أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - مرتزقة أنقرة تحت مجهر العقوبات البريطانية














المزيد.....

مرتزقة أنقرة تحت مجهر العقوبات البريطانية


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اندلاع الحراك الشعبي عام 2011، تحولت سوريا إلى ساحة مفتوحة لتدخلات إقليمية ودولية. ومع تعثر الحل السياسي، ازدحمت الأرض المثقلة بالصراع بالأجندات المتناقضة. في هذا المشهد برزت الفصائل المدعومة من تركيا كأداة نفوذ على الساحة السورية كفصائل معارضة للنظام البعثي البائد، لكنها ارتهنت لمشيئة تركيا وارتكبت جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق سكان المناطق المحتلة من قبل تركيا.
وجاءت العقوبات البريطانية الأخيرة لتعيد قادة هذه الفصائل إلى دائرة الاتهام الدولي، على خلفية انتهاكات جسيمة بحق المدنيين وثقتها منظمات حقوقية.

أسماء بارزة على لائحة العقوبات
من بين الشخصيات التي شملتها العقوبات البريطانية، يبرز اسم محمد الجاسم، المعروف بـ "أبو عمشة"، قائد فرقة سليمان شاه، المعروفة محلياً بـ "العمشات". وقد ارتبط اسمه، بحسب تقارير حقوقية، بفرض إتاوات وعمليات تهجير قسري في منطقة عفرين، إلى جانب اتهامات بارتكاب جرائم حرب.
ويشغل الجاسم اليوم، موقعاً رسمياً ضمن وزارة الدفاع التابعة للحكومة الانتقالية في سوريا، حيث عُيّن قائداً لإحدى الفرق العسكرية في محافظة حماة.

كما تضم القائمة، فهمي عيسى، قائد فرقة السلطان مراد، الذي وُجّهت إليه اتهامات تتعلق بالاعتقال التعسفي والتعذيب، بالإضافة إلى انتهاكات للقانون الدولي الإنساني.
وتشير تقارير متعددة إلى دوره في تجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى ساحات صراع خارجية، مثل ليبيا وأذربيجان، قبل أن يصبح جزءاً من البنية العسكرية الرسمية.

ويظهر أيضاً اسم سيف الدين بولاد، المعروف بـ "سيف أبو بكر"، قائد فرقة الحمزات، والذي ينتمي إلى المكوّن التركماني السوري.
وقد ورد اسمه في تقارير حقوقية تتحدث عن انتهاكات جسيمة، شملت الاعتقالات القسرية والنهب المنهجي لممتلكات المدنيين، لا سيما في منطقة عفرين. ويشغل بولاد بدوره منصباً رسمياً قائداً لإحدى الفرق العسكرية.

وإلى جانب هؤلاء، ضمّت قائمة العقوبات البريطانية قيادات أخرى من الفصائل نفسها، لم يُكشف عن جميع أسمائهم إعلامياً، ما يعكس، بحسب مراقبين، اتساع نطاق القلق الدولي من دور هذه التشكيلات المسلحة.

كيانات تحت المساءلة
لم تقتصر العقوبات على الأفراد، بل طالت كيانات تُشكّل العمود الفقري للفصائل المدعومة من أنقرة، والتي ما تزال تعمل كقوى شبه مستقلة على الأرض، على الرغم من إدماج بعض قادتها في هياكل وزارة الدفاع السورية.
وتتصدر فرقة السلطان مراد، ذات الغالبية التركمانية، قائمة الفصائل الأكثر دعماً من تركيا، بتمويل وتسليح مباشر.
أما فرقة سليمان شاه، فقد ارتبط اسمها بالإتاوات والتهجير القسري، فيما سجّلت فرقة الحمزات سجلاً مثقلاً بالاعتقالات التعسفية والنهب، وفق ما وثقته منظمات حقوقية دولية.

دوافع بريطانيا لفرض العقوبات
الأسباب التي دفعت بريطانيا إلى فرض العقوبات، جاءت متشابكة، لكن أبرزها الانتهاكات الموثّقة ضد المدنيين؛ من قتل خارج القانون، ونهب ممتلكات، وعنف جنسي، وتهجير قسري، ارتكبتها هذه الفصائل، لتشكّل سجلاً مثقلاً بالجرائم.
وقد كانت مجازر الساحل السوري في آذار 2025 ضد العلويين، نقطة التحوّل التي دفعت لندن إلى التحرك المباشر.
في جانب آخر، أرادت بريطانيا أن توجّه ضغطاً صريحاً إلى أنقرة، عبر رسالة واضحة بأن دعم هذه الفصائل لم يعُد يمر بلا مساءلة، وأنه بات تحت المراقبة الدولية.
كما سعت لندن إلى تعزيز صورتها كمدافع عن حقوق الإنسان، لتظهر بمظهر القوة التي لا تتسامح مع الجرائم ضد المدنيين، وتعيد تعريف هذه الفصائل أمام المجتمع الدولي كمرتزقة مأجورين يخدمون أجندة إقليمية.
وأخيراً، يخدم القرار مصالح سياسية واستراتيجية، إذ يضعف أدوات تركيا في سوريا ويمنح بريطانيا أوراق ضغط إضافية في ملفات الشرق الأوسط، لتؤكد أنها لاعب لا يكتفي بالمراقبة بل يفرض إيقاعه على مسرح الصراع.

مناطق النفوذ والعلاقة مع تركيا
تتمركز هذه الفصائل في مناطق النفوذ التركي شمال سوريا، من عفرين إلى الباب ورأس العين وتل أبيض، حيث تفرض سلطتها على السكان المحليين، تحت غطاء الدعم العسكري واللوجستي التركي.
بعض قادتها يقيمون في تركيا، ويتمتعون بحماية مباشرة ويُستخدمون كأذرع في حروب خارجية تخوضها أنقرة.
هذا الارتباط الوثيق بالاستخبارات والجيش التركي يجعلهم جزءاً من استراتيجية إقليمية تهدف إلى تثبيت نفوذ أنقرة في سوريا وخارجها.

بداية مسار المحاسبة الدولية
في ضوء هذه التطورات، تجد الحكومة الانتقالية نفسها أمام اختبار سياسي وأخلاقي بالغ الحساسية. فالعقوبات البريطانية طالت قادة يشغل بعضهم مناصب رفيعة داخل وزارة الدفاع، ما يكشف التناقض بين خطاب بناء الدولة وواقع يضم متهمين دولياً.
وتجاهل هذه العقوبات قد يُقرأ كإقرار ضمني بالانتهاكات أو محاولة للالتفاف على مبدأ المحاسبة، وهو ما يهدد بإضعاف ثقة الشركاء الدوليين ويكشف هشاشة موقع الحكومة على الساحة السياسية والاقتصادية. وفي المقابل، فإن أي دفاع عن هذه الشخصيات أو التشكيك العلني في دوافع العقوبات قد يفتح مواجهة غير محسوبة مع عواصم غربية مؤثرة.
فهل ستستجيب الحكومة لمتطلبات العدالة الدولية، أم تبقى أسيرة قادة أثقلتهم الاتهامات؟



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وترٌ مختومٌ بالشمع الأحمر
- حين يختفي -قيصر- وتبقى الألغام الداخلية
- أزمة اقتصادية خانقة.. والحل: خنق الموسيقى أيضاً
- هل سيحتفي السوريون ابتهاجاً بذكرى -التحرير-؟
- سوريا بين زعامات دينية وفراغ سياسي.. إلى أين يتجه البلد؟
- هل غيّر القرار 2799 الصفة القانونية للقرار 2254؟
- ماذا يعني الإغلاق الحكومي في أمريكا؟
- لن ندفع، فماذا أنتم فاعلون؟
- بين بني أمية وبني -سوريا الأبية-
- فنزويلا في مرمى الأطماع الأمريكية
- هموم إلى الأمام
- يتمنّعن وهنّ.. نافرات
- لا ملوك بعد اليوم: أمريكا تنتفض ضد النزعة الاستبدادية
- كيف يصنع الغرب الوحش ثم يعلن الحرب عليه؟
- سوريا بين الفقر والفوضى.. لماذا لا بد من حل سياسي عاجل؟
- لماذا لا ينتسب الشباب إلى الأحزاب؟
- معضلة الرأي والرأي الآخر في الأنظمة الاستبدادية
- حين تُخلع الأقنعة وتتكلم الغرائز.. كيف نُلغي الطائفية؟
- حين كانت الشاشة تبكي معنا
- خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول


المزيد.....




- مظهره قد يكون سببًا في هلاكه.. ضفدع المجرة النادر يواجه خطر ...
- غطس إلى مياه متجمدة.. شاهد إنقاذ شرطي لكلب عالق وسط درجات حر ...
- فيديو -عراك نسائي خلال اعتصام في عدن لدعم انفصال الجنوب-.. ه ...
- بزشكيان تحت الضغط: هل يتيح النظام الإيراني عزل الرئيس؟
- آخر رسالة بعد 400 عام.. الدنمارك تطوي صفحة البريد التقليدي
- من دارفور إلى كردفان.. مخاوف من فصل دموي جديد في الحرب السود ...
- ألمانيا ـ تهم القتل تلاحق حارسا سابقا في سجون بشار الأسد
- ضريبة جديدة في ألمانيا... هذه المرة على السكر؟
- في غزة منظومة صحية عند حافة الانهيار وسباق غير متكافئ مع الو ...
- تونس: سجناء سياسيون يبدأون إضرابا عن الطعام لتسليط الضوء على ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - مرتزقة أنقرة تحت مجهر العقوبات البريطانية