أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول














المزيد.....

خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول


ضيا اسكندر
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ نحو عامين والحرب على غزة تحصد الأرواح وتدمّر الحجر والشجر، بينما يقف الفلسطينيون أمام واقع ممزق لا سلطة موحدة تحكمهم، ولا ظهير عربي يساندهم، ولا مجتمع دولي قادر على فرض ردع حقيقي لإسرائيل. في هذا السياق برزت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، التي قدّمها بوصفها "الفرصة الأخيرة للسلام"، لكنها في جوهرها أشبه بفرض استسلام ووصاية دولية على غزة مقابل إعادة إعمارها وتوفير هدنة طويلة الأمد.

تتضمن الخطة وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى من الطرفين، وإنشاء لجنة فنية انتقالية لإدارة غزة بعيداً عن سيطرة حماس، مع نزع سلاحها بشكل كامل، وضمان انسحاب إسرائيلي تدريجي، ثم فتح الباب أمام إعادة الإعمار بتمويل دولي واسع.

حماس، التي تُحاصر منذ سنوات وتعاني من حرب استنزاف، تجد نفسها اليوم أمام خيارين أحلاهما مرّ: القبول بما يعنيه من خسارة سلاحها ونفوذها، أو الرفض بما يستتبعه من حرب مفتوحة قد تفضي إلى استئصالها.

مأزق حماس في ظل الانقسام الفلسطيني:

المعضلة لا تقتصر على الحركة وحدها، بل هي انعكاس للتشرذم الفلسطيني العام؛ الانقسام بين غزة والضفة، غياب قيادة موحدة، ضعف التمثيل السياسي، كلها عوامل جعلت القرار الفلسطيني مرهوناً بالخارج أكثر من كونه صادراً من الداخل. أما الموقف العربي فغارق في الحسابات الضيقة، حيث تكتفي العواصم بتصريحات حذرة أو دعم إنساني محدود، بينما تتسابق بعض الأنظمة إلى التطبيع مع إسرائيل. أما الموقف الدولي، فرغم بعض الاعترافات الرمزية بالدولة الفلسطينية، فإنه يبقى عاجزاً عن إحداث أي تغيير ملموس في موازين القوى.

السيناريوهات المستقبلية
أولاً: سيناريو القبول بالخطة

إذا قبلت حماس بخطة ترامب، فإنها ستدخل مرحلة انتقالية محفوفة بالمخاطر. سيُنتزع سلاحها، وتُقصى عن الحكم المباشر في غزة، وتُحال الإدارة إلى لجنة فنية بإشراف دولي. هذا القبول قد يوفّر فترة من التهدئة ويفتح الباب لإعادة إعمار القطاع، ما يمنح السكان هدنة من الموت اليومي. لكنه في الوقت نفسه يضع الحركة على طريق التهميش السياسي وربما التفكك الداخلي، حيث ستواجه معارضة من قواعدها التي تعدّ السلاح خطاً أحمر. على المدى البعيد، قد يؤدي القبول إلى تقليص حضور حماس وتحويلها إلى فصيل سياسي هامشي، فيما تتحول غزة إلى كيان إداري منزوع الهوية الوطنية.

ثانياً: سيناريو الرفض

أما إذا رفضت حماس الخطة، فإن إسرائيل ومعها الولايات المتحدة ستجد في الرفض ذريعة لمواصلة الحرب بلا سقف. وقد يشتد القصف ويستمر الحصار إلى درجة خنق الحياة في غزة كلياً.
الرفض يمنح الحركة شرف التمسك بالمبادئ والمقاومة، لكنه في المقابل يعرّضها لخطر الإبادة المادية والسياسية، خصوصاً في ظل غياب دعم عربي قوي وصمت دولي مريب. على المدى الطويل، قد يؤدي ذلك إلى إنهاك الحركة وانهيار قدرتها على البقاء، لتبقى القضية الفلسطينية بلا قوة فاعلة تدافع عنها.

ما بين القبول والرفض:

بين هذين السيناريوهين المريرين، قد تبحث حماس عن خيار ثالث: قبول مشروط يتيح لها البقاء ولو رمزياً، أو الدخول في مفاوضات تتيح لها الاحتفاظ بجزء من نفوذها وسلاحها، مقابل القبول بإدارة انتقالية. غير أن نجاح هذا الخيار يتوقف على وجود موقف فلسطيني موحّد وضغط عربي حقيقي، وهما شرطان غائبان حتى الآن.

القضية الفلسطينية اليوم تقف على مفترق طرق خطير. لا الاعترافات الدولية المتأخرة، ولا بيانات التضامن العربية الباهتة، قادرة على إنقاذها. إن الخطر الحقيقي ليس فقط في خطة ترامب وما تشترطه، بل في انعدام الوحدة الفلسطينية والعجز العربي والتخاذل الدولي.
قد تموت القضية كما ماتت قضايا عادلة في التاريخ حين تُركت فريسة الانقسام والتواطؤ، لكن ما يبقيها حيّة هو إرادة شعبها في التمسك بحقوقه مهما طال الليل. فالحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وما ضاع حق وراءه مطالب.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ يعيد نفسه.. من الأسد إلى الشرع
- الطبيب الذي أحالني إلى الذكاء الاصطناعي
- من القبيلة إلى الدولة.. تحوّلات مفهوم الوطن عبر الزمن
- من وعود بلفور إلى وعود الأمم.. نكبة تاريخية مستمرة
- من الجهاد إلى البروتوكول.. حين يرتدي السيف ربطة عنق
- اللوحة التي لا تُفهم.. سرّ نجاة الفنان التشكيلي
- مناف طلاس وإحياء القرار 2254.. بداية واقعية أم وهم جديد؟
- بين أفول النجم الأمريكي وبزوغ التعددية: هل ودّعنا القطب الوا ...
- مجلس الأمن... ومجلس العار العربي
- حرية التعبير... بفضل قلة العناصر الأمنية
- مجزرة جديدة؟ لا بأس، لدينا بيان جاهز!
- دور الاستبداد في تشويه أخلاق العباد
- نداء إلى مَن لم تتزوج بعد
- جعلوني انفصالياً!
- تأملات في خطوة المجلس التأسيسي لوسط وغرب سوريا
- الوجه الخفي لبريطانيا في الأزمة السورية
- الصديق اختيار.. والرفيق التزام
- التطبيع الزاحف وسلام العار
- السويداء في القلب.. وستبقى
- حين ينهزم الوزير أمام صمت الأسير


المزيد.....




- أسماك القرش البيضاء الكبيرة تتكاثر.. كيف يحاول فريق بحث تتبع ...
- زيندايا تتألق بفستان معدني يمزج بين أناقة الستينيات وروح الم ...
- الأردن: عائلة المتهم بهجوم معبر -الكرامة- يطالبون بالإسراع ب ...
- -شملت اقتحام مؤسسات وسرقة بنوك-.. المغرب يواجه احتجاجات متوا ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يرفض خطة لإنهاء الإغلاق الحكومي.. والبي ...
- قتيلان في احتجاجات -جيل زد- بالمغرب مع اتساع رقعة التظاهرات ...
- دعوات بسحب الجنسية من المتورطين في أعمال إرهابية داخل ألماني ...
- فلسطينيون وإسرائيليون من أجل السلام
- الاحتجاجات في نيبال والمغرب.. ما هو تطبيق -ديسكورد- الذي است ...
- حماس تواصل دراسة خطة ترامب بشأن غزة وتعديل بعض بنودها قبل ان ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - خطة ترامب لغزة ومأزق حماس: بين مطرقة الرفض وسندان القبول