حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 21:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تبدو التطورات الجارية في سوريا وكأنّ القرار السيادي قد انحصر ضمن إطارٍ أمنيٍّ ضيّق، إلى حدٍّ باتت معه ملامح مخفر الشرطة الدولة تتراجع لصالح دولة التركية . ففي هذا السياق، يظهر أحمد الشرع أقرب إلى رئيس مخفر شرطة منه إلى رئيس دولة لا يمتلك استقلالية القرار السياسي وقدرته على إدارة الشأن العام وفق إرادة وطنية جامعة.
ومع اقتراب رأس السنة، تتصاعد الضغوط التركية على أحمد الشرع للإسراع في تنفيذ اتفاقية العاشر من آذار، في رسالة واضحة لا تحتمل التأويل مفادها أنّ عامل الوقت لم يعد في صالحه، وأنّ أي تأخير يُعدّ خروجًا عن المسار المرسوم. وفي حال عدم الالتزام بهذه التفاهمات، تلوّح أنقرة بخيار التدخل العسكري، بالتعاون مع أحمد الشرع نفسه، الذي يُنظر إليه على نطاقٍ واسع بوصفه مُعيَّنًا بدعمٍ تركي، لا باعتباره نتاجًا لإرادة وطنية مستقلة أو تفويض شعبي حقيقي.
إنّ هذا المشهد يعكس اختلالًا عميقًا في معادلة السلطة داخل سوريا، ويثير تساؤلاتٍ جوهرية حول حدود القرار السيادي، ومدى ارتهانه لإملاءات خارجية تُدار عبر أدواتٍ محلية، في ظل غياب مشروع وطني جامع يعيد للدولة هيبتها، وللسياسة معناها، وللسيادة مضمونها الحقيقي.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟