيرة العربية»، في محاولة واضحة لطمس هويتها الكردية، رغم كونها موطنًا تاريخيًا للكرد إلى جانب مكونات أصيلة أخرى من العرب والسريان والأرمن والإيزيديين. ويقوم هذا الخطاب على منطقٍ إقصائي مفاده: «أينما وُجد العربي، فالأرض عربية»، وهو منطق لا يستند إلى التاريخ ولا إلى القانون ولا إلى حقائق الجغرافيا.
ومن اللافت أن العالم العربي المعاصر يضم اثنتين وعشرين دولة تُصنَّف على أنها عربية، في حين إن الدول ذات الجذور العربية الصرفة لا تتجاوز عددًا محدودًا، أبرزها دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى اليمن والأردن، بينما تعود بقية الدول إلى شعوب وحضارات أصيلة تم تعريبها عبر مراحل تاريخية مختلفة، وهو أمر تؤكده دراسات تاريخية ولغوية موثقة.
وقد شهد التاريخ طمس هويات شعوبٍ عريقة تحت مسمى «الفتوحات»، من بينها الفراعنة والأقباط، والأمازيغ، والفينيقيون، والبابليون، والكلدانيون، والآشوريون، فضلًا عن شعوب إفريقية أخرى. ويأتي اليوم الدور على الكرد في الجزيرة السورية، حيث يُعاد إنتاج السياسة ذاتها عبر تغيير الأسماء والحقائق، كما حدث في تسمية مدينة كوباني بـ«عين العرب»، استنادًا إلى وجودٍ عابر لبعض القبائل البدوية التي استقرت قرب نبع ماء في المنطقة، وهو تبرير لا يصمد أمام أي قراءة تاريخية جادة.
فالجزيرة السورية تقع جغرافيًا بين نهري دجلة والفرات، وهي جزء من بلاد ما بين النهرين (ميزوبوتاميا)، المعروفة تاريخيًا بأنها موطن لحضارات قديمة ارتبطت بالشعب الكردي وشعوب المنطقة الأصيلة. ومن هنا يبرز السؤال المشروع: متى، وكيف، أصبحت هذه المنطقة «عربية»؟
إن الوجود العربي في الجزيرة جاء تاريخيًا عبر هجرات لقبائل بدوية قادمة من شبه الجزيرة العربية، استقرّت في مناطق توفر الماء والمرعى، واستقرت فيها بمرور الزمن، دون أن يمنح ذلك أي مبرر لإلغاء هوية السكان الأصليين أو إعادة تعريف الجغرافيا على أسس أيديولوجية.
إن إنكار الهوية الكردية، والتلاعب بالتاريخ، ومحاولة تغليف هذه السياسات بخطاب ديني، لا يخدم قيم الإسلام ولا مبادئ العدالة، بل يكرّس منطق الإقصاء والازدواجية في المعايير. فالدين، في جوهره، دعوة للعدل والاعتراف بالآخر، لا أداة لتبرير الهيمنة القومية أو مصادرة حقوق الشعوب.
إن احترام التعددية القومية والثقافية، والاعتراف بحقوق الشعب الكردي التاريخية، ليس تهديدًا لأحد، بل شرطٌ أساسي لبناء مستقبل قائم على التعايش الحقيقي، بعيدًا عن سياسات الإنكار والتذويب التي أثبت التاريخ فشلها.



#حجي_قادو (هاشتاغ)       Haji_Qado#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئاسة بلا سيادة: حين يُدار المشهد السوري بمنطق المخفر
- قسد بين اندماجٍ قسري ودعمٍ أمريكي ودولي… مستقبلٌ غامض وصراعٌ ...
- انتصاراتُ الكُردِ في ميدانِ المعركةِ تُمحى على طاولةِ المفاو ...
- بين حقّ الاحتفال وذاكرة الجراح: قراءة في الموقف الكردي
- سوريا بين الخطاب المعلن والواقع الميداني
- ارتباك في الخطاب السياسي… ومصير سوريا رهينة التناقضات
- السلام المؤجَّل وحقوق الكرد… بين الوعود السياسية وواقع الإنك ...
- الاتجاه المعاكس… حين يتحول الإعلام إلى منصّة للفتنة-
- بهجلي وقلق أنقرة المتجدد من تقارب كوردي كوردي
- الكورد تاجٌ على رؤوس من أراد إهانتهم
- التسوية أم الاستسلام؟ القضية الكردية بين المساومات السياسية ...
- بين خطاب التهدئة وواقع الإقصاء… قراءة في رسالة الشرع إلى أبن ...
- رسالة إمرالي… بين الواقع السياسي وكرامة التضحيات
- سوريا بين التفكّك والإنقاذ… لا حلّ دون 2254
- حين تتحول الثورة إلى نقيض شعاراتها… قراءة نقدية في التجربة ا ...
- بيان لجنة إيمرالي… ومفارقات اتفاق 10 آذار في سوريا
- تصريح محمد إسماعيل رئيس المجلس الوطني الكوردي… تساؤلات مفتوح ...
- قبل توجيه الاتهامات… فلننظر في المرآة أولًا
- رسالة عبد الله أوجلان… سلامٌ بلا هوية أم سياسةٌ بلا وضوح؟
- لقاء غير مُفهوم… بين الجلاد والضحية


المزيد.....




- الحرس الثوري يعلن اعتراض سفينة نفط محمّلة بأربعة ملايين ليتر ...
- خلال العقد المقبل.. إسرائيل تخطط لاستثمار بقيمة 110 مليارات ...
- تهديدات أوروبية بالرد على فرض واشنطن عقوبات على شخصيات أوروب ...
- كأس أمم أفريقيا: ديالو يقود منتخب ساحل العاج حامل اللقب إلى ...
- الشيباني في روسيا وتأكيد على أهمية العلاقات بين دمشق وموسكو ...
- الاستعمار وأزمة القضاء في تونس
- شهيد ومصابون بجباليا والاحتلال ينسف مباني في خان يونس
- فايزر تعلن وفاة مريض بعد تلقيه دواء لعلاج سيولة الدم في تجرب ...
- دراسة: دواء فالاسيكلوفير قد يزيد تفاقم التدهور المعرفي لدى م ...
- خبراء أمميون: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القان ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حجي قادو - تشويه الهوية الكردية بين الخطاب القومي والإسلام السياسي