حجي قادو
كاتب وباحث
(Haji Qado)
الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 19:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الوقت الذي يؤكّد فيه الكونغرس الأمريكي أنّ قوات سوريا الديمقراطية تشكّل ركيزة أساسية في مستقبل سوريا، وتشترك في صياغة معالم المرحلة السياسية والأمنية المقبلة، يبرز موقف واضح من واشنطن يعتبر إقصاء هذه القوات من أي تسوية محتملة خرقًا للرؤية الأمريكية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وقد صادق مجلس الشيوخ الأمريكي على تخصيص دعم مالي وعسكري لكلٍّ من «قسد» وفصائل «الجيش السوري الحر» في منطقة التنف، بميزانية تبلغ 130 مليون دولار ضمن موازنة وزارة الدفاع لعام 2026. وتأتي هذه الخطوة تعبيرًا عن إصرار الولايات المتحدة على اعتبار قسد شريكًا رئيسيًا في جهود مكافحة تنظيمي القاعدة وداعش، وعلى ضرورة استمرار التنسيق لضمان الأمن الإقليمي والدولي ومنع عودة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش وجبهة النصرة.
كما شدّد الكونغرس على أهمية دمج قوات سوريا الديمقراطية وهياكل الإدارة الذاتية ضمن مؤسسات الدولة السورية الجديدة، بوصف ذلك مكوّنًا جوهريًا لأي حل سياسي شامل يضمن تمثيل جميع مكوّنات الشعب السوري، ويضع أساسًا لنظام ديمقراطي قادر على إنهاء حالة الصراع المستمرة منذ أكثر من عقد.
في المقابل، بدأت تركيا بحشد قواتها على تخوم منبج ورأس العين، بالتزامن مع تعزيزات للجيش السوري في جبهات دير الزور، في محاولة للضغط على قسد ودفعها نحو تسريع الاندماج مع فصائل «جيش الجولاني»، من دون تقديم أي ضمانات دستورية أو سياسية. ويشبه هذا النهج، في جوهره، المسار الذي اتّبعته أنقرة سابقًا مع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا: تنازلات تُنتزع بالقوة، ووعود بلا ضمانات، وأساليب ضغط تنتهي غالبًا بخداع الطرف المقابل من دون مقابل ملموس.
وسط هذه المعادلات المتشابكة، تبدو واشنطن متمسكة بشراكتها مع قسد، بينما تحاول أنقرة ودمشق فرض مسار جديد عبر الضغط العسكري والسياسي. وبين الضغوط الإقليمية والدعم الدولي، يبقى مستقبل شمال وشرق سوريا مفتوحًا على احتمالات متعددة، تحكمها قدرة الأطراف على إدراك أنّ أي حل واقعي ومستدام لا يمكن أن يقوم على الإقصاء، بل على شراكة سياسية تعترف بحقوق جميع المكوّنات وتمنح البلاد فرصة للتعافي وبناء نظام جديد أكثر استقرارًا وعدلاً.
#حجي_قادو (هاشتاغ)
Haji_Qado#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟